قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 11) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

قُمْ نْشُوفُ السِّرْ و الْكَرَائِمْ العَجِيبَة — في هَذِهِ الحَضْرَةِ الطَّيِّبَة مَحَلُّ الأَنْوَارْ و العِنَايَةْ و الهَيْبَة — مَا أَعْظَمْهَا حَضْرَة و مَرْتَبَة مَنْ شَاهَدْهَا مَا يْزُولْ في حَضْرْ أَوْ غِيبَة — قَصَدْتُهَا قُومَانْ جَاذِبَة جَاتْ لِمَكْنَاسْ السَّعِيدْ رْجَالْ أَوْنِيسَة — في رْبِيعْ الخِيرْ الأَزْهَرْ مَكْسِيَّة مِنْ غِيرْ حَالْ في شْعُورْ اغْلِيسَة — كَتَبْكِي و اتْقُولْ بالجَهْرْ (لازمة) العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ إِضْيَافَةْ حَقّْ وَاجْبَة — ضْيَافَكْ يَا قُطْبَ الأقطابْ بنعيسَى قُولْ مَرْحَبَا — اهلا بالزوار و الاركاب حَاشَى وَاشْ اتْعُودْ خَايْبَة — مِنْ عندك يَا وَاسَعْ الأرحابْ أَنْتَ أَصْلُ الجُودْ و العِنَايَةْ و الهِبَة — أَنْتَ طُولْ الدَّهَرْ تَنْقَصَدْ أَنْتَ يَدَّكْ مَا اتْزُولْ بالخِيرْ امْدِيدَة — مَدَدَكْ يَكْفِيهْ mən أَوْرَدْ أَنْتَ مُولْ الدَّارْ الكَرِيمَة السَّعِيدَة — مَنْ يُوقَفْ فِي بَابْهَا اسْعَدْ أَنْتَ الغَوْثْ لِلِّي امْحَاسْنْ اعْلَاكْ اشْمِيسَة — تَلْمَعْ مثل البَرْقْ و الفَجَرْ احْيِيتِي في بِلَادْ رَبْنَا كُلّْ إِيبِيسَة — و اصْبَحْتِي في كَنَايَنْ البَحَرْ (لازمة) العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ يَا بَحَرْ العِرْفَانْ و الهُدَى — يَا غَوْثْ البِلَادْ و العِبَادْ لَكْ العِنَايَة الزَّايْدَة — يَا صَاحِبْ الأَذْكَارْ و الأَوْرَادْ لَكْ الطريقة المسيدة — كَمَا خَدَّمْتَهَا على الأسياد اطْرِيقَكْ طْرِيقْ الرِّبْحْ و الدَّخِيرَة — طَلْعَتْ بالأساس ظَاهرَة على السُّنَّة و الكتاب في حُسْنِ السِّيرَة — طَرِيقْ اشْرِيفَة امحررة مَنْ يَمْشِي فِيهَا على اشْعَاعْ البَصِيرَة — يَرْبَحْ في الدُّنْيَا و الآخرة مَا فِيهَا بِدْعَة لِكُلّْ وَلاَ تَدْلِيسَة — مِنْ غَيْرْ الدَّلِيلْ و الذِّكَرْ والصلاة في الوَقْتْ بالخشوع وتَقْدِيسَة — و الحِزْبْ و الحَمْدْ و الشُّكُرْ (لازمة) العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ الحِزْبُ و الحَمْدُ و الشُّكُرْ — هو بْخِيرْ الفَايظْ الكَثِيرْ اهْنية لِجْمِيعْ مَنْ احْضَرْ — في زْمَانْ المَشْرَفْ العَطِيرْ واجلس بَينْ يَدِيكْ للذِّكْرْ — وانْظَرْ ذَاكْ الوَجْه المُنِيرْ شَرَّقْتِي المِائَة العاشرة يا سُلْطَانِي — و اهْدَى بِكْ النَّاسْ رَبُّنَا الشَّيْخْ الكَامَلْ يَا رْفيقْ المَعَانِي — يَا وَلَدْ الهَادِي اشْفِيعْنَا شَافَكْ في حَجْرْ أَنبِي القُطْبْ التِّجَانِي — كِيفْ احْكَاوَا اصْحَابْ سِيدْنَا هذي مِنْقَابَة رْفِيعَة القَدْرْ انْفِيسَة — مِنَ الوَاجَبْ تُكْتَبْ بالتِّبِرْ حِيثْ الوَلَدْ اللَّيْ عْزِيزْ و ادْرَكْ تَرْئِيسَة — عند ابَّاهْ يَكُونْ في الحَجَرْ (لازمة) العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ أَنْتَ وَلَدْ الصَّادَقْ الأمِينْ — و عَلِيكْ أَنْوَارُه بَايْنَة مِدَادَكْ لازَالَ كُلّْ حِينْ — و انْمَدْحَكْ في اقطارْ غَرْبْنَا في ارض المشرق كاينين — زَاوْيَاتَكْ يا اهْمَامْنَا لازَالَتْ الارْكَابْ من اجناس الأَدَامِي — امْقَامَكْ تاتيه بالعَزْمْ بهديات اكثار و الزرابي و اخوامي — و اكساوي في فاس تَنْخَدَمْ لِمْقَدَّمْ وَلَدْ بن امشيش العَلاَمِي — للموسم بهديته اقْدَمْ جَابْ اسْتَارَةْ رْفِيعَة السُّومْ اسْلِيسَة — في الموبَّرْ بخالص الحَمَرْ واصْقَلِّي يَبْرِيزْ كَيْبانْ في تجليسة — يستهلها ذاك القَبَرْ (لازمة) العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ ذَاكَ القَبَرْ الزَّاهَرْ النَّعِيمْ — لِمْعَظَّمْ في الأرض و السَّمَا مَنْ زَارُه بالقَلْبْ السَّلِيمْ — اينَالْ النِّعْمَة التَّامَّة مَدَدْ أولادْ النَّبِي اغْظِيمْ — اطْلُبْ مَا تَبْغِي في الحِمَى هَذَا حِمَى صَاحَبْ الكَمَالْ و المزية — مُولْ الدَّرْجَة العَالِيَة مِدْ يَدَّكْ و اطْلُبْ به عَالِمْ الخَفِيَّة — في هَذِه القُبَّة البَاهِيَة بنعيسى بِكْ سَلَّتْ رَبَّ البَرِيَّة — تَبْقَى هَاذْ النَّفْسْ هَانِيَة مولاي امْحَمَّدْ جُدْ لِي واعْنِى بِي — عِنَايَة لذات شَافِيَة بعين القَبُولْ و العِلاجْ انْظُرْ في — أَنَا في حِمَى قَايِدْ الانبِيَا صَلَّى الله عليه في الضيا و التغليسة — وعلى آلِهِ مَا أَضْوَى البَدَرْ وما ضل ادريس بن علي في تقديسة — يتعنى و ايقُولْ بالجَهَرْ

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الحادي عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي دعوة للزوار والمريدين ليشاهدوا كرامات الشيخ في حضرته بمكناس، وهي أيضاً توسل ومديح مباشر للشيخ.

الفكرة العامة: دعوة لشهود كرامات الحضرة العيساوية

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي عظمة "الحضرة" العيساوية وما يظهر فيها من أسرار وكرامات. يفتتح الشاعر بدعوة السامع ليقوم معه ويرى عجائب هذا المقام الطيب، الذي هو محل الأنوار والعناية والهيبة. يصف الشاعر كيف أن الزوار يأتون إلى مكناس في فصل الربيع بقلوب جاذبة، باكين من الشوق. اللازمة "العَطْفَة لله يَا الهَادِي بنعيسَى — ضَايَفْنَا يَا شَامَخْ الفَضَلْ" هي طلب مباشر للعطف والضيافة الكريمة من الشيخ.

تحليل الأقسام:

يؤكد الشاعر أن ضيافة الشيخ واجبة، ويطلب منه أن يرحب بالزوار وألا يردهم خائبين، فهو أصل الجود والكرم، ومقامه مقصد دائم للناس. يصف الشاعر طريقة الشيخ بأنها طريق الربح، قائمة على السنة والكتاب، وخالية من البدع والتدليس، أساسها الذكر والصلاة والحمد.

ينتقل الشاعر إلى ذكر منقبة عظيمة للشيخ، وهي شهادة القطب التجاني له وهو في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على مكانته الرفيعة. ثم يصف انتشار طريقة الشيخ في كل الأقطار من المشرق إلى المغرب حتى السودان، وكيف أن الزوار يأتون إلى موسمه بالهدايا النفيسة، ويذكر هدية مقدم زاوية ابن مشيش كنموذج.

في الختام، يصف الشاعر جمال قبة الضريح، ويؤكد أن من زاره بقلب سليم نال النعم التامة، ويتوسل بالشيخ وبذريته الروحية لنيل المطالب.