قصيدة البلاء فالخلطة للشيخ عبد القادر العلمي مع الشرح المفصل
قصيدة البلاء فالخلطة للشيخ عبد القادر العلمي مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة بيتاً بيتاً
هذه القصيدة للشاعر قدور العلمي هي قصيدة حكمية بامتياز، تحمل رسالة قوية وواضحة حول مخاطر مخالطة الناس في زمن فسدت فيه الأخلاق، وتدعو إلى فضيلة الاعتزال كسبيل للنجاة والربح الروحي.
اللازمة: حكمة القصيدةتتكرر اللازمة لتؤكد على الفكرة المحورية: "البلاء فالخلطة والربح فالاعتزال / من تقول حبيبك تلقاه سم قاتل". أي أن البلاء والمصائب تأتي من مخالطة الناس، بينما الربح الحقيقي في اعتزالهم، لأن من تظنه حبيباً قد ينقلب عليك ويصبح سماً قاتلاً.
نصائح في التعامل مع الناستبدأ القصيدة بنصائح عملية، فالصمت حكمة، وكثرة الكلام توقع صاحبها في شباك الشيطان. يحذر الشاعر من إفشاء السر للخائنين، فهم يستخدمونه ضدك. ويؤكد أنه لم يعد هناك صديق حقيقي، فالظاهر محبة والباطن خداع، وفي ساعة الضيق يتخلى عنك الجميع.
نقد اجتماعي لاذعينتقد الشاعر عصره، فيرى أنه "قرن متعوج". الناس كالذئاب في ثياب بشرية، لا يوقرون كبيراً. الحسد منتشر، والفقير مهان بين الأغنياء. أصبح الغني، حتى لو كان بغلاً، يُعتبر حكيماً، بينما الفقير، حتى لو كان ظريفاً، يُعتبر ثقيلاً. الصحبة أصبحت نفاقاً وبهتاناً، والقلوب اسودت، وكسد الحلال وراج الحرام.
فساد الأخلاق والدينيصف الشاعر كيف أن النميمة والغيبة وشهادة الزور أصبحت شائعة. حتى "الطلبة" (أهل العلم) أصبحوا يقرؤون في "جداول المزاح" بدلاً من العلم، ويتنافسون على المظاهر. لقد انهدم بنيان العدل، ومن يتكلم بالحق يُعتبر أحمقاً.
الخاتمة: دعوة للعزلة والتأملبعد هذا التشخيص المرير لفساد الزمان وأهله، يرى الشاعر أن لا حل إلا في اعتزال الناس. يقول: "ما بقات الهجرة في جيلنا البلدان"، أي لم يعد هناك مكان صالح للهجرة إليه، فالحل هو أن يهجر الإنسان الناس ويجعل أنسه في ذكر الله. يذكرنا بفناء الملوك والطغاة، وبأن الإنسان خُلق ضعيفاً وسيعود إلى التراب، فلماذا كل هذا الغرور؟
شرح الكلمات الصعبة
- الخلطة: مخالطة الناس.
- الاعتزال: اعتزال الناس.
- مهمال: كثير الإهمال واللغو.
- قصيف الاصل: قليل الأصل.
- حسو: صوته وكلامه.
- خاتل: مخادع.
- جافل: هارب.
- النواجل: العيون.
- صياح: مقطع شعري يكون بمثابة استطراد أو تفصيل.
- تزنديق: نفاق وزندقة.
- ڤلتة: حفرة أو ورطة.
- يواقر: يوقر ويحترم.
- السعير: النار المشتعلة.
- لحلاح: من يلح في الطلب، أو هنا بمعنى الشخص الذي لا يمكن الوثوق به.
- المناطح: أماكن الأكل.
- بصاير: جمع بصيرة.
- غدم: منع.
- كاسل: كسول.
- تفتاش: بحث وتفتيش.
- تغباش: حقد وغل.
- مكاحل: مكاحل، أو هنا بمعنى أسلحة الغدر.
- لجباح: خلايا النحل، وهنا كناية عن العقول الفارغة.
- جايح: أحمق، تافه.
- دشور: قرى صغيرة.
- حضور: مدن.
- الحفضات و الرواحن: قد تعني الأماكن المحفوظة أو الأذكار.
- كاهن: ساحر.
- صلصال: طين يابس.
- عافن: نتن.
- العصير: يوم القيامة.
- لمزان: السحاب.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم