قصيدة لو ما الفضول يا عجبا للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
قصيدة لو ما الفضول يا عجبا للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد قصيدة "لو ما الفضول يا عجبا" إحدى عيون شعر الملحون الجزائري، ومن أشهر قصائد الشيخ بومدين بن سهلة في الغزل. تتميز القصيدة ببنائها القصصي المتصاعد، ولغتها الجزلة، وصورها الشعرية المبتكرة، وهي تجسد ببراعة تجربة الوقوع في الحب من أول نظرة، وما يتبعها من لوعة وشوق ومبالغة في تقدير المحبوبة.
الفكرة العامة: لعنة الفضول ونعمة الحبتدور القصيدة حول مفارقة أساسية: الفضول الذي قاد الشاعر إلى رؤية محبوبته هو نفسه الذي أوقعه في شباك الغرام. يبدأ الشاعر بندم ظاهري، متسائلاً "واش أداني؟" (ما الذي أخذني؟)، لكن هذا الندم سرعان ما يتحول إلى احتفاء مطلق بجمال هذه المرأة التي شبهها بـ"الجنة الخضراء". القصيدة إذن هي رحلة نفسية من لحظة الصدمة البصرية إلى الغرق الكامل في بحر العشق.
تحليل الأقسام وبنية القصيدة:- المقدمة ولوم الذات: يفتتح الشاعر قصيدته بلوم فضوله الذي كان سبباً في لقاء "بدرة" (كناية عن الفتاة الجميلة). هذا المدخل يمهد للحدث الرئيسي ويضفي عليه طابع القدرية.
- وصف اللقاء الأول: يصف الشاعر أثر اللقاء الأول عليه، حيث أصيب بالدهشة والشلل ("ما صبت كي نجوز رجعت للوراء")، ويصف جمالها بأنه يفوق الوصف لدرجة أنه يخشى الكفر إن شبهها بالجنة.
- فن المبالغة (الغلو): هذا هو الجزء المركزي في القصيدة، وفيه يبدع ابن سهلة في استخدام أسلوب المبالغة المحمودة في الشعر الغزلي. يبدأ بتعداد كل كنوز الدنيا وثرواتها، من الأحجار الكريمة والذهب، إلى ممالك فاس وبغداد والهند، ثم الخيول العربية الأصيلة بكل ألوانها وأنواعها، ليؤكد في النهاية أن محبوبته "تسوى جميع مال الدنيا". هذه المبالغة لا تهدف إلى الكذب، بل إلى التعبير عن القيمة المعنوية الهائلة للمحبوبة في نظر الشاعر.
- لوعة الشوق والشكوى: يتخلل القصيدة بوح الشاعر بألم الحب الذي أحرقه من الداخل ("مشعال نارها حرق لي مير أكناني")، وشكواه من الفراق، وتمنيه لو أن رسولاً يأتيه بأخبارها.
- الخاتمة والحسرة على زمن الحب: يختم الشاعر قصيدته بتوقيع اسمه "بن سهلة"، ثم ينتقل إلى نظرة تأملية حزينة، مقارناً حاله بحال العشاق الأوائل مثل "قيس"، ومتحسراً على أن الحب في زمنه لم يعد له وجود حقيقي، بل بقي منه "غير رسمه".
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
الفضول | حب الاستطلاع الذي قاده لرؤيتها. |
أداني | أخذني، أوصلني. |
السالف | الشعر المتدلي على جانبي الوجه. |
بدرة | كناية عن الفتاة الجميلة المكتملة كالبدر. |
سيساني | أساس متين، والمقصود هنا: يا من تفهم أساس قصتي. |
نعصي | أعصي، أرتكب معصية. |
كي نجوز | كيف أمر أو أعبر. |
غيواني | شيطاني أو جني العشق. |
المحجورة | المصونة والمخفية عن الأعين. |
بخاسة | تطلق على المرأة ذات الدلال والجمال. |
رمقة | نظرة. |
يجمل يسعاني | يعمل لي جميلاً ويسعى في حاجتي. |
المارة | الأمارة، الخبر. |
طولة | طويلة القامة. |
الهمية | صاحبة الهمة العالية، العزيزة. |
شاعت | اشتهرت. |
شعشع | أضاء وانتشر نوره. |
دارة | هالة، دائرة من النور. |
يشوشوا | يضطربون ويحتارون. |
العارم | المرأة الفاتنة. |
ضيمي | يا ضيمي، يا مصيبتي. |
ديواني | عقلي وفكري. |
مير أكناني | أعماق صدري وكياني. |
طوفاني | كطوفان، غزير. |
نارڨ الأجدل | أراقب الصقر، كناية عن انتظار الفرج. |
ينجلاوا | تنجلي وتزول. |
جفات | ابتعدت وهجرت. |
بالزورة | بالزيارة. |
رماق الأجدل | نظرة الصقر، كناية عن النظرة الحادة الجميلة. |
الكشرة | العبوس وتقطيب الوجه. |
معرة | عيب أو منقصة. |
لقح جناني | أثمر بستاني، كناية عن تحقق الأمل. |
جبرت كميا | وجدت كنزاً ثميناً. |
حرطاني | فئة اجتماعية قديمة، والمقصود عبد من أصل معين. |
علوج | جمع علج، وهو الرجل القوي من غير العرب. |
حجر اليماني | العقيق اليماني، حجر كريم. |
ذهب الغبرة | تراب الذهب، الذهب الخالص. |
سنوس العلياني | نوع من الحرير الفاخر. |
الوعر | الأرض الصعبة. |
الأرض القفرة | الأرض الخالية. |
دشرة | قرية صغيرة. |
الخدية | صاحبة الخد الجميل. |
دخيلتي | ذخيرتي وكنزي. |
جاهلة الخزرة | نظرتها بريئة وعفوية. |
شهباء | فرس يميل لونها للبياض. |
ذهباني | لونه ذهبي. |
شيهاني | الصقر، ويقصد به قلبه أو همته. |
الدير | ما يوضع على ظهر الفرس. |
تلمساني | منسوب لمدينة تلمسان، المعروفة بصناعاتها الفاخرة. |
نقرة | فضة. |
نعماني | منسوب للنعمان، والمقصود أصيل. |
محجل | فرس قوائمه بيضاء. |
الغرة | بياض في جبهة الفرس. |
دهماء | فرس سوداء. |
الظهرى | نوع من الخيول الزرقاء (الرمادية). |
شقراء | فرس شقراء. |
شليل | شعر ذيل الفرس. |
أقحوان | زهر أبيض جميل. |
مأدوب | مؤدب، رشيق. |
نقارع | أنتظر وأترقب. |
ميزي | مسارك أو مكانك. |
جرة | أثر. |
ناصح | خالص، صافي. |
الطولة | القامة الممشوقة. |
الفاصح | الفصيح، أي الشاعر. |
خبله | أصابه بالجنون والحيرة. |
يجيح | يصبح سيئاً وقاسياً. |
ما عاني شي | لم أعد. |
وصلة | وصال ولقاء. |
صد | انقطع. |
قفرة | أرض خالية، أطلال. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم