قصيدة يامنة رماق الجاني للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
قصيدة يامنة رماق الجاني للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تعتبر قصيدة "يامنة رماق الجاني" للشاعر بومدين بن سهلة من القصائد الغزلية العميقة في تراث الملحون، وهي تجسد حالة العاشق المتيم الذي وصل إلى أقصى درجات المحنة والهيام بسبب حبه لامرأة تدعى "يامنة". القصيدة عبارة عن بوح وشكوى، ورجاء ودعاء، كلها تدور في فلك هذا الحب الذي استولى على كيان الشاعر.
الفكرة العامة: المحنة في حب "يامنة"الفكرة المحورية للقصيدة هي تصوير "المحنة" التي يعيشها الشاعر بسبب غرامه. هو لا يصف حباً سعيداً، بل يصف حالة من الألم الدائم، والسهر، والهذيان ("متهول دايم الدوام"). "يامنة" ليست مجرد حبيبة، بل هي قدر وابتلاء سلبه راحته وعقله. اللازمة المتكررة "سلبتني شارقة الوشام" تؤكد على هذا المعنى، فهي لم تأخذ قلبه فقط، بل "سلبته" كيانه بالكامل.
تحليل الأقسام وبنية القصيدة:- المدخل والشكوى: يبدأ الشاعر بتوجيه خطابه إلى "سائل" افتراضي، طالباً منه ألا يسأله عن حاله، لأن حاله لا يوصف. فهو "ممحون" ومحروم من النوم، وقد أصبح فانياً بسبب هذا الحب.
- الدعاء والرجاء: بعد وصف حالته المزرية، يلجأ الشاعر إلى القوة الإلهية. يدعو الله القادر على كل شيء أن يفرج كربه، وأن يجمعه بمحبوبته "يامنة". هذا الانتقال من الشكوى إلى الدعاء يعكس عمق اليأس والأمل في آن واحد.
- التماهي مع العشاق الخالدين: ليعطي حبه بعداً أسطورياً، يشبه الشاعر عشقه لـ"يامنة" بعشق "قيس المجنون" لليلى. هذا التشبيه يرفع من شأن حبه ويضعه في مصاف قصص الحب الخالدة، ويبرر الحالة التي وصل إليها.
- تصاعد الألم والاحتراق الداخلي: يعود الشاعر لوصف حالته التي تزداد سوءاً، حيث اشتعلت النار في أحشائه ("أقدات النار في حشايا")، وفنى صبره، وأصبح يبكي وينوح دون أن يعلم أحد بحقيقة معاناته.
- الخاتمة والتعريف بالمحبوبة والشاعر: في المقطع الأخير، يصف "يامنة" بأجمل الأوصاف، فهي "سبيكة زيانية" تفوق كل الجميلات، كالهلال الساطع. ثم يختم بتوقيع اسمه "بن سهلة"، معلناً للجميع عن هويته وهوية من تسببت في كل هذه المحنة.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
الممحون | الذي يعيش في محنة وابتلاء شديد. |
حارم | ممنوع ومحروم من. |
ملك فاني | أصبح ملكاً للحب، فانياً فيه. |
متهول | في حالة ذهول وحيرة دائمة. |
شارقة الوشام | صاحبة الوشم المشرق والواضح، كناية عن الجمال. |
معدم | فقير لا يملك شيئاً، والمقصود هنا أنه فقد كل شيء بسبب الحب. |
السمايم | السمات والعلامات، والمقصود زينة الملامح. |
الفاخت | نوع من الحمام البري (اليمام)، وعيونه مضرب المثل في الجمال. |
منجم | مخرج أو ملجأ. |
يفجي | يفرج ويزيل. |
الغيار | الهم والغم الذي يغطي القلب. |
كربي | الكرب، الحزن الشديد. |
أرماق الجاني | ذات النظرات التي تجني على القلوب وتأسرها. |
يستقام | يستقيم حاله ويعتدل. |
يسقام السعد | يستقيم الحظ ويتحسن. |
بعزة العلام | بعزة الله العليم بكل شيء. |
ينجلاوا | تنجلي وتزول. |
قصتي قصية | قصتي عظيمة وشديدة. |
ليعتي | لوعتي وعذابي في الحب. |
أقدات | اشتعلت. |
حشايا | أحشائي، دواخلي. |
أكناني | أعماقي وكياني. |
بليعة | بسبب لوعة وشغف. |
أبطى | تأخر. |
سلابي | الذي سلبني عقلي. |
الثريا | مجموعة من النجوم، كناية عن رفعتها وجمالها. |
السالف الغرابي | الشعر الأسود كغراب الليل. |
بلية | مصيبة وابتلاء. |
نحبي | نحيبي وبكائي. |
سبيكة الزياني | كأنها سبيكة ذهب من العصر الزياني، كناية عن أصالة الجمال. |
الغيد | جمع غادة، وهي الفتاة الجميلة الناعمة. |
الساني | اللامع والمشرق. |
غيا | غيوم. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم