قصيدة زهرة للحاج محمد بن التهامي الزرهوني مع الشرح المفصل
قصيدة زهرة للحاج محمد بن التهامي الزرهوني مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد قصيدة "زهرة" للشاعر الحاج محمد بن التهامي الزرهوني، الملقب بولد التونسية، من أروع قصائد الملحون في الغزل، وتحديداً في وصف تجربة الوقوع في الحب من أول نظرة.
الفكرة العامة: عشق فوري وقوة الحب الجارفةتدور القصيدة حول اللحظة التي رأى فيها الشاعر محبوبته "زهرة"، وكيف استولى حبه عليها على كيانه بالكامل. الحربة "يا ناسي لا انموت بيا مصباح القصرات زهرة" تلخص حالته؛ فهو بين الحياة والموت بسبب حبه لهذه الفتاة التي شبهها بمصباح يضيء القصور لشدة جمالها.
تحليل الأقسام والمضامين:- القسم الأول: استسلام لسلطان الحب: يفتتح الشاعر قصيدته بتصوير الحب كـ"سلطان" جائر وقوي، يغزو بجيوشه ولا يرحم، ولا يستطيع أقوى الرجال مقاومته. ويُعلن أن سبب استسلامه لهذا السلطان هو رؤيته لـ"غزال" (كناية عن فتاة جميلة) في بستان.
- القسم الثاني: وصف اللقاء الأول: يصف الشاعر اللحظة التي أبصر فيها "زهرة" وهي تتمشى في بستان أخضر. يُبهر بجمالها لدرجة أن البدر يغار منها، ونظرتها وحدها أسرته وسلبت عقله. لكنها تاهت عنه وتركته في حيرة وشوق دون أن تبادله كلمة.
- القسم الثالث: مناجاة المحبوبة وإعلان صدق الهوى: يخاطب الشاعر حبيبته مباشرة، مستعطفاً إياها وطالباً منها أن تقبله مملوكاً لها. يُقسم بجمالها أنه يريد حبها، ويُبرز كرم أخلاقه وصدق مشاعره، مؤكداً أن عشقه للجمال والبهاء هو طبع أصيل فيه.
- القسم الرابع: تعظيم جمال المحبوبة: في هذا القسم، يرتقي الشاعر بوصفه لـ"زهرة"، فيصفها بتاج المُلك، والجوهرة النادرة، والكوكب المضيء. يرفعها فوق كل جميلات العرب، حتى الأسطورية "جازية"، ويؤكد أن جمالها هو الدواء الوحيد لروحه المعذبة.
- القسم الخامس: الفخر الشعري والختام: كعادة كبار شعراء الملحون، يختم الشاعر قصيدته بالفخر بفنه وشيوخه. يدعو لنشر قصيدته في كل مجلس، ويوجه تحية للشرفاء والطلبة. يكشف عن اسمه بشكل رمزي (ميم، حاء، دال = محمد)، ويفخر بكونه تلميذ الشيخ "ݣندوز". ينهي القصيدة بالدعاء إلى الله بجاه النبي وأصحابه أن يكفيهم شرور الزمن.
القصيدة هي لوحة فنية متكاملة تصور قوة الحب المفاجئ، وجمال المحبوبة، وتنتهي بالفخر بالانتماء إلى مدرسة فنية عريقة، مما يجعلها نموذجاً رائعاً للشعر الغزلي في الملحون.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
مصباح القصرات | مصباح القصور، كناية عن المرأة شديدة الجمال التي تنير المكان الذي تكون فيه. |
بودواح | جمع "دوحة"، وهي الشجرة العظيمة أو البستان، والمقصود "سيدة البساتين". |
فترا | توقف أو راحة. |
بطرارد | مفردها "طراد"، وهي المناوشات أو الهجمات الخاطفة التي تسبق المعركة الكبرى. |
تنݣيرو | الصوت الذي يصدره الخلخال أثناء المشي. |
عوصر | شدة وصعوبة. |
حيموشي | لونه أحمر قانٍ كلون الياقوت. |
تغديرو | صب وتقديم الشراب في مجالس الأنس. |
توݣت المهر | شعر الناصية للفرس الأصيل، وهو رمز للجمال والعزة. |
الكيوان | اسم كوكب زحل، ويستخدم في الشعر كرمز للعلو والرفعة والجمال الساطع. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم