قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 12) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

هَذَا اكْفَى سَالِي — بِسَطْتُه فِي بَابْ قُبَّة المَجْدْ بَحر الوُجُودْ و الفَضْلْ مُولْ الجَاهْ العَالِي — شَرِيفْ النَّسَبْ وُلَدْ مُولَي ادْرِيسْ الطَّيِّبْ الاصَلْ اسْبَاعِي سَمْلَالِي — نُورْ اطْلَعْ مِنْ أَرْضْ سُوسْ فِي مَكْنَاسْ و بِأَمَرْ الغَنِي انْزَلْ سَعْدَتْ بِيه لَيَالِي — واصْلَحْ بِه الله ارْضْ بلادْ المَغْرَبْ بِالحَرْثْ والنَّسْلْ جَاته بجبر حَالِي — و يَجودْ بِالنَّظْرَة الصَّالْحَة قَلْبِي مَنَ الوَسَخْ يَنْعَسَلْ (لازمة) قَاصَدْ حَرَمْ الوَالِي — سِيدِي بِنْعِيسَى مَعْ رِجَالْ أَهْل الله يَكْعَدْ الحَمَلْ أَهْلُ الله رَضَيُوا ضِيفْكُمْ — اشْفَيُوهُ مِنْ هَذَا العْلَالْ نَعْمَ مُولَاكُمْ حبكَمْ — و كَرَّمَكُمْ بِالقُرْبْ و الكَمَالْ حَاشَى مَنْ هُوَ اخْدِيمْكُمْ — تَنْسَاوُهُ يَا نِعْمَ الرِّجَالْ ارْجَالَ المَعَالِي — مَنْ يَمْشِي خُطْوَة فِي بَابْكُمْ بْجَمِيعْ الخَيْرَاتْ يَتَّوَصَّلْ أَنْتُمْ المَوَالِي — سَلَاطَنْ مَكْنَاسْ كلّْ سُلْطَانْ بْجَهَة سَايَلْ النَّصلْ وبِنْ البَحْرْ المَالِي — بُو عَتْمَانْ سَعِيدْ وُلَدْ بُودرْبَالَة و اصْحَابْ الجْلَالْ اليَاقُوتْ الغَالِي — اخْدِيمْ الحَضْرَة مَبَارَكْ الحَبْشِي نَعْمَ السَّيِّدْ الفَحَلْ العميرِي يَصْغَى لِي — و سِيدِي فرْجْ بِه يَتْفَرَّجْ هوْلْ جَمِيعْ مَنْ وَحَلْ (لازمة) قَاصَدْ حَرَمْ الوَالِي — sِيدِي بِنْعِيسَى مَعْ رِجَالْ أَهْل الله يَكْعَدْ الحَمَلْ سِيدِي مَنْصُورْ مِنْكُمْ — مَجْدُوبْ مُخمَّرْ الاحوَالْ هُوَ فِي العَدَادْ عَبْدُكُمْ — خضعت لُه مُلُوكْ و الافْضَالْ سَقيتُه كُيوسْ شْرَابكُمْ — يَتَّوَسَّعْ فِي القُولْ و المجَالْ اضْيَا نُورْ اهلَالِي — بُو زيْدْ القُرْشِي كَثيرْ المناقب مُولْ الحَرَمْ و النَّخَلْ الدَّرْعِي فِي بَالِي — سِيدْ الحَاجّْ ابْغِيت حَاجْتِي تَنْقَضَى عَنْدُه بِلَا مَهَلْ هَا رمحي و انْصَالِي — أَحْمَدْ ذَاكَ الشياظمي وجَارُه نَعْمَ القَاضِي للِّي عَدَلْ الكِرَامْ افْضَالِي — سِيدِي حَمُّودَة والهُمَامْ الكَزُولِي وللِّي احْمَى ادْخَلْ كْسِيدْ الجَيلَالِي — بُو شَاقُورْ مَعَ الحَاجّْ هَذي بِه نَهْدُو اهَلْ الدَّغَلْ (لازمة) قَاصَدْ حَرَمْ الوَالِي — sِيدِي بِنْعِيسَى مَعْ رِجَالْ أَهْل الله يَكْعَدْ الحَمَلْ نَادِيتْ الهَياطْ ولَدُكُمْ — المَحْجُوبْ وسَايَرْ البدَالْ أَحْمَدْ بِنْ عُمَرْ شِيخُكُمْ — نَعْمَ القُطْبُ الحَارْثِي الهلَالْ بِنِ الشِّيخْ احذاه جَارُكُمْ — و العفاني نَاقَدْ الأَوْحَالْ يَا القُطْبُ البُودَالِي — يَعْقُوبْ مُشْتَهِرْ بِه طَلَبْ الله يَنَالْ مَا سَأَلْ مُوسَى قَدَّرُه عَالِي — مُولَي عَبْد الله بِنْ أَحْمَدْ حَتَى عَنْ مَلْهُوفَة مَا اغْفَلْ زَالَتْ بِه اهْوَالِي — و الزعري شِيخْ العلُومْ بِنْ عَبْد القَادَرْ خَالَصْ الفَحَلْ بِنْ مَالَكَ مَوَالِي — والبندورِي مَا يَزُولْ حَاكَمْ فِي الجِنِّ وكُلّْ مَنْ جَهَلْ يكْمَلْ لِي آمَالِي — بِالخَطِيبْ و بُوكْتيبْ و بالمغاري حَاسَنْ الغَلَالْ (لازمة) قَاصَدْ حَرَمْ الوَالِي — sِيدِي بِنْعِيسَى مَعْ رِجَالْ أَهْل الله يَكْعَدْ الحَمَلْ بِفَضْلْ العنَايَة رَغَبْتُكُمْ — سِيدِي المَغِيثْ و الفَضْلْ العَرْفَاوِي بِه جِيتُكُمْ — الضَّاوِي مَصْبَاحْ جبلْ بِسِيدْ جَنَّانْ سَلتكمْ — يَخْضَارْ جْنَانِي فِي كُلّْ حَالْ يَا مَعْدَنْ المَعَالِي — بِوَطَيِّبْ والسَّيِّدَة خدِيجَة والعِلْمي و مَا وَصَلْ نَسْأَلْ ذُو الجَلَالِي — بِجَاهْ الجَزَّارْ و الاشْكَرْ والشبلي والقَصْرِي افْحَلْ و جَمِيعْ الكمَالِي — عَلِي بِنْ حَمْدُوشْ والدَّغوغِي واللِّي فِي ذَاكَ الجَبَلْ الملكْ الرَّبَّانِي — مُولَايَ ادْرِيسْ و الاشْرَافْ اوْلَادُه يَضُمّْ الشَّمَلْ الحَاجَة تقْضَى لِي — قَالَ الحَاجّْ ادْرِيسْ مَا يَزولْ عَلَى افْضَلْ الله مَتَكَلْ يكْمَلْ لِي آمَالِي — بِالحَمْدْ أكثير و الشُّكَرْ هَذَا عَقْدْ الجَوْهَرْ اكْمَلْ

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الثاني عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل ومديح، لا يقتصر على الشيخ بنعيسى وحده، بل يشمل كوكبة من أولياء مدينة مكناس، مما يجعلها وثيقة روحية واجتماعية هامة.

الفكرة العامة: التوسل بالشيخ الكامل وجميع أولياء مكناس

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي قصد حرم الشيخ بنعيسى والتوسل به وبجميع رجال الله في مدينته. يفتتح الشاعر قصيدته بوصف حاله كشاعر قصد مقام المجد، ويأمل أن يُشفى قلبه ببركة هذا المقام. اللازمة "قَاصَدْ حَرَمْ الوَالِي — سِيدِي بِنْعِيسَى مَعْ رِجَالْ أَهْل الله يَكْعَدْ الحَمَلْ" تلخص هذا المقصد، فهو يقصد الشيخ ومعه جميع الأولياء حتى "يكعد الحمل" أي يزول الهم والثقل.

تحليل الأقسام:

يخاطب الشاعر "أهل الله" مباشرة، ويطلب منهم شفاءه من علله، ثم يبدأ في تعداد أسمائهم واحداً تلو الآخر، مستعرضاً أولياء مكناس المشهورين مثل: بوعثمان، بودربالة، مبارك الحبشي، سيدي فرج، سيدي منصور المجذوب، بوزيد القرشي، وغيرهم الكثير.

هذا التعداد ليس مجرد ذكر أسماء، بل هو استحضار لأرواحهم وطلب لمددهم وبركتهم. كل اسم يذكره الشاعر يرتبط بصفة أو كرامة، مما يظهر سعة معرفة الشاعر بتاريخ رجالات مدينته الروحيين.

يختم الشاعر قصيدته بالتوسل بمولاي إدريس والأشراف، ويطلب قضاء حاجته وإكمال آماله، ثم يذكر اسمه "الحاج إدريس" ويؤكد توكله على الله.