قصيدة أم كلثوم لعبد العزيز الوزاني مع الشرح المفصل
قصيدة أم كلثوم لعبد العزيز الوزاني مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تعتبر قصيدة "أم كلثوم" للشاعر سيدي عبد العزيز الوزاني الأول، من أروع قصائد الغزل في فن الملحون. تتميز القصيدة ببنية فريدة تعرف بـ"المشرات"، حيث يسبق كل قسم رئيسي مقطع قصير يسمى "النواعر" يمهد للجو العام للقسم.
الفكرة العامة: عشق جارف ووصف بديع لأم كلثومتتمحور القصيدة حول عشق الشاعر الجارف لحبيبته "أم كلثوم"، التي يراها فائقة الجمال لدرجة أنها تفوقت على أشهر جميلات العرب مثل عبلة وجازية. القصيدة هي رحلة من الشكوى من سطوة الحب، إلى الرجاء بالوصال، ثم وصف دقيق ومبهر لجمال المحبوبة، وتختتم بالفخر والاعتزاز بالانتماء إلى أهل الفن والفضل.
تحليل الأقسام والمضامين:- القسم الأول: سطوة الحب: يبدأ الشاعر بوصف الحب كقوة جبارة ("مير الحب")، كجيش لا يقهر استولى عليه وجعله أسيراً. هذا التشبيه يظهر مدى عجز الشاعر أمام مشاعره القوية تجاه حبيبته.
- القسم الثاني: الرجاء والدعاء بالوصال: ينتقل الشاعر من الشكوى إلى الرجاء، حيث يخاطب حبيبته مباشرة ويطلب منها الزيارة التي ستكون دواء لكل آلامه. يعتبرها روحه وراحته، وأن مجرد النظر إلى جمالها يزيل كل الهموم.
- القسم الثالث والرابع: الوصف الجسدي البديع: هنا تكمن ذروة القصيدة، حيث يبدأ الشاعر في رسم لوحة شعرية لتفاصيل جمال أم كلثوم. يصف القد المياس، والجبين كالبدر، والعيون الواسعة، والخدود كالورود، وصولاً إلى أدق التفاصيل كالصدر والخصر والردف. يستخدم الشاعر تشبيهات مبتكرة وقوية (القد كصاري السفينة، الصدر كالديباج، الردف كالأمواج)، مما يعكس براعته الشعرية الفائقة.
- القسم الخامس: الفخر والختام: يختتم الشاعر قصيدته بالهجوم على منتقديه وحساده ("الجحد") الذين لا يفهمون عمق تجربته. ثم يوجه سلامه إلى "الضراغم" (وهم كبار الشعراء والكرماء)، ويفخر بانتسابه إليهم. وكعادة شعراء الملحون، يذكر اسمه "عبد العزيز" بشكل رمزي في نهاية القصيدة، ويختم بالدعاء لله بأن يرزقه الجنة.
تجمع القصيدة بين قوة العاطفة، ودقة الوصف، وبراعة النظم، مما يجعلها نموذجاً مثالياً لشعر الغزل في الملحون، حيث العاشق ليس مجرد متألم، بل هو فنان يرسم بكلماته أجمل الصور.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
عبلة وجازية | شخصيتان تاريخيتان أو أسطوريتان في التراث العربي، اشتهرتا بجمالهما الفائق، ويتم ذكرهما كمعيار للمقارنة. |
مير الحب | أمير الحب، تشخيص للحب على أنه حاكم قوي ومسيطر. |
براز | المقاتل الذي يخرج للمبارزة الفردية قبل المعركة، رمز للشجاعة والقوة. |
الغنجة | المرأة شديدة الدلال والجاذبية في حركاتها. |
دعجة | صفة للعين التي تتميز بسواد شديد في بؤبؤها وبياض شديد في محيطه مع اتساعها. |
صاري | عمود شراع السفينة، ويستخدم لتشبيه القد الممشوق والطويل. |
دبجة | الديباج، وهو نوع فاخر من القماش الحريري المنقوش. |
الردف المالي | الأرداف الممتلئة، وهي من علامات الجمال في الشعر القديم. |
الضراغم | جمع ضرغام، وهو الأسد، وتستخدم الكلمة كناية عن السادة الكرماء أو الشعراء الفحول. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم