قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 5) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

حط اكمال بشرى لنا و هدية — هذا مقام سلطاني هذي داره هذا الحرم و الروضة هذي هي — هذه منازل الرباني و قراره هذه ابروق أو كواكب ذرية — ولا ابْدُورُ تَفْجِي للقَلْبُ اغياره ولا اشموس بضياها نورانية — ولا اسرار هاذ السيد و انواره هذا الشيخ الأكبر تاج الأوليا — هذا الغَوْتْ يَسْعَد من جاه و زاره ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره ضيف الكريم يا بنعيسى، هاذ الخُدِيمُ قَصْدَكْ مِن فاس، مضيوم و الخلاك اكبيسة، حافي الاقْدَامُ عَرْيانُ الرّاس، باغي ايجوز عز و طيسة، و اينال حاجته في مَكْناس. حتى انجي لَعَنْدَكَ زاير بالنية — و انْعُود كيف جيتك حالي في اكداره لله لا تشفي حسادي في — داوي اعبيدك بدواك من اضراره اعطيني من اخزين الفضل اعطية — اغْنِينِي بالفُضَلْ نَنْسى تَعْبِي وَ امْرَارُه و انقول جاد شيخي برضاه اعلي — و اكساني بتوب احسانه و اسراره و خاب من اهْرَبُ لسُلاطَنْ اغْنِيَّة — لاسيما للي جاههم الملك اسياره كانوا اكرايم العرب في الجاهلية — يَحْمِيوا جارهم ويطلبوا تاره (لازمة) ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره أنا ادخيل ببوزكري — و الحاج بن اسلامة نبرى وبسيدي اعْمَرُ والبَصْرِي — وابن منون و اهل النظرة و الشبلي و جاه القَصْرِي — بسيدي احمد بن خَضْرة ابجاه لالة رَحْمَة و العدرية — و امصابح البلاد للي زاروا والخافي من ناس الجاه الأتقية — و أهل الرضى للي بهم كنمطاره أسيدي محمد العزيز اعلي — هذا العَبْدُ المُحَمَّلُ حَمْلَ اوزاره وانزل في احمَاكُ أَدَرْغَمُ الحُمِيَّة — و ابدى عليك يَنْشَدُ و يَقُولُ اشْعاره أمولاي لله اقْبَلُ الهدية — و ارضي عليه واجْعَلْ سَرَّكَ ذُكَاره و اكسيه بالفضل حلّة نورانية — و اعطيه فوق ما يَبْغِيه و يختاره (لازمة) ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره أَنْتَ الشريف رَبِّي حبّك — و اغناك على الخَلْقَ بِحُبُّه في ازْمَامُ هَلْ الحَضْرَة كَتَبَكَ — و ارضى اعْلِيكُ اقْبَلْ طَلْبُه و اصفى بالمُحَبَّة شُرْبَكَ — و ارجال من اشْرَابَكَ شَرْبُوا شربوا اكيوس من خمرة عيساوية — و اخْلَعُ كل واحد في الحال اعداره ربحوا امعاك ناس أَوْدَرْكُوا المزية — لا زالوا بالكرايم كيذكاروا منهم براويل قرة عيني — و اخرين من اصحابَكَ شَلاً يُحْصارُوا سيدي بجاههم و بحق الصوفية — الهمام بن أحمد و الحارتي جاره ادخيل شيخك السفياني و ليا — و بحق بركته و اجْلالَةً مَقْداره والشياظمي مع شيخه بوعسرية — و بحق الشريف الوافي و انظاره (لازمة) ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره لَحْبِيب سيدنا محمد — إمام الوجود الهادي مَدْحُهِ انْحَبّ وعليه ننشد — انهار فاز بالأسعادي و اكساهُ بِحَلْتُهِ المُمَجَّد — نعم المشرف المهتادي العباس مَدْحُه بلفاظ اذكية — اعطاء سيد الاسياد واقْبَلُ اعداره سيدي ابغيت تقتدي بأحمد فيا — ياك الحديث والعَلْمُ أَنْتَ زخاره سيدي جد وانْعَمُ لله اعلي — ياك القبول أ الامام أنتَ داره سيدي تردني بالحاجة مَقْضيَّة — و ايفوح ارياض قَلْبِي وَ يَعْبَقُ بزهاره نظرة صالحة من عندك كيمية — بها على الدوام اغصاني يخضاروا تضحي عرصتي مسْقيَّة مَحْضِيَّة — و السعد بك يَطْلَعُ فِي الجَوْ امْناره (لازمة) ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره باشر بحاجتي تنقضى — و اسْمَعْ يا الأميرُ الْفاظِي، وافني بشاين نرضى — و انْقُولُ راك علي راضي، هاني اقبار هذا الروضة — هي جنتي و ارياضي. بترابها انرِيدُ انْكَحَلْ عَيْنِي — و انْعَفَّرْ اوجاع قَلْبِي تَبرَد ناره مالي ازوال من ذا الرَّوْضَةِ الحَسْبِيَّة — كمَّنْ اعْقُولُ في الدنيا لها طاروا قُبَّة احكيتُها رَوْضَة رَضُوانية — اكساها الحُسْنُ الفايق بإزاره في تاجها اتَّقُولُ ارواقات اثريا — خظرة ايحير من ينظرها ببصاره لخدود والدفوف و احياطِي عَكْرية — تحت الزواق البهيج بحُسْنُ اسْطاره و على الربوع اشماشات ابهية — تحريمها ابهيج للشوق اجمـاره محراب كهمام في كسوة عَكْرِيَّة — و اشبابكه اتبان ايمينه و ايساره و الشمعات زُوجُ اعرايسْ حَسْبِيَّة — و افنار کبدر به امصابح داره دربوز حاز ياقوتة حسنية — بعزها املوك الدنيا ينصاروا أراحم الخلايق كمَّل العطية — ربي بحق هاذ القبر و من زاره اغْفَرْ سيتي و ارحم والدي — و المومنين و النَّاظَمُ قِيل اعتاره ادريس بن اعلي مداح الأوليا — اصلح حالته يا عالم بسراره

