قصيدة نلقاه يناقش و يحلل للشاعر عزالدين حسان بن بناني مع الشرح المفصل

نلقاه يناقش و يحلّل و هو لازملو تحاليل مخو مِيص و دمُّو مكلّل مجّلّل جهلو تجلِيل عايش في ظلامو مدلّل مصكّر و مبغّل تبغِيل لا منطق لا باش يعلّل ما ينفع فيه تغربِيل يناطح في مڨارين مغرمل ناطف و وقعلُو تنغِيل ما يسجّل كان التّسلّل مهما عطوه يڨول قلِيل كبر و شاب و ماشو مبطّل متلكّد يُعرض في السّيل ختّال و خالق يتختّل متلبّس ملبوسو نعِيل لو كان نصيب الجهد نحمّل و نهز عليه براميل

هذه القصيدة للشاعر التبسي عزالدين حسان بن بناني هي قصيدة "هجاء" و"حكمية"، يرسم فيها الشاعر صورة ساخرة وقوية لشخصية الجاهل المتعالم، الذي يدعي المعرفة وهو غارق في الجهل والعناد.

وصف الجاهل المتعالم

يبدأ الشاعر بوصف هذه الشخصية، فهو يناقش ويحلل، بينما هو في الحقيقة يحتاج إلى تحليل نفسي. عقله فاسد ("مخو ميص") ودمه فاسد ("دمو مكلل")، وهو يفتخر بجهله ويتباهى به. هو يعيش في ظلام عقله، عنيد كالبغل، لا منطق له ولا حجة، ولا يمكن إصلاحه ("ما ينفع فيه تغربيل").

عناد وهجومية

يصف الشاعر عناده وهجوميته، فهو "يناطح في مقارين مغرمل" (يناطح قروناً متآكلة)، في إشارة إلى أنه يدخل في معارك خاسرة وجدالات عقيمة. هو لا يقدم أي شيء نافع ("ما يسجل كان التسلل")، ودائماً طماع لا يقنع بما لديه.

الختام: اليأس من الإصلاح

يختم الشاعر قصيدته باليأس من إصلاح هذا الشخص، فهو قد كبر وشاب على طباعه السيئة، ويقف بعناد في وجه الحقائق كمن يقف في وجه السيل الجارف. هو شخص خداع بطبعه، ويتظاهر بالبراءة. في النهاية، يعبر الشاعر عن شدة سخطه، فيتمنى لو أنه يستطيع أن يحمل عليه "براميل" ليتخلص منه.

• مِيص: فاسد، متعفن.
• مكلّل: متخثر، متجمد.
• مجّلّل: مغطى ومزين.
• مصكّر: مغلق العقل.
• مبغّل: يتصرف كالبغل (عنيد).
• يعلّل: يقدم حجة أو سبباً.
• تغربِيل: الغربلة، أي فرز الجيد من الرديء.
• مڨارين: قرون.
• مغرمل: متآكل، بالٍ.
• ناطف: رطب، لين (وهنا بمعنى ضعيف).
• تنغِيل: مرض يصيب قرون الحيوانات.
• متلكّد: واقف بعناد.
• ختّال: خداع.
• يتختّل: يمشي بخفة ليخدع.
• نعِيل: حذاء بالٍ، وهنا رمز للتظاهر بالبراءة.
• نبرّز: أستبدل.