قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 17) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

اسْعدي طَابْ لِي امنَايَا — واكْمَلْ قَصْدِي ونلت غَايَة المَزية كَمَّلْ يَا خَالْقِي ارْجَايَا — جِيتْ انْزُورْ الهُمَامْ قُرَّة عَيْنِي و اجْمَارْ الشَّوْقْ فِي احْشَايَا — خَلَّفْتْ امْسَايَفْ الطَّرِيقْ عَنْ مَا بِي حَتَى جِينَا عَلَى المَهَايَا — هَذَا مَكْنَاسْ بَانْ هَاذي حمرية هَذَا شِيخِي اطْبِيبْ دَايَا — لِلَّه الحَمْدْ قُبَّتُه هذِي هِي (لازمة) بَنْعِيسَى شَامَخْ الوْلَايَة — دَاخَلْتْ عَلِيكْ بِالنَّبِي جُدْ عَلِي يَا شِيخِي وبِنْ الكِرَايَمْ — وبِنْ الصلات وين المحافل والأسرار كِيفْ اتْخَلِّي العَبْد سَاقَمْ — ايرَاجِيكْ فِي الابْوَابْ تَتَعَافَى الاضْرَارْ لله يَا سيتل الدراغم — اكْرَمْ مَسْكِينْ جَاكْ وَاقَفْ فِي بَابْ الدَّارْ مَا تَرْضَى لُه ايْعُودْ حَاشَمْ — اصفَرْ اليدين كِيفْ جَاكْ مَعَ الزُّوَارْ تَوْقَفْ يَا صَرْخَتِي امعايَا — و اجْعَلْ بِيَدِيكَ دَايَمْ احْجَابْ اعلي تُوفِينِي غَايَة الوفى — واكْسِينِي مِنْ اثْيَابَكْ السُّونْدُسِيَّة (لازمة) بَنْعِيسَى شَامَخْ الوْلَايَة — دَاخَلْتْ عَلِيكْ بِالنَّبِي جُدْ عَلِي أمَوْلَايَا بِحَقّْ جَدَّكْ — محَمَّدْ مَنْ اخْلَقْ امْتِيلْ لِهَادْ اليُّومْ جُدْ عَلِيَّ بِكَاسْ وَدَّكْ — نَشْرَبْ شَرْبَة انْغِيبْ بِهَا عَلَى الهُمُومْ هَانِي فِي الحَرَمْ ضِيفْ عَنْدَكْ — عَامَلْنِي بِالقَبُولْ و اجعلني مَكْرُومْ لَا تَتْرُكْنِي لِلاَحَدْ بَعْدَكْ — أَنْتَ سِيدِي واسْنِيدْتي مَا بَيْنَ القَوْمْ أَنْتَ كَنْزِي مَعَ اغْنَايَا — أَنْتَ عِزِّي وفِيكَ غَايَة وَالِي وارْفَعتي بِالخطى اشْكَايَا — لِمَقَامَكْ و الجَفَانْ بِالدَّمْعْ اسْخِيَة (لازمة) بَنْعِيسَى شَامَخْ الوْلَايَة — دَاخَلْتْ عَلِيكْ بِالنَّبِي جُدْ عَلِي هَانِي عِنْدَ الضَّرِيحْ نَبْكِي — شُوفْ مِنْ حَالِي و رُوفْ يَا بَحْرْ الوَفَاءْ مَا دَالِي يَا الامِيرْ نَشْكِي — قَايَمْ بِعْلَاجْ مَنْ اضْرَارِي نَتَعَافَى و ايْفوجْ عَلَى الدَّوَامْ مَسْكِي — مِنْ طِيبَكْ يَا احفيظ طَهَ المُصْطَفَى يَا بَدْرِي يَا اشْمُوسْ فَلَكِي — أسُلْطَانِي بِغَاية قَصْدِي تتْوَافَى يَصفَى بَعْدَ الاكْدَارْ مَايَا — يَزْهَرْ رَوْضِي ايْفُوحْ بِنَسُومْ اذْكِيَة و اعْطَفْ يَا صَاحَبْ العنَايَا — و اتكَرَّمْ بِالغَوَايَدْ الهَاشْمِيَة (لازمة) بَنْعِيسَى شَامَخْ الوْلَايَة — دَاخَلْتْ عَلِيكْ بِالنَّبِي جُدْ عَلِي انْتَهَتْ حَلَّة امْرَادِي — انْتَهَتْ لِلاخْوَانِ اهَلْ الجود و المَحَبَّة عَذْرَة حرة من الغيادي — كَمَّلْتْ بِالحَمْدْ والشُّكَرْ عِنْدَ القُبَّة نَسْأَلْ نَعْمَ الغَنِي الهَادِي — يَجْعَلْ هَادْ الجلَالْ لصلاح الغتبة و اسْمِي مَعْلُومْ فِي انْشَادِي — الفَقِيهُ ادْرِيسْ بِنْ اعْلِي عَندَ الطَّلْبَة مَا شَغْلُه غَيْرْ القُرَايَا وامْدِيحْ الصَّالْحِينَ صَبْحاً و عَشِيَّة يَا رَبِّي ضَرنِي اهْوَايَا والنَّفَسْ فِي كُلّْ حِينْ كَتلْعَبْ بِي واقْوَى ذَنْبِي مَعَ اخَطَايَا آهْ اعْلِي ابليعتي آهْ اعلي غَافَلْ والمَوْتْ مِنْ أَوْرَايَا كَتَطْوِي طَيَّة العُمُرْ طَيَّة طَيَّة

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء السابع عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل ومديح، يصف فيها الشاعر رحلته الشاقة للوصول إلى مقام الشيخ، ثم يبث شكواه ويطلب المدد والعناية.

الفكرة العامة: رحلة الشوق والتوسل بالشيخ الكامل

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن الشيخ بنعيسى هو "شامخ الولاية" وصاحب المقام العظيم الذي يلجأ إليه الزوار لنيل المطالب. يفتتح الشاعر قصيدته بوصف فرحته بالوصول إلى مدينة مكناس ورؤية قبة الشيخ، معتبراً إياه "طبيب دائه". اللازمة "بَنْعِيسَى شَامَخْ الوْلَايَة — دَاخَلْتْ عَلِيكْ بِالنَّبِي جُدْ عَلِي" تتكرر لتؤكد على المقصد الأساسي وهو التوسل بالشيخ بجاه النبي وطلب الكرم منه.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر نفسه كضيف فقير جاء إلى باب الشيخ راجياً ألا يعود خائباً، ويطلب منه الحماية والستر. يتوسل إليه بجاه جده النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلب منه "كأس محبة" يغيب به عن هموم الدنيا، ويؤكد أنه لا سند له بين القوم إلا الشيخ.

يقف الشاعر عند الضريح باكياً، يطلب من "بحر الوفاء" أن يرى حاله ويرأف به، وأن يعالجه من أضراره الروحية. يتمنى أن يفوح مسكه من طيب الشيخ، وأن يصفو حاله بعد الكدر، وتتحقق مقاصده. وفي الختام، يعلن الشاعر انتهاء قصيدته التي نظمها عند القبة، ويدعو الله أن يجعلها سبباً في صلاح حاله، ثم يذكر اسمه ويعترف بضعفه أمام هواه وذنوبه، ويختم بالتذكير بالموت الذي يطوي عمر الإنسان.