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الخامس من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل ومديح، يصف فيها الشاعر وصوله إلى مقام الشيخ بمكناس، ويبث شكواه وهمومه طالباً الكرم والمدد.

الفكرة العامة: اللجوء إلى حرم الشيخ وطلب الضيافة الروحية

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن مقام الشيخ بنعيسى هو "دار السلطان" و"الحرم" الذي يلجأ إليه الزوار. يفتتح الشاعر قصيدته بوصف بهجة الوصول إلى هذا المقام، معتبراً إياه "بشرى وهدية". اللازمة "ضيف الكريم يا بنعيسى غير علي — هذا العار والجَيَّدُ يَرْفَدُ عاره" هي طلب مباشر للضيافة والنظرة، وتأكيد على أن الكريم لا يرد ضيفه ويحمي من استجار به.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر حاله كضيف جاء مهموماً، حافي القدمين، يطلب العز وقضاء حاجته في مدينة مكناس. يرجو من الشيخ ألا يرده خائباً، وأن يشفيه من أضراره، ويمنحه من فضل الله عليه حتى ينسى تعبه. ثم يتوسل الشاعر بكوكبة من أولياء مكناس المشهورين، مثل بوزكري، ابن منون، سيدي أحمد بن خضرة، وغيرهم، طالباً منهم جميعاً الشفاعة.

ينتقل الشاعر إلى وصف مكانة الشيخ بنعيسى، فهو الذي ورث سر شيوخه الكبار مثل الجزولي والتباع والحارثي والسفياني. ثم يصف جمال قبة الضريح وزخارفها البديعة، ويختم بالدعاء لنفسه ولوالديه ولجميع المؤمنين، طالباً من الله أن يصلح حاله بجاه هذا المقام الشريف.