قصيدة في مدح الهادي بنعيسى (الجزء 8) للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

هب النسيم و احلات التغليسة هذا الأوقات طابت بها الانفاس انشد يا عشيق في بيات سليسة حتى تشوفنا غبنا على الاحساس فَرْحَة و عزّ و سرور و تأنيسة هذا بو عماير هذا مكناس (لازمة) جينا أضيافك أسيدي بنعيسى 🔶🔶 و الضيف تايُكَرِمُوهُ اجوادُ النَّاسُ احنا ضيافك وخدامك 🔶🔶 شرفتنا بهذا الخدمة احنا الزائرين مقامك 🔶🔶 عرفنا الزيارة رحمة وشُرَيْنا كيوس مدامك 🔶🔶 شُرْبَة ما تخلّي غُمَّة أَنْتَ صاحب الدرجة العظيمة 🔶🔶 أَنْتَ الشَّامَخ المَددُ والمُقام أَنْتَ مطَهَّرُ النَّسْبَة الكريمة 🔶🔶 أنت الشريف المُقَرَّب للعلام أنتَ داركُمْ في المَجْدُ قديمة 🔶🔶 أنتَ جُوهر نفيس من الكرام وبك المُكَرَّم سيدي عيسى 🔶🔶 بن عمر الشريف المُعَمَّر الاجراس غرباوي و حسناوي و ادخـيـســـة 🔶🔶 و جبال و ريف و الصحراء و اجناس (لازمة) جينا أضيافك أسيدي بنعيسى 🔶🔶 و الضيف تايكرمُوهُ اجوادُ النَّاسُ من جا بالمُحَبَّةِ يَغْنَم 🔶🔶 ويولي في تُوبُ النَّعْمة يَسْعَدُ من عليكَ يَسْلَّمْ 🔶🔶 و يعَظَّمُ الحمى والحُرمة يَفْعَلْ ما فَعَلُ المُقَدَّمُ 🔶🔶 التازي كتير الخدمة ومحبته من العلل سليمة 🔶🔶 مكسوب دار بنعيسى عبد غلام من فاس جاب كسوة في تركيمة 🔶🔶 للدربوز لمخيم على الهمام كسوة رفيعة الصَّنْعَة و القيمة 🔶🔶 فيها خمسة عشر رخوخة في اقوام يحسابها المَحْراب في تقويسة 🔶🔶 حمرة بالهلال والنَّجْمَة في الراس نهار خامس العيد في تجليسة 🔶🔶 دارت على القُبَّة دُورُ المَقْياسُ (لازمة) جينا اضيافك أسيدي بنعيسى 🔶🔶 و الضيف تايْكَرمُوهُ اجوادُ النَّاسُ داروا لها مسطرَةً تَوْقَدْ 🔶🔶 صفحة من الذهب مجبودة مَكْتُوبة بخط مجرد 🔶🔶 مثل الجواهر المنضودة في بيات البسيط تمجد 🔶🔶 كسوة مباركة مسعودة يا شيخ الركاب هل التجريدة 🔶🔶 الهادي المَهْدِي شيخ الأرشادي تَدْعُو الله بالهمة الوكيدة 🔶🔶 يَعْطِي للمقدم حُسْنُ المُراد واصحابه هل السيرة الحميدة 🔶🔶 و اجميع من اهنى من هذا العباد و اغنم الركاب رجال ونسا 🔶🔶 و للي خديم كسيه من العز لباس اسباعي ادريس دون ادسيسة 🔶🔶 يبريز ما تخَلَّطْ عَمْرو بنحاس (لازمة) جينا أضيافك أسيدي بنعيسى 🔶🔶 و الضيف تايكَرمُوهُ اجوادُ النَّاسُ علاكم ظاهر واضح 🔶🔶 شبهته بشمس الضحى سره في العوالم لايح 🔶🔶محال آيته اتمحى لَعْطَرُ من شذاهُمْ بَايَحْ 🔶🔶 من شم ريحته ما يسحى ما كيف ريحة محاسَنُكُمْ ريحة 🔶🔶 بها الكون طاب واكمل الروضُ و فاح يا من حُجْتَك في الله صحيحة 🔶🔶 يا قطب الاقطاب يا روح الأرواح لك الاحوال و الهمة الوضيحة 🔶🔶 الله والرسول عطاك المفتاح من ابواب الخلافة و التربيسة 🔶🔶 من بعد عبد العزيز وأبو العباس والسهيلي توسط في التأسيسة 🔶🔶 الخير والفضل ليس يليه قياس (لازمة) جينا أضيافك أسيدي بنعيسى 🔶🔶 و الضيف تايكرمُوهُ اجوادُ النَّاسُ عطاوك الأشياخ الخاتم 🔶🔶 للوارث الصحيح مسلم تَحْكُم به بعد الحاكم 🔶🔶 ما بين الرجال معظم تَخْضَعْ لِهَبْتَكُ العُمايَمْ 🔶🔶 تجي مشوقة للمُوسَم شَفْنا قَامُو اسْمَكْ خَيْراتُ فخيمة 🔶🔶 و اسرار واضحة لصحابك الفهام شفنا رجال و انسا في تحزيمة 🔶🔶 سكرات من غرامك بدون مدام العيون كجمر و شعُورٌ ظليمة 🔶🔶 و عقول ذاهلة خرجَتْ على الحكام من جايعيبها يصدق تقليسة 🔶🔶 إلا تعمر السوق وجات الناس و كرم بالمتاع من كان اونيسة 🔶🔶 لادريس بن علي ساعة جا من فاس يا ربنا كفينا كل عكيسة 🔶🔶 و احفظ قلوبنا من شر الوسواس و كشف همومنا بنوار شميسة 🔶🔶 و ايامنا تعود نزایه و عراس

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني، وهي الجزء الثامن من سلسلة مدائحه في الشيخ الكامل سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي وصف لزيارة الشاعر لمقام الشيخ بمكناس، وتوسل ومديح يفيض بمشاعر المحبة والتعظيم.

الفكرة العامة: زيارة مقام الشيخ الكامل والتوسل ببركته

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي الوصول إلى مدينة مكناس ("بو عماير") وزيارة مقام الشيخ بنعيسى. يفتتح الشاعر قصيدته بوصف الأجواء الروحانية التي تدعو لنظم الشعر في مدح الأولياء. اللازمة "جينا أضيافك أسيدي بنعيسى — و الضيف تايُكَرِمُوهُ اجوادُ النَّاسُ" هي إعلان مباشر للوصول وطلب للضيافة الكريمة التي تليق بمقام الشيخ.

تحليل الأقسام:

يصف الشاعر نفسه ورفاقه بأنهم ضيوف وخدام للشيخ، وقد شربوا من "كؤوس مدامه" (أي محبته ومعرفته) التي تزيل الهموم. يعدد مناقب الشيخ، فهو صاحب الدرجة العظيمة، والنسب الشريف، والسر الذي أحيا به البلاد كما يحيي المطر الأرض اليابسة.

ينتقل الشاعر إلى وصف هدية ثمينة قدمها مقدم زاوية تازة لمقام الشيخ، وهي كسوة فاخرة للضريح، مما يدل على تعظيم الأولياء لمقام الشيخ بنعيسى. ثم يذكر الشاعر كرامات أخرى للشيخ، فهو "روح الأرواح" الذي أعطاه الله ورسوله "مفتاح الخلافة" بعد أولياء كبار مثل الشيخ عبد العزيز التباع وأبي العباس السبتي والإمام السهيلي.

يصف الشاعر كيف أن الناس في حضرة الشيخ يدخلون في حال من الجذب والسكر الروحي، ثم يختم بذكر اسمه "اسباعي ادريس" ويطلب من الله أن يكفيه شر كل عائق ويحفظ قلبه من الوسواس.