قصيدة لمتى يهنى قلبي للشيخ بومدين بن سهلة مع الشرح المفصل

لمتى يهنى قلبي و لمتى نستراح هذي مدة و الخاطر في تهلاك عابد غير التغريد في المساء والصباح خايف يا من نهوى يطول جفاك فناني حبك يا إمام الملاح أش يصبر قلبي على ملقاك داوي خيك يا فاطمة يبرى و يزول عليه النكد والتخمام راني من بعدك ما نهوى أمراة تبعت رضاك اليوم هذا عام كل يوم مهول و لا لي صبرا عييت نذمم ما نفع تذمام راني من حبك يا ضي الزهراء نبكي بكي المفقود على الأرسام راني من حبك يا إمام الملاح مثل الطير اللي حاصل في الأشراك بعد ما يبدا يرفرف بالأجناح يطيح للأرض و لا يصيب سلاك (لازمة) آش يصبر قلبي على أميرة الملاح داوي قلبي يا لالة بدواك راني من حبك يا إمام الغيد مثل الطير اللي حاصل في الأسجان عابد غير التخمام و التنكيد هايم مهموم مريض في الأحزان ما نرضى شي عمري نبوس الإيد و على وجهك جرعت كل أمتحان من لا هو ندي عملته سيد ما نفعتني رغبة و لا جيهان حاروا فيك الطلبة قاريين الألواح حتى طالب ما فادني بلقاك إذا مت بهجرك و شوقك لا سماح يوم الحشر حسابي يكون معك (لازمة) لمتى يصبر قلبي على أميرة الملاح داوي قلبي يا لالة بدواك غرامك عمد لي بألف علام خلخل صميم حشاي و ضاق أمري هذي مدة يا زينة التبسام صابر نرجاك و خاني صبري يا من زينك مشنوع على الأريام و حرم عني قوتي و كثر سهري طول الليل نخمم حرم عني المنام يا من حبك الا عليه شكري فضلتك في الدنيا على جميع الملاح من فاس لمصر شيعتك و عناك شهرت حروف بهاك يا غصن اللقاح حتى عاد اللي تايب يتمناك (لازمة) آش يصبر قلبي على أميرة الملاح داوي قلبي يا لالة بدواك يا من زينك مشنوع في الدنيا لمتى صابر نرجاك في زماني لو سلت جبل عالي من العليا لو كان أصغى لي و كلمني لو كان شكرت غني من الأغنياء و الله لا بد له يكافيني عساك أنتيا يا الهمية العار عليك إذا تخيبني صنفك من صنف الجود عربية ذهبك صافي وهاج زياني نارك حرقت قلبي و جيحتني جياح العفو منك يا بدر الأفلاك لو كان صبت نرفرف لك بالأجناح ننظر حروف محاسنك و بهاك (لازمة) آش يصبر قلبي على أميرة الملاح داوي قلبي يا لالة بدواك يا عين العارم زينك سباني و غرامك سيبني في صهد النار لمتى صابر نرجاك في زماني آه يا كنز ألا جبرت له عقار نبلغ قصدي و مراد غيواني نشهر قولي للعارف الأشعار إسمي بن سهلة عاشق و فاني فاني بالحب مريض ما نوزار من لا يحسن عوني و يعذرني يبليه الله مثلي بعشق الجار نارك دارت مشعال في أكناني ما نفعني طالب ولا عبد النار مثلتك نخلة عالية في بلاد الرياح و على طول زماني نظل حذاك ننشد لك و نصيح و لا نفعني صياح و ثمارك كادوني من كثرة أعلاك (لازمة) آش يصبر قلبي على أميرة الملاح داوي قلبي يا لالة بدواك

تعتبر قصيدة "لمتى يهنى قلبي" للشاعر بومدين بن سهلة من أعمق قصائد الشكوى والرجاء في شعر الملحون. هي صرخة عاشق متألم، بلغ به الشوق والانتظار مبلغاً عظيماً، فلم يجد سبيلاً إلا مخاطبة محبوبته "فاطمة" مباشرة، طالباً منها الدواء والشفاء، فحبها هو الداء ووصالها هو الدواء.

الفكرة العامة: الحب كالمرض والوصل كالشفاء

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن الحب مرض عضال لا شفاء منه إلا بلقاء الحبيبة. يفتتح الشاعر قصيدته بسؤال وجودي "لمتى يهنى قلبي ولمتى نستراح؟"، معلناً أن قلبه في "تهلاك" دائم. وتتكرر اللازمة "داوي قلبي يا لالة بدواك" لتؤكد على هذه الفكرة، فالمحبوبة هي الطبيبة الوحيدة القادرة على شفاء علته.

تحليل الأقسام وبنية القصيدة:

• المقدمة والشكوى: يبدأ الشاعر بوصف حالته المزرية، فهو دائم البكاء ("التغريد")، خائف من طول الجفاء، وقد أضناه الحب حتى الفناء.
• صورة الطائر الأسير: يستخدم الشاعر صورة شعرية قوية ومؤثرة، حيث يشبه نفسه بالطائر الذي وقع في الفخ ("حاصل في الأشراك")، كلما حاول الخلاص زاد تورطاً وعجزاً. هذه الصورة تلخص حالة العجز واليأس التي يعيشها.
• التحدي والتهديد: ينتقل الشاعر من الضعف إلى التحدي، حيث يهدد محبوبته بأنه إذا مات بسبب هجرها، فإن حسابه سيكون معها يوم القيامة. هذا التهديد هو في الحقيقة تعبير عن عمق التعلق واليأس من أي حل آخر.
• الفخر بجمالها: على الرغم من ألمه، لا ينسى الشاعر أن يفتخر بجمال محبوبته الذي ذاع صيته من "فاس لمصر"، وأصبح حديث الناس لدرجة أن "التايب يتمناك". هذا الفخر هو جزء من حبه، فجمالها هو مصدر ألمه وفخره في آن واحد.
• صورة النخلة العالية: في الختام، يستخدم الشاعر صورة أخرى بديعة، حيث يشبه محبوبته بنخلة باسقة، وهو يقف تحتها يائساً، لا يستطيع الوصول إلى ثمارها بسبب علوها الشاهق. هذه الصورة تلخص مأساة العاشق الذي يرى الجمال ولا يستطيع نيله.