قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 18) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

أَوْصَلْ بِالتَّقْوَى اللِّي أَوْصَلْ — لِزْيَارَة الاجْوَادْ بِالمَحَبَّة كِيمْيَة واللِّي فِي بَابْ الوَفَا انْزَلْ — يَرْجَعْ بِالحَاجَة كِيفْ يَبْغِي مَقْضِيَة فُوزْ و طِيبْ و نَزَلْ الثَّقَلْ — هَادِي بِوْجُودْ الهُمَامْ سَاعَة هَنِيَّة والسَّاعِي مَتْلِي إِلَّا اسْأَلْ — في ابْوَابْ اهَلْ الجُودْ لُه تَخْرَجْ العَطِيَّة قُمْ اطْلُبْ عَطْفُه لَا تَمَلْ — رَاكْ فِي قُبَّة فَوْقَ البدر و ترية (لازمة) ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الفَضْلْ — مُولَايَ امْحَمَّدْ جُودْ لِي و اعْنَى بِي ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الحِمَى — و مَقَامَكْ الكَرِيمْ عظمة أَنْتَ مِنْ نِسْبَة امسلمة — سِرَّكْ الاقْطَابْ سَلَّمُوا لَكَ المَرْتَبَة الفَخْمَة — لِلْغَوْثْ اعْطَاهَا بِخَاتَمُه أَنْتَ الشِّيخْ الوَاصَلْ الفَحَلْ — و أَنْتَ مُولْ الجَاهْ و الاسْرَارْ القُرَشِيَّة أَنْتَ نَعْمَ السَّيِّدْ الامْثَلْ — وأَنْتَ لَكْ امْوَاهَبْ الكِمَالْ القُدْسِيَّة أَنْتَ مَجْدَكْ لَيْسْ يَنْجَهَلْ — فِي كُلّْ أَرْضٍ لَكَ طَاعَة ورَعِيَّة شِيخْ امْرَبِّي طَيِّبْ الفِعْلْ — و طَرِيقَكْ يَا بَحْرْ الوَفَا جَزُولِيَّة مَنْ يَتْبَعْهَا بِالصَّفَا ادْخَلْ — وصَبَّحْ فِي الحَضْرَة مَنَ الرِّجَالْ الصُّوفِيَة (لازمة) ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الفَضْلْ — مُولَايَ امْحَمَّدْ جُودْ لِي و اعْنَى بِي اطْرِيقَكْ للربح و الغْنَى — بِسَعْدْ اللِّي جَا لِحَضْرْتَكْ حَازْ الكَرَامَة المبينة — اللِّي نسقى مَنْ امْحَبَّتَكْ لأَنَّكَ يَا سِيدِي فِي غزبنا — سِلْطَانْ و الكَريمْ قرْبَكْ تَخْضَعْ لَكَ الاقْطَابْ والابْدَالْ — و بِأَمْرَكْ تَسْكَنْ الامْوَاجْ البَحْرِيَّة و الغَيْثْ عَلَى الارْضِ يَنْهَطَلْ — بِدَعْوَتَكْ في الحِينْ يَا إِمَامْ الاتْقِيَا و الحُوتْ و الوُحُوشْ و النَّمْلْ — تَدْعُوا بِكَ لَمَّنْ اعْطَاكْ هَذْ المزية يَا غَوْثْ اهَلْ السَّهْلْ و الرَّمْلْ — و اهَلْ الصَّحْرَاء والمَدَنْ و اهَلْ البَادِيَة أَنْتَ فَرْعْ امْطَهَّرْ الاصَلْ — أوَرَّثْتِي عَيْنْ الوُجُودْ خاتَمْ الانْبِيَا (لازمة) ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الفَضْلْ — مُولَايَ امْحَمَّدْ جُودْ لِي و اعْنَى بِي ادركتي بالله مرتبة — تَعرَفهَا الاجْرَاسْ و الاقْطَابْ امْعَانِي لَهَا امغيبة — عَنْ غَيْرَ اهْلَ الله فِي حِجَابْ صَبْحَاتْ العِبَادْ قَاطْبَة — عِنْدَ احْمَاكَ اتْكَبلْ الاعْتابْ الزوار اتجي بِلَا امْهَلْ — لِضْرِيحَكْ مَنْ كُلّْ فَجّْ باحوال اقْوِيَّة مَا توجد رَاحَة وَلَا اعقل — إِلَّا فِي مَكْنَاسْ بِالمَحَبَّة الوهبية مَوْسَمْ فِي المولود مَحْتَفَلْ — شِي مِنْ بَابْ اكْبَشْ جَايْ شِي مِنْ حَمْرِيَّة و سْحَايَمْ و مَخْتار تَنْقبَلْ — نَزَلُوا عِنْدَ سِيدِي اسْعِيدْ فِي العَشِيَّة و مَدَائَنْ و دْشُورْ و الحلَلْ — مَا يَحْصِيهَا حَدّْ غَيْرْ رَبّْ البَرِّيَّة (لازمة) ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الفَضْلْ — مُولَايَ امْحَمَّدْ جُودْ لِي و اعْنَى بِي يَا مَرْفُوعْ الجَاهْ و المَقَامْ — مَدَدك يَا سِيدْنَا اعْظِيمْ مَنْ يَقْدَرْ يُوصَفْ فِي النِّظَامْ — دَاكَ البَحْرْ الزَّاخَرْ الطَّميمْ أسَألْتَكْ بِوْلَادَكْ الكِرَامْ — اهْلَ النَّسْلْ الطَّيِّبْ الكَرِيمْ جَازُولِي مَحْفُوظْ النَّسْلْ — هِيضي و الحَارْثِي اشْرِيفْ الذرية و خْدِيمَكْ المخمر الفَحْلْ — سِيدِي المَحْجُوبْ الهُمَامْ ضرغم الحمية عَامَلْنِي المَرَامْ يَنْكَمَلْ — و يوَلِّيُوا امآربي بِعَطْفَكْ مَقْضِيَّة و جْمَعْ يَا الهُمَامْ ذَا الشَّمْلْ — والمُرَادْ اللِّي اطْلَبْتْ يَسْهَالْ عَلِي بَكَ أَوْسَخْ الهُمُومْ يَنْغَسَلْ — واتعود اثيابي جَمِيعْ فِي البْسَاطْ انْقِيَّة و عَلَى مُولْ الجُودْ مَتَّكَلْ — قَالَ الحَاجّْ ادْرِيسْ يَا الله الطَفْ بِي

