قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 7) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

نبدأ بأسم الغني العالي — نَعْمُ الفتاح ربنا خالق الاجناس يَفْجِي لي بالعفو اهوالي — و يصفّي لي مرايتي من كل ادناس و انعود على الدوام سالي — من فضل الله و النبي ما نلقى باس محمد خاتم الارسالي — صلى الله عليه ما لَقْحَتْ الاغراس وعلى آله اضيا انجالي — و على الشيخ الكامل الهمام العساس (لازمة) غـــــارة لله يــا الـــوالــــي — زاوكنا في حماك يا مولى مكناس يا بَحْرُ السّر و الكرايم — بن عيسى شامخ القدر عالي المقام جاهَكْ مَعْلُومٌ جَاهُ فَاخَمْ — و اختارك ربنا و جَعْلَك من الكرام سُلطان اشريف شيخ عالم — وارت سر النبي للأهل الكرام إمام شَهْدَتْ لَكُ سَايَرُ العُوالَمُ — و الشَّمس مع الهلال للأسرار خُدام بَحْرِكْ طول الدوام مالي — تَسْقِي ناس الاحوال من خَمْرَك بالكاس خمرني يا طبيب حالي — و اسقيني يا عنايتي يَذْهَبُ الاكباس (لازمة) غارة لله يـا الـوالــي — زاؤكنا في حماك يا مولى مكناس نَشْرَبْ ويلَذ لِي اشرابي — من كفك يا إمام الاجراس و الاقطاب واسمع يا سيدنا خطابي — و ارْحَم حالي وشوف لوقوفي في الباب حُبَّك من يُومٌ كُنْتُ صابي — اسْكَن قلبي و حبّ خُدامَك الاصحاب عيساوة كلها احبابي — ولا عَنْدِي فَرْقُ في الفقرا و الاحباب ما في اسيادي لكل تالي — و الله اشهيد دونهُمْ مَا عَنْدِي نَاسٌ و انتَ كَنْزِي و راس مالي — بغرامك ما انزول سَاهَرُ دُون انعاس (لازمة) غارة لله يــا الـــوالــي — زاؤكنا في حماك يا مولى مكناس بغرامك ما انزول مسبي — و بغير الشك لك يا سيدي منسوب الاغاتة يا علاج قَلبي — يا زطاط الكفول يا طب المعطوب يا ولد الهاشمي العربي — يا من في كل أرض سرك دون اكدوب أوفي لي يا الشيخ رغبي — أنا في عار صاحبك سيدُ المَحْجُوب و بن احمد رايس الموالي — الشيخ الحارتي مجبَّرُ كل اهراس اللي ذكره عزيز و غالي — مولاي ادريس بن ادريس اعمارة فاس (لازمة) غارة لله يـا الـوالــي — زاؤكنا في حماك يا مولى مكناس برضاك انفوز في حياتي — كما فازوا اخرين فقرا و افقيرات حتى داواوا و كل واتي — ناس النية البالغة هل البركات للموسم كل عام تاتي — لمقام الشيخ بالطوايف و العادات و الحضرة ساهرة امواتي — و الكاس إيدوز في المقام على السادات يتعَمَّرُ كُلَّ جَنْحُ خالي — سرك ذاك النهار ظاهر دون اقياس و ارجالُ امْجَرَّدة اتشالي — و اصحاب الشوف باكية من غير احساس (لازمة) غارة لله يـا الـوالـي — زاوكُنا في حماك يا مولى مكناس تاتيك امدن والبوادي — ليس يوجدوا عليك صبرة في الميلود توجدها كلها تنادي — يتشوق لك كلّ من قَلْبُه جَلْمُودٌ بجميع اتَّقُول يا الهادي — و الشايق من اهواك يتمايح كالعُود سرك للعارفين بادي — نسأل بك الكريم ربي مُول الجود يَصْلَحْ فَعْلِي مع اعمالي — و يغلبني على الهوى و على الوسواس لله يا كل من اصغى لي — تَدْعِي لادريس بن علي في بهجة فاس

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء السابع من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي توسل واستغاثة، يطلب فيها الشاعر المدد والعون من الشيخ، ويعدد مناقبه ومكانته الروحية العالية.

الفكرة العامة: الاستغاثة بالشيخ الكامل وطلب المدد

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي اللجوء إلى حماية وجاه الشيخ بنعيسى باعتباره "سلطان" الأولياء و"مغنم الزائرين". يفتتح الشاعر قصيدته بحمد الله الذي هداه لمحبة الصالحين، ثم يوجه نداءه مباشرة للشيخ. اللازمة "غـــــارة لله يــا الـــوالــــي — زاوكنا في حماك يا مولى مكناس" هي استغاثة صريحة، يطلب فيها الشاعر النجدة من الشيخ الذي يعتبره غنيمة وفوزاً لكل من يزوره.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر الشيخ بنعيسى بأنه "بحر السر والكرائم"، وأن الله اختاره وجعله من كبار الأولياء ووريثاً للسر النبوي. يطلب منه الشاعر أن يسقيه من "خمرة" المحبة الإلهية التي تزيل الهموم. ثم يعبر عن حبه العميق للشيخ وأتباعه (العيساوة)، مؤكداً أنه لا سند له سواهم.

ينتقل الشاعر إلى التوسل بالشيخ وبأولياء آخرين من طريقته مثل سيدي المحجوب بروايل والشيخ الحارثي، وبمولاي إدريس الأزهر، طالباً منهم جميعاً العون والشفاعة. ثم يصف مشاهد من الحضرة العيساوية في الموسم السنوي، حيث يدخل المريدون في حال من الجذب الروحي.

في الختام، يصف الشاعر كيف أن حب الشيخ وبركته منتشرة في كل الأقطار، وأن الناس من كل مكان تتشوق لزيارته، ثم يدعو الله أن يصلح حاله ويغلبه على هواه، ويطلب من السامعين الدعاء له.