الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة الدرة الغمقة - من نظم أكرم ليتيم

قصيدة الدرة الغمقة - من نظم أكرم ليتيم

ديوان الدرة الغمقة - من نظم أكرم ليتيم

نص القصيدة
(الاستخبار) يَا سَامَعْ لَقْوَالْ صْغَى لَحْدِيثْ الْغْوَامَقْ وَالْكْنُوزْ رَاهَا قَصَّا مْنَ الْأَزَلْ مَرْقُومَا فَالصّْحَايَفْ مَا يَدْرَكْ سَرّْهَا غْشِيمْ وَلاَ عَاجَزْ مَهْزُوزْ غِيرْ الْبِيبْ الْفَطَنْ الِّي لِلْمْعَانِي كَايَفْ (القسم الأول) كَانَتْ مَمْلَكَا فَالزّمَانْ عَامْرَا بَالْخِيرْ وُالْكْمَالْ وَالْيُومْ صَارَتْ قْفَارْ وَأَطْلاَلْ سَكْنُوهَا الْغِيلانْ وَالْجَانْ وَأَهْلَهَا عَطْشَى تَتْعَذَّبْ وَالْبَحْرْ حْدَاهَا سَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم الثاني) كَانْ فِيهَا غَوَّاصْ هْمَامْ مَنْ نَسْلْ لَبْطَالْ قَلْبُ صَافِي مَا دَنّْسُوهْ لَوْسَاخْ وَلَفْعَالْ قَالَ نَغُوصْ فَالْبَحْرْ وَنْجِيبْ الدُّرّْ الْمِثَالْ الِّي يَرْوِي الْعَطْشَانْ وَيْفَجِّي لَهْوَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم الثالث) هْبَطْ لَلْجُوجْ الْغَارَقْ وَالدُّجَى حَالْ لاَ قَمْرَا لاَ نَجْمْة لاَ ضَياء يَتْلاَلْ لْقَى حْوَاتَمْ كَالْجْبَالْ وَثْعَابِينْ طْوَالْ تْغَرُّو بَالزِّينْ وَالْحُلِي ولكنوز وَالْأَمْوَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم الرابع) قَالَ لْهُمْ يَا قُومْ الْبُهْتَانْ مَا نَبْغِي الْمُحَالْ قَصْدِي دُرَّا غَمْقَا فَالْقَاعْ مَا ليها مْثَالْ نَبْرَاسِي فَالْقَلْبْ شَاعَلْ مَا يَعْرَفْ زْوَالْ وَالِّي قَصْدُو شْرِيفْ مَا يْخَافْ لَهْوَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم الخامس) وَصَلْ لِلْقَاعْ الْخَالِي مَا فِيهْ غِيرْ الرّمَالْ صَابْ الدُّرَّا تَلْمَعْ كَالشَّمْسْ فَالزَّوَالْ قَرَّبْ لِيهَا وَشَافْ فِيهَا عَجَبْ الْأَحْوَالْ مَا صَابْ لاَ دُرَّا لاَ جَوْهَرْ غِيرْ خْيَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم السادس) كَانَتْ مَرْآيَا صَافْيَا تَعْكَسْ مَا فَالْبَالْ شَافْ فِيهَا نُورُ الْبَاطَنْ وَالْجَمَالْ عَرَفْ أَنَّ الْكَنْزْ فَالذَّاتْ وَالْبَاقِي خَبَالْ وَأَنَّ الْعَطَشْ فَالرُّوحْ مَا هُوَ فَالْأَوْصَالْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (القسم السابع) طْلَعْ مْنَ الْبَحْرْ وَالْقَلْبْ بِالْحَكْمَا مَالْ وَجْهُ يَضْوِي كَالْبَدْرْ فَلَيْلَةْ الْكْمَالْ لَمَّا شَافُوهْ أَهْلْ الْبَلْدَا زَالْ الْخْبَالْ وَرْوَاتْ قْلُوبْهُمْ بْلاَ مَاءْ وَلاَ زُلاَلْ (الحربة) آهْ يَا وَيْلِي مْنَ الْعْطَشْ وَالْمَا حَاضَرْ وَالْقَلْبْ مْنَ الْوَهْمْ سْقِيمْ وَالْعَقْلْ حَايَرْ (الخاتمة) يَا رَاوِي هَذِي الْحُرُوفْ فِيهَا لُغْزْ كْبِيرْ مَا يْحَلُّو غِيرْ مَنْ كَانْ لَبِيبْ وَخَبِيرْ عَدَدْ أَقْسَامْهَا كَعَدَدْ أَرْكَانْ التَّكْبِيرْ وَسْلاَمِي لَهْلْ الْفَنّْ بَالْمَسْكْ وَالْعَبِيرْ
شرح القصيدة بيتاً بيتاً

