قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 10) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

نحمد ربنا العالي — الفاتح الابواب الحق المتعال البصير سامع اسؤالي — من ودني أو اخرجني من الاضلال و اشغل في الثنى بالي — و اجعل امديح ساداتي اهل الأفضال فضلي و طيب راس مالي — و اذخيرتي و حصني من كل اهوال لازلت هكذا سالي — نمدح سيدنا و انقول في الاقوال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال أسيدي امحمد جيتك — مضيوم واقف للغارة العز و القبول اسعيتك — السر و الفضل و اطهاره أفحل الفحول ابغيتك — تكرمني بطيب ازيارة أنا اليوم واقف في باب الدار نسعى ارضاك و السايل ما ينهار لا سيما في باب اولاد المختار مولاي شوف من حالي — و ارحم غربتي يا ناقد الوحال بحر الوفى المالي — جودك فايق على السيل إذا سال أنت امقام المعالي — أنت إمام ناس العلم و الاحوال قدرك شامخ و عالي — سرك في المدائن و وطاه و جبال شهدت به الموالي — في الشرق كيخدموه انسا و ارجال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال سرك في المشارق ظاهر — شهدت به ناس النظرة ادوات به هل البشاير — الاشياخ العلوم الكبرى هاذا الشيخ عبد القادر — خبر به ناس الحضرة افدات يوم كان يقري المحضار للألوف من اصحابه شلّى يحصار حتى اغشاه حاله و ارفع الابصار للجو شاف للعالي — ثمة وسار في الارض يشوف و طال سؤلوه بعض الافضالي — عن ما اجرى و لاح عليهم المقال فقال لهم الجيلالي — انظرت في اتخوم الارض و الاسفال و امنين ريت للعوالي — في اللوح كنت ننظر وانا جوال اوجدت في السطر والي — ياتي بعدنا تنفل له الابدال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال ياتي بعدنا يا حضرة — والي اشريف أمره شاهر في الغرب فيه سر القدرة — لو كنت في ازمانه حاضر نخدم له عبد السخرة — مملوك له عند الآمر فقالوا لي كون له حضار اخبرنا بسره و احكى الاخبار فقال لهم سره شلّى يحصار هاذاك فاق لمقامي — من الكون قربه الكريم المتعال اسمه اشهير ينبي لي — بنعيسى امحمد فارس الابطال واحد منكم تاني — ولد عسى ايدركه لو طال الحال وإلا صح المقالي — يقرأ له السلام و يخضع و ايسأل و ايقول له مادا لي — أنا انقرنك يا طلعة الهلال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال تلميذ كان يسمع خبره — واروى ما احكاوا تواتر نعم الجليل طول عمره — بارك له الحق الباصر و اخلق له في آخر عصره — صبي كان عارف يا سر ادرك مدتك و استأنف المزار و ابدى ايسأل و ايصقصي هل القطار مع المغاربة أتى لك اوزار نال الرضى و الاقبالي — يوم شاهدك و احكى شاين قال اسمعت قول و احكى لي — أبي ما اسمع هو العقال من شيخ جمع الافضالي — تاج الكرام عبد القادر من صال و املى عليك المقالي — بالصدق و الوفى و اعتارك في الحال قم أتسال و أنشالي — و حمرة العيون و دمعك هطال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال كنتي اتقول له بجهرة — و افداك الكلام اتكرر أنا لو ادركت له شي وزرة — و اتلاقيت به في العصر انكون له اخديم السخرة — انخدمه ولا نستفخر و انسير له غلام في الليل و النهار و ابديتي اتعاودها بالتكرار تمة في المقام خلعتي الاعذار ناديتي الجوالي — البغدادي الطاهر جافي تطلال جدتي عليه بموالي — و ادفلتي في فمه و ارشف المصال وده اعظيم الجيلالي — شاف السما مع اللوح و فاز و نال تمة نالت ارجالي — تسعين في الاعداد و تسعة بكمال تركوا دار الهوالي — عادوا افحول تضرب بهم الامثال (لازمة) سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال ربحوا كلهم في مرة — و اتمامهم قلب اتعمر صادف من مدَدك قطرة — و امشى من المقام امخمر بين الاسواق عاد بجهرة — ايوحد الجليل و يذكر بلسانه اصحيح ايقول في الاذكار لا إله إلا الله الجبار بنعيسى الوالي بحره زخار أنت في غيبتك مالي — بعد الفياق خبره بلا تهوال ازداد سرك المالي — و اتهول البحر بفراتن الهوال عدتي عليه واتوالي — و في يدك العصا و انت في تهوال تضرب قوم و اتعالي — و للي اعطاك ظهره يغنم تفضال آدم صادفك تالي — يستحق اسمه سعده ذو الجلال اشرب طيب الاقوالي — مدفون عند رجلك كما يقال يا نور طلعت اهلالي — سلتك بالمشرف خاتم الارسال داوي بطبك اعلالي — و اكرمني بعطفة يرتاح البال نتني اعليك منوالي — اخدایم جانبك بالقول و الافعال قال الضعيف الهلالي — ادريس بن علي مداحك لازال

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء العاشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل ومديح، يروي فيها الشاعر كرامة عظيمة للشيخ عبد القادر الجيلاني تبشر بقدوم الشيخ بنعيسى، مما يؤكد على مكانته الروحية العالية.

الفكرة العامة: إثبات مكانة الشيخ الكامل عبر شهادة الأولياء

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن الشيخ بنعيسى هو "سلطان" الأولياء و"مغنم الزائرين". يفتتح الشاعر قصيدته بحمد الله الذي هداه لمحبة الصالحين، ثم يوجه نداءه مباشرة للشيخ. اللازمة "سيدي امحمد الوالي — بنعيسى اعطف يا فحل الرجال" هي طلب مباشر للعطف والمدد من الشيخ الذي يصفه بـ"فحل الرجال".

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر نفسه كزائر مضيوم أتى إلى باب الشيخ يطلب القبول والشفاء، ويؤكد أن الشيخ هو ملجأ للمظلومين ومقامه يفوق العقول. ثم ينتقل إلى ذكر كرامة عظيمة، حيث يروي أن الشيخ عبد القادر الجيلاني كان يوماً في مجلس علمه، فأغشاه الحال ونظر في اللوح المحفوظ ورأى قدوم ولي عظيم بعده في أرض المغرب، وأوصى أحد تلاميذه بأن يقرئه السلام إن أدركه.

يستمر الشاعر في سرد القصة، حيث أن هذا التلميذ طال عمره وأدرك زمن الشيخ بنعيسى، وجاء إليه وأبلغه بوصية الشيخ الجيلاني. ثم يروي كيف أن الشيخ بنعيسى ببركته منح المدد لتسعة وتسعين من أتباع الشيخ الجيلاني الذين كانوا معه، فصاروا من كبار الأولياء.

في الختام، يصف الشاعر بحر الشيخ بنعيسى بأنه "زخار"، ويتوسل به لشفاء علله، ثم يذكر اسمه "إدريس بن علي" مؤكداً على استمراره في مدح الشيخ.