قصيدة مكة ياالقلب الهاوي للشيخ عبد العزيز المغراوي مع الشرح المفصل

شافت عيني يا راوي زين يزلغ بالتايبين شلا نصيف ما را مثله دنياوي بين حيوط البنيان و خيام السجيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكة يا القلب الهاوي شعفت عيني غيدة مبهجة في الحضا مصيونة في روضة من الحجاب الغليظ طعنتني باللحظة و صرت فوق الفضا سايخ مالي نهضة من محايني مريض نتقلب دون رضى على جمار اللظى في منامي و اليقضة هموم قلبي تهيض شلا بالصبر نلاوي حمل الحب عليا و انا ضعيف يا شوم القلب الهاوي ما اقواه على اللعات و الغرام الشضيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكة ياالقلب الهاوي شافت عيني صرحة تقول بند الوحا طافح يوم النطحة و هاج به الكفاح او قضيب في دوحة بنسمته فايحة هبت منه ريحة بطيب زهر اللقاح او قمر يا فصحا في ليل صافي صحى و الا شمس الضحى تلوح بعد الصباح ذات الثغر الزهراوي العيون سرادة و جبين يخطف خطيف و السالف عبد قناوي طالع من قلتة كأن عام في زمان الصيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكة ياالقلب الهاوي شافت عيني هيفة تقول شرد العفا و الا شند قفا قضيب بخمس الكفوف او علام في وقفة حكيته بالوفا خطفت عقلي خطفة بقيت ساهي نشوف قلت لها يا هيفة فنيت مرضي كفا قلبي صادف رجفة بحر ذوك السيوف طعنوني طعن شراوي نبلات في قوس الحاجبين نعت العصيف طعنه لا ليه مداوي لانك غصن البان كالنسيم الهفيف انا عشقي عذراوي وين ما ريت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي دعني قلبي ممحون من سهام الجفون بك عقلي مفتون كيف لا ينشطن يا ذا الزين المصيون عيد لي من تكون يا من لا رات عيون مثلها في وطن أ ياقوت المكنون يا هلال الدجون حورة جيم و نون ليسها من بطن رد جواب المعناوي من هزه ريح هواك العقيم العصيف يا قد الجدع الراوي مايح غصن ثماره في زمان الخريف انال عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي قالت لي كان تسال يا فصيح الرجال عن اصلي ما يجهال من خيار القبيل اهلي سربة الابطال بالبها و الجمال غنم و خيل و مال و المقام الحفيل في الشرق اهلي ما زال من الفروع الطوال بنا تضرب الامثال جيل من بعد جيل اهل الملك المصراوي من خالص عرب قريش من نسل الشريف الجد ظاهر خزراوي من يرفع قدر السلطان بالشان المنيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي قلت لها يا نور العين يا ابهى كل زين بالاصل مع الجدين يا هلال الحسان اصلي و اصلك فرعين يا قضيب اللجين من شجرة راس العين من خيار الجنان خوذي البا و العين نفتخر بك زين مثلك ما في البرين ما خلق في زمان لانك يا نور الضاوي بنت قبيل العربان من الحسب المنيف دمي من دمك ساوي الدم على دمه يغير و لو ضعيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي قالت خد العظلم شعاع بدر التمام انا يا ولد العم لحم و انت الحسام اقطع فيا و احكم بما شتهيت و اغتنم لانك سلت بالدم و الصبا و الغرام افخر بيا و عظم على العرب و العجم و انا باسمك نفخم على جميع الريام لانك عاشق معناوي شانك يا بو فارس شاع في كل ريف راسي لاقدامك هاوي جيتك خادم يا سيد كل من هو ظريف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي قلت لها كيف يصير من بهاك الغزير عقلي و الفكر يطير ليك يا قاصرة حرمة مول التدبير يا طلوع المنير تقبلني عبد صغير طايع بلا شرا نقنع يا تاج المير ببهاك الشهير بالنظرة خير كثير فيك يا زاهرة وصلك كغيث سماوي يحيي الارض الجدبا و يرجع البصر للي كفيف ما دام الدهر الضاوي نطلب مول التدبير يعجل لي بالعطيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي يوما عطفت بالجود شمس ضي الوجود نكينا كل حسود بالوصل السعيد خلي المحبوب يجود بعد تيه الصدود يشبه من جا مفقود من اوطانه بعيد لولا العطش المورود ما يطيبوا الغروض من لا يصبر لصدود ليس يظفر بصيد درجنا فوق سهاوي غنمنا شاين فات بالوصل العفيف هواوية و هواوي نكينا ذا الحساد بالنكد الرجيف انا عشقي عذراوي وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف مكةياالقلب الهاوي خد النظم المطروز با المعاني والرموز يا من تحفظ الرموز خذ تبر الكنيز لفظي عربي مفروز به غني و فوز بين اهل الفن يجوز اللي طبعه عزيز و الجاحد يوم يحوز او يركب للبروز صدري يكفيه ركوز بسم عبد العزيز من يشبه المغراوي واش قماش المكاوي يشبهه الثوب اللي نسجه غليف و سلام الله كالجاوي معطر لاهل الادب اهل التحاف الرهيف وعلى من هو عذراوي وين ما شاف الزين يختلج يا لطيف مكة ياالقلب الهاوي

هذه القصيدة للشاعر عبد العزيز المغراوي هي قصيدة غزلية بامتياز، يخاطب فيها الشاعر محبوبته التي يلقبها بـ "مكة"، في إشارة إلى قدسية حبها وعلو مكانتها في قلبه. القصيدة هي حوار بين الشاعر وهذه المحبوبة، يصف فيه لوعته، ويتغزل بجمالها، ويفخر بنسبه ونسبها.

الحربة: لوعة الحب

تبدأ القصيدة بالحربة (اللازمة) التي تعبر عن حال الشاعر: "انا عشقي عذراوي / وين ما شفت الزين نختلج يا لطيف / مكة يا القلب الهاوي". يعترف الشاعر بأن حبه عذري، وأنه يتأثر بشدة كلما رأى الجمال، ويخاطب محبوبته بأنها "مكة" لقلبه العاشق.

وصف جمال المحبوبة

يصف الشاعر كيف أن عينيه قد رأت جمالاً يفوق الوصف، وأن نظرة منها قد طعنته وأمرضته. يسترسل في وصفها، فهي كالقمر أو الشمس، وقامتها كغصن البان، وعيناها حادتان، وشعرها أسود. هو وصف حسي بديع يظهر مدى تمكن الشاعر من أدواته الفنية.

الحوار مع المحبوبة

ينتقل الشاعر إلى حوار متخيل مع محبوبته. يسألها عن أصلها، فتجيبه بأنها من خيار القبائل، من نسل الأشراف، وأهلها أصحاب مجد وكرم. فيفرح الشاعر ويقول لها إن أصله وأصلها واحد، فهما فرعان من نفس الشجرة، ودمه من دمها. فترد عليه المحبوبة بأنها له، فهو اللحم وهي السيف، وتطلب منه أن يفخر بها.

طلب الوصال والفخر

يطلب الشاعر منها الوصال، فهو يرى أن وصالها كالغيث الذي يحيي الأرض الميتة. ثم يفتخر بقصيدته، فيقدمها كـ "نظم مطروز" بالمعاني والرموز، ويتحدى الجاحدين. ويوقع باسمه "عبد العزيز المغراوي"، مؤكداً أن شعره لا يشبهه شعر آخر.

• يزلغ: يفتن ويسحر.
• السجيف: الستائر.
• نختلج: أضطرب.
• شعفت: رأت.
• غيدة: فتاة جميلة.
• الحضا: الحظوة والمكانة.
• سايخ: تائه.
• اللظى: لهيب النار.
• نلاوي: أصارع.
• الشضيف: القوي.
• صرحة: بناء عالٍ.
• بند الوحا: راية الحرب.
• دوحة: شجرة عظيمة.
• اللقاح: زهر النخيل.
• سرادة: حادة.
• قناوي: أسود.
• قلتة: بئر.
• هيفة: رشيقة.
• شرد العفا: غزال شارد.
• شند قفا: قوي العنق.
• شراوي: حاد.
• نبلات: سهام.
• العصيف: الزعفران.
• الهفيف: الرشيق.
• الدجون: الظلام.
• الجدع الراوي: الغصن المرتوي.
• سربة: جماعة.
• خزراوي: من قبيلة الخزرج.
• اللجين: الفضة.
• البرين: البر والبحر.
• العظلم: الشعر الأسود.
• الحسام: السيف.
• الريام: الغزلان (الجميلات).
• معناوي: صاحب معنى.
• قاصرة: التي تقصر طرفها حياءً.
• العطيف: العطف والرحمة.
• سهاوي: أماكن مرتفعة.
• الرجيف: الذي يرتجف منه.
• الكنيز: الكنز.
• مفروز: مميز.
• البروز: الظهور.
• ركوز: أساس.
• غليف: غليظ.
• الجاوي: نوع من البخور.
• التحاف: التحف.