هذا الديوان بعنوان "الدرة الغمقة" هو قصيدة "حكمية" ذات طابع رمزي، تحكي قصة خرافية عن مملكة ملعونة وغواص شجاع، لكنها في باطنها تصف رحلة البحث عن الحقيقة الروحانية وخلاص النفس.

الاستخبار: مدخل إلى اللغز

تبدأ القصيدة باستخبار، وهو مقدمة تمهيدية تشير إلى أن هذه القصة قديمة وعميقة، وأن سرها لا يدركه إلا "البيب الفطن" (العاقل الحاذق).

القصة الظاهرة: مملكة العطش

تحكي القصيدة عن مملكة أصابتها لعنة العطش، رغم أنها تقع على شاطئ البحر. يقرر "غواص" شجاع أن يغوص في أعماق البحر بحثاً عن "الدرة الغمقة" (اللؤلؤة العميقة) التي قيل إنها تشفي من العطش. في رحلته، يواجه وحوشاً ومغريات، لكنه يتغلب عليها بإيمانه. وعندما يجد الدرة، يكتشف أنها مجرد مرآة تعكس نوره الداخلي. وعندما يعود إلى قومه، يشفيهم ليس بالدرة، بل بالنور والحكمة التي اكتسبها في رحلته.

المعنى الباطن: رحلة البحث عن الحقيقة

القصيدة في عمقها لغز كبير. فالمملكة هي النفس البشرية، والبحر هو الدنيا، والعطش هو التعلق بالشهوات والماديات التي لا تروي الروح. الغواص هو السالك في طريق الله، والوحوش هي العقبات والمغريات. أما "الدرة الغمقة"، فهي الحقيقة الإلهية، التي يكتشف السالك في نهاية رحلته أنها ليست شيئاً خارجياً، بل هي نور كامن في داخله. والخلاص الحقيقي لا يأتي من امتلاك الأشياء، بل من تزكية النفس ومعرفة الذات.

الخاتمة: لغز وتوقيع

يختم الشاعر قصيدته بلغز يكشف عن عدد أقسامها (سبعة أقسام، وهو عدد تكبيرات صلاة العيد)، ويهدي سلامه لأهل الفن.

شرح الكلمات الصعبة
  • اَلْقْوَالْ: الأقوال، الشعر.
  • صْغَى: استمع.
  • الْغْوَامَقْ: الأعماق.
  • الْكْنُوزْ: الكنوز.
  • غْشِيمْ: جاهل.
  • الْبِيبْ: اللبيب، العاقل.
  • كَايَفْ: خبير.
  • قْفَارْ: أرض خالية.
  • الْغِيلَانْ: جمع غول، كائنات خرافية.
  • الْجَانْ: الجن.
  • هْمَامْ: شجاع، سيد.
  • الدُّرّْ: اللؤلؤ.
  • لَهْوَالْ: الأهوال.
  • الْجُوجْ: عمق البحر.
  • الدُّجَى: الظلام.
  • حْوَاتَمْ: وحوش بحرية.
  • الْبُهْتَانْ: الكذب والباطل.
  • نَبْرَاسِي: مصباحي.
  • زْوَالْ: زوال.
  • الْخَبَالْ: الجنون والهم.
  • الْأَوْصَالْ: الأعضاء.
  • الزُّلاَلْ: الماء العذب.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق