قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 14) للشيخ إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

سَلَّمْ لِلرِّجَالْ — يَا اللِّي رَايَدْ يَنسْقَى مِنْ مَددْنَا لَا تَنْكَرْ احْوَالْ — والرِّبْحْ كُلُّه فِي التَّسْلِيمْ عِنْدَنَا لَا تَدْخَلْ جْدَالْ — سَيبْ المزاح و أَجِي لسوقنا كَنبغيك اتنال — زُورْ ارْجَالْ اللهِ أبْوَابْ رَبَّنَا مَالَكَ يَا بَطَّالْ — واحَلْ مَعَ نَفْسَكْ و النَّاسْ هَادنَة هَا بَابْ الوِصَالْ — شِيخْ المْشَايَخْ نَادِي لُه إِبحالْنَا (لازمة) أَقْطَبْ الكِمَالْ — يَا الهَادِي بِنْعِيسَى لَا اتْدُوزنَا مَنْ قَصْدُه يُقبالْ — والقَبُولْ اطْبِيعَة فِي اهْمَامْنَا علَامْ الكِمَالْ — وُلَدْ عَيْنْ الرَّحْمَة طَهَ اشْفِيعْنَا اكْرِيمْ الخْصَالْ — مَنْ جَا لُه افْقِيرْ يَرُدُّه بِالغْنَى وَلِّي جَا مُعْلَالْ — بشرُه بِالعْلَاجْ و سَايَرْ المنَا يَا مَنْ ضَرُّه طَالَ — هَا الطَّبِيبْ احدَاكَ إِلا اسْعفتْنَا جُعْلَه ذُو الجَلَالْ — نَايَبْ عَنِ الرَّسُولْ فِي أَرْضِ غَربنَا (لازمة) أَقْطَبْ الكِمَالْ — يَا الهَادِي بِنْعِيسَى لَا اتْدُوزنَا بِنْعِيسَى لازَالَ — لِيلْ و انْهَارْ ايْغِيثْ النَّاسْ سِيدْنَا مِلكَ مَنْ الآلْ — بِه جَادْ اللهُ اعْلِينَا و وَدْنَا حَطِّينَا الاثْقَالْ — عِنْدَ حَرْمُه بَاشْ بِعَطْفُه ايْودْنَا جِينَا لِلسُّؤَالْ — امْسَاكَنْ وادْرَاوَشْ مَدِينَا اكْفُوفْنَا الشرْفَة الافْضَالْ — اوْلَادْ عَيْنْ الرَّحْمَة بِالجُمْلَة اسْيَادْنَا والايم هُمْ فِي الحَالْ — امْقَدَّمْ القُبَّة عِيسَاوِي احبيبْنَا (لازمة) أَقْطَبْ الكِمَالْ — يَا الهَادِي بِنْعِيسَى لَا اتْدُوزنَا حَضرَ لُه البالْ — يَا الغَافَلْ هَادِي غَيْرْ سَاعَة الْهَنَا و اطْلُبْ المْتعَالْ — مَا ابغِيتي يَعْطَى لَكَ كُلّْ شَيْء اهْنَا ابحور النوال — فايَضَة فِي هَادْ الرَّوْضَة امْعَيَّنَة جَدّْد الابْتِهَالْ — بِينَ الكزُولِي و السُّلْطَانْ وعَزْنَا ياك المَلَالْ — يَا اللِّي عَنْدَكْ زَيَارَة فِي السَّنَة كمْ مَنْ قَوْم اشْحَالْ — كُونْ يَلْقَاوَا مَكْنَاسْ ايجِيوَا بِالكَنَا (لازمة) أَقْطَبْ الكِمَالْ — يَا الهَادِي بِنْعِيسَى لَا اتْدُوزنَا قَوْم انْظَرْ بِنْجَالْ — نُورْ هَذَا القُبَّة البَهِيجَة المُحَصَّنَة بِشرَاجَمْ و اشْكَالْ — الله يَرْحَمْ مَنْ شَيَّدْهَا و مَنْ ابْنَى و اعْمَلْ مَا يَعْمَالْ — بِالزَّوَاقَاتْ أَلَّا هِيَ كَايْنَة فِي هِيبَة و اسْجَالْ — بَارْزَة فِي كَسْوَة سَكَرية اقْبَالْنَا يَا نَاقَدْ الاحْوَالْ — حَقّْ بِنْعِيسَى بِالخَيْرَاتْ وَدْنَا أَوْثَقْ بِالأمَالْ — قَالَ ادْرِيسْ بِنْ عَلِي وَاضَحْ الثَّنَى

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الرابع عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي دعوة للسالكين والزوار للتأدب في حضرة الأولياء، والتوسل بالشيخ الكامل لنيل المطالب.

الفكرة العامة: دعوة للتسليم والتوسل بالشيخ الكامل

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن التسليم لـ "الرجال" (الأولياء) وعدم إنكار أحوالهم هو أساس الربح والفوز. يوجه الشاعر نداءه لمن يريد أن يرتوي من "مدد" الأولياء، ويحثه على ترك الجدال وزيارة هؤلاء الذين هم "أبواب ربنا". ثم يخصص النداء للشيخ بنعيسى باعتباره "باب الوصال" و"قطب الكمال". اللازمة "أَقْطَبْ الكِمَالْ — يَا الهَادِي بِنْعِيسَى لَا اتْدُوزنَا" هي رجاء مباشر للشيخ بألا يتجاوزهم أو يغفل عنهم.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر الشيخ بنعيسى بأنه "علام الكمال" و"كريم الخصال"، فهو يرد الفقير غنياً ويشفي المريض. ويؤكد أن الله جعله نائباً عن الرسول في أرض المغرب. ثم يذكر الشاعر كيف أنه وأمثاله من المساكين والدراويش يضعون أحمالهم عند حرم الشيخ ويطلبون عطفه.

ينتقل الشاعر إلى دعوة الزائر الغافل إلى أن يحضر قلبه ويستغل فرصة وجوده في هذه "الروضة" ليطلب من الله ما يشاء، فبحور العطاء فائضة في هذا المقام. ويشير إلى أهمية تجديد الابتهال بين الأولياء الكبار كالجزولي والسلطان (بن عيسى).

في الختام، يصف الشاعر جمال قبة الضريح وزخارفها، ويطلب من الشيخ أن يعود عليهم بالخيرات، ثم يذكر اسمه "إدريس بن علي" مؤكداً ثقته في نيل الأماني.