الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة البلاء فالخلطة للشيخ عبد القادر العلمي مع الشرح المفصل

قصيدة البلاء فالخلطة - الشيخ عبد القادر العلمي

قصيدة البلاء فالخلطة للشيخ عبد القادر العلمي مع الشرح المفصل

نص القصيدة
خماسة البلاء فالخلطة والربح فالاعتزال من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل قسم الصمت حكمة والهامل باللسان مهمال بلا غنى يصادف شىء منه قصيف الاصل كل صامت يلبس عز البهى و الجمال ومن كثر حسو في شباك اللعين حاصل العباد سباب خلاها القيل و القال والجموع توصل لقبايح المواصل لا تبوح بسرك للخاينين الرذال ياخدو سيفك و يضربوك للمقاتل ما بقى من تعمل صاحب راس مال باللسان يحبك والقلب ليك خاتل لو تحبو و توكلو حرام و حلال من غيابك ساعة يضحى شرود جافل لو كان حملك ريشة عليه يثقال ساعة الضيق يوطي منك النواجل الخماسة : البلاء فالخلطة والربح فالاعتزال من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل صياح لا صاحب لا صديق ينفع بالتحقيق وما كثرت الصحاب كثرت حماقي صحبة هاذ الزمان نصبة و تزنديق يا ويح اللي غشيم فالغفلة باقي لعبو رجليه بين ڤلتة و سواقي بيت قرن متعوج من قوم الدياب في الثياب لا صغير يواقر لا كبير شايب سلاسل الحسود موثقة فالرقاب جامدة بسموم السعير و العقارب لفقيرا كثر هولو من سموم النياب صار نعجة ما بين الذياب و الثعالب كان كنت غني الخلايق تكونلك حباب يصادقوك فقولك ولو تكون كاذب الغني عند أهل البدعة شريف الانساب لو كان بغل يتسمى حكيم طالب الفقير كلامو بين العباد يثقال كل ما يبرز منو ما ليه أصل الغني صادق و كلام الفقير محال لو يكون ضريف يتسمى ثقيل باسل البلى فالخلطة والربح فالاعتزال من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل صياح صحبة هاذ الزمان نفاق و بهتان المحبة باينة والخدع دخلاني فالوجه ما أدراك بسيد فلان و فالغيب ترجع مدعي شيطاني جانب قوم البلاء وعيط بركاني بيت الحلال كسد بيعو و الحرام مباح و القبيح نعز و نذل الزكي الناصح لاتثيق برحبي ولا تروم لحلاح الطير اللي يبين سنيه و الجوانح لا صديق بالنية ولا رفيق يصلح لا طعام ولا خير يقر فالمناطح الوجوه تعجبك و القلوب نورها راح بالنفاق نطمست بصاير الملامح القلوب سوادت من ذالطبوع القباح و الصنايع كسدت والهول جار طافح قلت البركة من غدم زكاة المال كل من يطمع فالدنيا ذليل كاسل لا زمان كيف هاذا ظهر كثير الاهوال دبر نفسك اذا كنت لبيب عاقل البلا في الخلطة والربح فالاعتزال من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل صياح في قرن اربعطاش ما ينفع تفتاش صارت قوم حناش بسموم تتقاتل الوجوه مبسمة و القلوب في تغباش و مكاحل معمرين فالجوف لداخل هذه هي شروط بالك يا غافل بيت النميمة دارو بها كتوب شراح الشتم و الغتبة و الشيطان بهم فارح الشهادة بالزور على القلوب تجراح بين الدينار توقف ولو تكون طايح صارت الطلبة تقرا في جداول لمزاح في تخوم جهنم مسلسلة تنابح يتعاندو على كساوي خاليين لجباح يا ويح من قلب علم لمواسم المذابح بان بنيان الظلم و العدل صورو طاح ومن تكلم بالحق يمثلوه جايح دير خوك دماغك وخطي جميع الارذال شوف ما يصلح بيك الهول الكبير قابل شرور خلق الله مشتغلة بلا اشتغال في حقوق الخلق في يوم الحساب حاصل البلاء فالخلطة والربح فالاعتزال من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي قصيدة حكمية بامتياز، تحمل رسالة قوية وواضحة حول مخاطر مخالطة الناس في زمن فسدت فيه الأخلاق، وتدعو إلى فضيلة الاعتزال كسبيل للنجاة والربح الروحي.