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني قصيدة "توسلية" بامتياز، وهي الجزء الثامن عشر من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي مناجاة روحية، يطلب فيها الشاعر المدد والعون من الشيخ، ويعدد مناقبه وكراماته التي لا تحصى.

الفكرة العامة: التوسل بالشيخ الكامل ومدح فضائله

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن الشيخ بنعيسى هو "شامخ الفضل" وصاحب المقام العظيم الذي يلجأ إليه السالكون لنيل المطالب. يفتتح الشاعر قصيدته بأن زيارة الأولياء هي "كيمياء" المحبة التي تحقق الفوز. اللازمة "ابْنِ عِيسَى شَامَخْ الفَضْلْ — مُولَايَ امْحَمَّدْ جُودْ لِي و اعْنَى بِي" تتكرر لتؤكد على المقصد الأساسي وهو طلب الكرم والعناية من الشيخ.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر الشيخ بنعيسى بأنه "شامخ الحمى"، وأن مقامه عظيم، وأن الأولياء الكبار (الأقطاب) سلموا بسره ومكانته. يذكر أن طريقته هي طريقة "جزولية" (نسبة للإمام الجزولي)، وأن من يتبعها بصفاء يدخل حضرة الصوفية. ثم ينتقل إلى ذكر كراماته، حيث تخضع له الأقطاب والأبدال، وبدعائه ينزل المطر، وتدعوا له كل الكائنات.

يصف الشاعر توافد الزوار على ضريحه في مكناس من كل حدب وصوب، خاصة في موسم المولد النبوي، حيث تأتي وفود الطرق الصوفية الأخرى (مثل السحايم والمختار) لزيارته. وفي الختام، يتوسل الشاعر بأولاد الشيخ الروحيين وتلامذته الكبار (مثل الهيضي، الحارثي، والمحجوب بروايل)، ويطلب من الشيخ أن يجمع شمله ويقضي حوائجه ويغسل همومه، ثم يختم بذكر اسمه والتضرع إلى الله.