قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 13) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

بِكُمْ يَا احْبَابْ الله سَعْدْ سَعْدْنَا — ضَوَى عِيدْنَا بِأَنْوَارْ الإِيمَانْ فِي خْلُوقْ سِيدْنَا مَحَمَّدْ احْبِينَا — الهَاشْمِي القُرْشِي نُورْ الاكْوَانْ صَلُّوا عَلِيه و عَلَى آلُه سَادَاتْنَا — نَتَوَسَّلْ بِحُرْمَتْهُمْ لِلرَّحْمَانْ نَرْجَع بِعَطْفَة مَكْمُولَة بَايْنَة — مِنْ عِنْدَ سِيدْنَا بِنْعِيسَى السُّلْطَانْ تُدِي الرِّبْحْ و الكميَة والغْنَى — مَنْ جَا لِلْبَحْر مَا يَرْجَعْ عَطْشَانْ (لازمة) بِرِضَاكْ يَا الهَادِي بِنْعِيسَى غِيثْنَا — و كَرَّمْنَا و عَامَلْنَا بِالإِحْسَانْ اكْرَمْنَا بِعَطْفَكْ — فِي هَادْ الزِّيَارَة هَربنا لِكَرْمَكْ — بِعْقُولْنَا احيارَة سَكَّنْهَا بِسَركْ — و انْعِمْ بِالبْشَارَة بِشَارَة القَبُولْ تَقْوى مَدَدْنَا — يَفِيضْ خِيرْكُمْ و يَعَمر المكان عَرفْنَا الصَّرْخَة والعَطْفَة كَايْنَة — عَرفْنَا السِّرّْ لِلعْقُولْ يبانْ بِحْرَ القَبُولْ مَالِي لَينَا و لِغَيْرِنَا — لَانْ الخبَارْ مِصَحَّحْ العِيَانْ هَإِذَا العِزْ و الوْلَايَة والسَّلْطَنَة — هَاذَا الجَاهْ و الهِمَّة و البُرْهَانْ اطْلَبْ مَا ابغِيتي فِي قُبَّة شِيخْنَا — فِيهَا الجُودْ فَاضْ عَلَى رِبعْ ارْكَانْ (لازمة) بِرِضَاكْ يَا الهَادِي بِنْعِيسَى غِيثْنَا — و كَرَّمْنَا و عَامَلْنَا بِالإِحْسَانْ قُبَّة و نَعْمَ القُبَّة — فِيهَا الخِيرْ مَوْجُودْ تحسابها الكَعْبَة — فِيهَا تَطُوفْ الجُنُودْ قُرُبْ لِلْعَتْبَة — تَنْظَرْ غَايَة الجُودْ تَنْظَرْ غَايَة الجُودْ و تَظْفَرْ بِالمْنَى — لأنكَ ضِيفْ عِنْدَ عَظِيمْ البُرْهَانْ امِيرْنَا سَاعِي مِنْ بَيْتْ السَّلْطَنَة — حَازْ المْلَاكَة الرَبَّانِيَة و الشَّانْ حَسَنِي ادْرِيسِي مِنْ آلِ شَفِيعْنَا — يَبْريزْ خَالَصْ عِزِّيزْ فِي كُلّْ أَوَانْ أَبِيهِ المُكَرَّمْ عِيسَى بَحْرْ الثَّنَى — بِنِ الشَّرِيفْ عَمَرْ شَمْسْ العِرْفَانْ ذُرِّيَة كَرِيمَة شَرِيفَة ومَحَاسْنَة — تَكَرَّمْ جَارْهَا وتَعَزْ الضِّيفَانْ (لازمة) بِرِضَاكْ يَا الهَادِي بِنْعِيسَى غِيثْنَا — و كَرَّمْنَا و عَامَلْنَا بِالإِحْسَانْ أسِيدِي امْحَمَّدْ — مَشْهُورْ الْوَلَايَة القُطْبُ المُأيد — بِخْوَارَقْ العِنَايَة للِّي عَلِيكْ سَنَدْ — ودَخَلْ لِلزَّوَايَا هَاكَ سِرّْ مَحبُوبْ شَربْ مِنْ كَاسْنَا — عَلِيهْ طَابعك مِنْ جُمْلَة الاخْوَانْ أَنْتَ خْلِيفة الجَازُولِي فِي غَرْبنَا — حَبيتي الطَّرِيقَة فِي كُلّْ أوْطَانْ أَنْتَ مَحَبَّتَكْ فِي القْلُوبْ ممَكنة — النَّاسْ كَتناديك لِكُلّْ لِسَانْ فِي أَرْضْ سوس ومَرَاكشْ والرحَامْنَة — و مَا حَازْ ذَاكَ الحوز مِنَ الْوَانْ الغَرْبْ والجْبَالْ والاجنَاسْ السَّاكْنَة — الرِّيفْ والصَّحْرَا حَتَى السُّودَانْ (لازمة) بِرِضَاكْ يَا الهَادِي بِنْعِيسَى غِيثْنَا — و كَرَّمْنَا و عَامَلْنَا بِالإِحْسَانْ هَادْ الجَاهْ و امْقَامْ — كَرَّمَكْ خالْقَكْ بِه تَحِيرْ فِيهْ الفْهَامْ — و يَضَلّْ العَقَلْ فِيهْ يَحِيرْ كلّْ نَظَّامْ — و يَتيهْ فِي مَعَانِيهْ شِيخَكْ مَنْ خَدِيتي عَلِيهْ الفْطَانَة — يشهد بما حزتيه مَنَ الشَّانْ فَكِيتْ البَشَرْ و بَريْتَ مَنْ الظَّنَى — مَرْضَى دَعَات بِكَ نِعْمَ الرَّحْمَانْ سَرحتْ السُّفُونْ فِي البْحُورْ مَفرَتنَة — و انْجَاتْ بَعْد مَا كَانَتْ فِي الخُسْرَانْ و جَاك بِنْ رَوَايَنْ فِي ثِيَابْ مَعْفَنَة — احْكَى مَا حكَى و اغْوَاهُ الشَّيْطَانْ قُلْتَ لُه فِي حَالْ عَرَضَكْ قَدْ رَوِينَا — يحمِيكَ مِنْ فِعَلْ الخَطَا و الخَتلان وشَافْ العنَايَة و اسْرَارْ مَعْيَنَة — فِي الحِينْ تَابْ وَاصْبَحْ يَحْكِي مَا كَانْ بِنْعِيسَى بَسَطْنَا لله كْفُوفْنَا — اشْفِي قْلُوبْنَا شِيَّابْ و شُبَّانْ السَّنَانِي خدِيمَكْ جَعْلُه فِي ازْمَامْنَا — يَبْقَى عَزِيزْ مَرْحُومْ فِي كلّْ أَوَانْ عَطَّفْ عَلَى ادْرِيسْ بِنْ عَلِي يَا سِيدْنَا — و عَلَى الفُقَرَا و أَوْلَادَكْ و العُشْرَانْ

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الثالث عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل ومديح، يصف فيها الشاعر مكانة الشيخ العالية، ويطلب منه المدد والعناية.

الفكرة العامة: التوسل بالشيخ الكامل وطلب المدد

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي اللجوء إلى حماية وجاه الشيخ بنعيسى. يفتتح الشاعر قصيدته بالصلاة على النبي والتوسل بآل بيته، ثم يوجه نداءه مباشرة للشيخ. اللازمة "بِرِضَاكْ يَا الهَادِي بِنْعِيسَى غِيثْنَا — و كَرَّمْنَا و عَامَلْنَا بِالإِحْسَانْ" تتكرر لتؤكد على المقصد الأساسي وهو طلب الرضا والإغاثة والكرم من الشيخ.

تحليل الأقسام:

يطلب الشاعر من الشيخ أن يكرمه في هذه الزيارة، وأن يسكّن حيرة عقله بسره، ويبشره بالقبول. يؤكد الشاعر أن العطاء والكرم في مقام الشيخ أمر معروف ومشهود، وأن كل من يزوره ينال العز والجاه.

ينتقل الشاعر إلى وصف قبة الضريح التي شبهها بالكعبة من كثرة الطائفين بها، ويصف نسب الشيخ الشريف المتصل بالنبي، ويذكر كراماته التي لا تحصى، فهو "القطب المؤيد" الذي خضعت له الأقطاب، وببركته انتشرت طريقته في كل الأقطار من سوس ومراكش حتى السودان.

يعدد الشاعر بعض كرامات الشيخ، مثل إنقاذ السفن من الغرق، وقصته مع "بن رواين" الذي جاءه تائهاً فأرشده إلى التوبة. وفي الختام، يبسط الشاعر كفيه بالدعاء، ويطلب من الشيخ الشفاء لقلوب الزوار، وأن يعطف على الشاعر "إدريس بن علي" وأتباعه.