اللازمة: حكمة القصيدة

تتكرر اللازمة لتؤكد على الفكرة المحورية: "البلاء فالخلطة والربح فالاعتزال / من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل". أي أن البلاء والمصائب تأتي من مخالطة الناس، بينما الربح الحقيقي في اعتزالهم، لأن من تظنه حبيباً قد ينقلب عليك ويصبح سماً قاتلاً.

نصائح في التعامل مع الناس

تبدأ القصيدة بنصائح عملية، فالصمت حكمة، وكثرة الكلام توقع صاحبها في شباك الشيطان. يحذر الشاعر من إفشاء السر للخائنين، فهم يستخدمونه ضدك. ويؤكد أنه لم يعد هناك صديق حقيقي، فالظاهر محبة والباطن خداع، وفي ساعة الضيق يتخلى عنك الجميع.

نقد اجتماعي لاذع

ينتقد الشاعر عصره، فيرى أنه "قرن متعوج". الناس كالذئاب في ثياب بشرية، لا يوقرون كبيراً. الحسد منتشر، والفقير مهان بين الأغنياء. أصبح الغني، حتى لو كان بغلاً، يُعتبر حكيماً، بينما الفقير، حتى لو كان ظريفاً، يُعتبر ثقيلاً. الصحبة أصبحت نفاقاً وبهتاناً، والقلوب اسودت، وكسد الحلال وراج الحرام.

فساد الأخلاق والدين

يصف الشاعر كيف أن النميمة والغيبة وشهادة الزور أصبحت شائعة. حتى "الطلبة" (أهل العلم) أصبحوا يقرؤون في "جداول المزاح" بدلاً من العلم، ويتنافسون على المظاهر. لقد انهدم بنيان العدل، ومن يتكلم بالحق يُعتبر أحمقاً.

الخاتمة: دعوة للعزلة والتأمل

بعد هذا التشخيص المرير لفساد الزمان وأهله، يرى الشاعر أن لا حل إلا في اعتزال الناس. يقول: "ما بقات الهجرة في جيلنا البلدان"، أي لم يعد هناك مكان صالح للهجرة إليه، فالحل هو أن يهجر الإنسان الناس ويجعل أنسه في ذكر الله. يذكرنا بفناء الملوك والطغاة، وبأن الإنسان خُلق ضعيفاً وسيعود إلى التراب، فلماذا كل هذا الغرور؟

شرح الكلمات الصعبة
  • الخلطة: مخالطة الناس.
  • الاعتزال: اعتزال الناس.
  • مهمال: كثير الإهمال واللغو.
  • قصيف الاصل: قليل الأصل.
  • حسو: صوته وكلامه.
  • خاتل: مخادع.
  • جافل: هارب.
  • النواجل: العيون.
  • صياح: مقطع شعري يكون بمثابة استطراد أو تفصيل.
  • تزنديق: نفاق وزندقة.
  • ڤلتة: حفرة أو ورطة.
  • يواقر: يوقر ويحترم.
  • السعير: النار المشتعلة.
  • لحلاح: من يلح في الطلب، أو هنا بمعنى الشخص الذي لا يمكن الوثوق به.
  • المناطح: أماكن الأكل.
  • بصاير: جمع بصيرة.
  • غدم: منع.
  • كاسل: كسول.
  • تفتاش: بحث وتفتيش.
  • تغباش: حقد وغل.
  • مكاحل: مكاحل، أو هنا بمعنى أسلحة الغدر.
  • لجباح: خلايا النحل، وهنا كناية عن العقول الفارغة.
  • جايح: أحمق، تافه.
  • دشور: قرى صغيرة.
  • حضور: مدن.
  • الحفضات و الرواحن: قد تعني الأماكن المحفوظة أو الأذكار.
  • كاهن: ساحر.
  • صلصال: طين يابس.
  • عافن: نتن.
  • العصير: يوم القيامة.
  • لمزان: السحاب.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق