قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 15) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

نَسْتَفْتَحْ بِسْمِ اللهِ الغَانِي — رَبّْ الارْضِ و رَبّْ السَّمَا الحَقّْ المَعِينْ مِنْ صُوَّرْنِي و انْشَانِي — و اكْرَمْنِي بِالمِلَّة الطَّاهْرَة و اليَقِينْ و بِثُونْ الفَضْلْ اكْسَانِي — و رَشَّدْنِي لاوْابْ الرِّجَالْ المقربين و اطْلَقْ لِلنِّظَامْ لِسَانِي — واجْعَلْنِي مَدَّاحْ الرَّسُولْ والصَّالْحِينْ (لازمة) يَا بِنْ عِيسَى سِلْطَانِي — الاغَارَة لله يَا امَغْنَمْ الزَّايْرِينْ بِنْ عِيسَى الإمَامْ — غيثني يَا هُمَامْ و انْقِذْنِي مَنَ الاوهَامْ — يَا الغَوْثْ الكَرِيمْ جَعَلَكَ نَعْمَ العَلَّامْ — حَرَمْ لَلِّي انْضَامْ مِنْ قَصْدَكَ مِنْ الأنامْ — لَيْسْ يغشاه ضِيمْ مَدَّكَ رَبِّي بِمَقَامْ — خَارَجْ عَلَى الفْهَامْ مِنْ عَالَمْ علامْ — لأن جَاهَكْ اعْظِيمْ أَنْتَ الشِّيخْ الرَّبَّانِي — أَنْتَ الوَارَثْ وأَنْتَ مَسَلَّكْ السَّالْكِينْ و أَنْتَ الفهد الصمْدَانِي — بدْرَك وَاقَدْ و القَوْمْ كلْهَا شَاهْدِينْ (لازمة) يَا بِنْ عِيسَى سِلْطَانِي — الاغَارَة لله يَا امَغْنَمْ الزَّايْرِينْ غَيَّرْ اعلينَا بِرِضَاكْ — حُرْمَة اللِّي انْشَاكْ و ارْفَعْ قَدْرَكْ و اعْطَاكْ — كلّْ مَا لَاقْ بِكْ و اعْبقْ فِي الكُونْ اشْدَاكْ — فِي العراب و الاتْرَاكْ و البَرَّيْنْ و الفَلَاكْ — طَاعَتْ الكلّْ لِيكْ سَرَّكَ فِي كلّْ أوْطَانِي — مِثْلْ الشَّمْسْ فِي وَسَطْ النَّهَارْ لِلنَّاظْرِينْ طَاعَكْ الانْسْ و الجَانِي — كمَا طَعْتي رَبّْ الشيات فِي كلّْ حِينْ (لازمة) يَا بِنْ عِيسَى سِلْطَانِي — الاغَارَة لله يَا مَغْنَمْ الزَّايْرِينْ يَا غَنَّامْ الزَّوَّارْ — يَا طَبِيبْ الاضْرَارْ يَا رَايَسْ هَلْ الاسْرَارْ — يَا البَدْزْ المُنِيرْ يَا مَنْ بَحْرَكْ زَخَّارْ — فَايَضْ عَلَى القْطَارْ فِيهْ امْعَارَفْ و انْوَارْ — و الحسان الكَثِيرْ و تَحَتْ عَلِيكَ العَارْ — شُوفْ هَذَا الاكْدَارْ جُدْ أَوْلَدْ المُخْتَارْ — مِنْكُمْ كُلّْ خَيْرْ بِالأَمِيرْ الحَسَانِي — يَا دَارْ الرَّحْمَة و المَرَاحْمَة و اليَقِينْ مِنْ قَصْدَكْ يَرْجَعْ هَانِي — وضَمَّنُه مِنْ شَدّْ الاهْوَالْ دُنْيَا و دِينْ (لازمة) يَا بِنْ عِيسَى سِلْطَانِي — الاغَارَة لله يَا امَغْنَمْ الزَّايْرِينْ تضمني مَا نَفضَاحْ — قُودْنِي لِلاصْلَاحْ نَسْلَكْ مَسْلَكْ المْلَاحْ — هَلْ الفِعْلْ الملِيحْ جِيتْ لِظَلَّكْ نَرْتَاحْ — فِي المسَا و الصَّبَاحْ بِمنَى و غْنَى و افْرَاحْ — صولتي مَا تجِيحْ و قَبَلْ هَذَ الامْدَاحْ — بِالالْفَاظ الفْصاحْ مِنْ ذَا العَبْدْ المَدَّاحْ — خادْمَكْ بِالمَلِيحْ عَبْد الدَّارْ السَّنَانِي — الفَقِيهْ الحَاجّْ ادْرِيسْ طَالَبْ الحَاضْرِينْ مَنْ شَيَّابْ و شُبَّانِي — اطْلُبُوا لَه الله بِالعَفْو كَامْلِينْ

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الخامس عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل واستغاثة، يطلب فيها الشاعر المدد والعون من الشيخ، ويعدد مناقبه ومكانته الروحية العالية.

الفكرة العامة: الاستغاثة بالشيخ الكامل وطلب المدد

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي اللجوء إلى حماية وجاه الشيخ بنعيسى باعتباره "سلطان" الأولياء و"مغنم الزائرين". يفتتح الشاعر قصيدته بحمد الله الذي هداه لمحبة الصالحين، ثم يوجه نداءه مباشرة للشيخ. اللازمة "يَا بِنْ عِيسَى سِلْطَانِي — الاغَارَة لله يَا امَغْنَمْ الزَّايْرِينْ" هي استغاثة صريحة، يطلب فيها الشاعر النجدة من الشيخ الذي يعتبره غنيمة وفوزاً لكل من يزوره.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر الشيخ بنعيسى بأنه "الإمام" و"الغوث الكريم" الذي ينقذ من الأوهام، وأن الله جعله حرماً وملجأ للمظلومين. يذكر أن مكانته تفوق الفهم البشري، وأنه "الوارث" المحمدي و"مسلك السالكين".

ينتقل الشاعر إلى تعداد كرامات الشيخ، فببركته ورضاه يطيب الحال، وسره انتشر في كل الأقطار، وأطاعه الإنس والجن. يصفه بأنه "طبيب الأضرار" و"رئيس أهل الأسرار"، وبحره فائض بالمعارف والأنوار. ثم يتوسل إليه بحق جده الحسن، ويطلب منه أن يضمنه ويحميه من أهوال الدنيا والدين.

في الختام، يطلب الشاعر من الشيخ أن يقوده إلى الصلاح، وأن يقبل مدحه، ويختم بذكر اسمه "الفقيه الحاج إدريس السناني"، طالباً من الحاضرين الدعاء له بالعفو.