قصيدة زين الدواح (فرحة الرابعة) لسي التهامي المدغري مع الشرح المفصل
قصيدة زين الدواح (فرحة الرابعة) لسي التهامي المدغري مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تعتبر قصيدة "زين الدواح"، المعروفة أيضًا بـ"فرحة الرابعة"، للشاعر الكبير سي التهامي المدغري، من أروع قصائد الملحون في "غرض الخمرية" الذي يمزج بين وصف مجالس الأنس والطرب والغزل العفيف. القصيدة لوحة فنية غنية بالصور الشعرية التي تنقل القارئ إلى أجواء ليلة بهيجة.
الفكرة العامة: دعوة للحبيبة ومناجاة في ليلة طربتدور القصيدة حول دعوة الشاعر لمحبوبته، التي يطلق عليها اسم "فرحة"، لتشاركه ليلة من ليالي الأنس والطرب في بستان جميل ("دواح"). تبدأ القصيدة بوصف معاناة الشاعر من لوعة الحب، ثم تنتقل بسلاسة لوصف تفاصيل المجلس البهيج الذي أعده، وتختتم بوصف دقيق ومبهر لجمال محبوبته.
تحليل الأقسام والمضامين:- القسم الأول: لوعة الحب وجيش الغرام: يفتتح الشاعر قصيدته بوصف حاله كعاشق متألم، حيث يصور الحب كجيش جبار بأسلحة فتاكة ("نشاشب و ارماح ومبازق") جرح قلبه. هذا الجيش مصدره جمال محبوبته الفاتن، من نظرة عينيها إلى قوامها الممشوق.
- القسم الثاني: وصف مجلس الأنس والطرب: ينتقل الشاعر من الشكوى إلى الدعوة، حيث يتمنى زيارة حبيبته لتكتمل فرحته. يصف المجلس بكل تفاصيله الحسية: أصوات الآلات الموسيقية ("الجنك" و"الرباب")، كؤوس الشراب ("كيوس الراح") التي تُدار بين الحاضرين، روائح الزهور العطرة في البستان ("الورد الفياح" و"النسري")، وصوت البلبل الذي يثير الشوق.
- القسم الثالث: جماليات الليلة: يواصل الشاعر رسم لوحته الليلية، حيث يصف الشموع وهي "تنوح" وتذرف الدموع، والوجوه الجميلة التي تحيط بالمحبوبة، والفتيات يرقصن. ثم يصف كيف انتصر الليل على الصباح، وكيف تفاعل الطير مع هذه الأجواء الساحرة، داعيًا الله أن يفتح له أبواب الوصال.
- القسم الرابع: الغزل والوصف الجسدي الدقيق: هذا القسم هو ذروة القصيدة، حيث يتفرغ الشاعر لوصف جمال محبوبته وصفًا بديعًا ومفصلاً. يبدأ بشعرها الذي يشبه أجنحة الغراب، وغرتها الساطعة، وعينيها وحاجبيها، ثم خديها وشفتيها، وينتقل إلى عنقها وصدرها وخصرها وساقيها. يستخدم تشبيهات مبتكرة ومستقاة من الطبيعة ومن عالم الفروسية والجمال (بنت النعام، وردة، جوهر، مرمر)، مما يجعل هذا الجزء تحفة فنية في شعر الغزل.
في المجمل، قصيدة "زين الدواح" هي رحلة شعرية تأخذنا من ألم الشوق الفردي إلى بهجة المجلس الجماعي، لتصل بنا إلى قمة التأمل في الجمال الأنثوي، وهي تمثل ببراعة قدرة شعر الملحون على المزج بين أغراض شعرية متعددة في قصيدة واحدة متماسكة وثرية.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
الدواح | جمع دوحة، وهي البساتين أو الحدائق الغناء. |
جيد الدَّامِي | عنق الظبي (الغزال) الذي لا يزال فيه أثر دم الصيد، وهو وصف لجمال العنق وطوله. |
السَّارحَا | التي تسرح وتمشي بحرية في المراعي. |
القومان | الجيوش والعساكر. |
النَّجْلَا | العيون الواسعة والجميلة. |
السربَا الطافحا | الكتيبة من الفرسان المندفعة بقوة. |
بَلْجُوم | بلجام، وهو ما يوضع في فم الفرس للتحكم به. |
المݣابَحَا | المواجهة والمقارعة في الحرب. |
فحل طفاح | الفحل الهائج والمندفع بقوة. |
أوقيح | جريء وشجاع لا يهاب. |
مبازق | نوع من الأسلحة النارية القديمة كالبنادق. |
خناجر ادبيح | خناجر حادة تستخدم للذبح. |
بالجنك الجناح | آلة "الجنك" الموسيقية الوترية، والجناح هو ريشة العزف. |
كيوس الراح | كؤوس الخمر. |
كافحا | متدفقة وممتلئة. |
بلمراوحا | بالأباريق التي يصب منها الشراب. |
كمايم | براعم الأزهار قبل تفتحها. |
العاشق النقيح | نوع من الزهور العطرة، ربما الياسمين. |
كفح سرو | كشف سره، باح بما في قلبه. |
تلث الواح قسحا | ثلاثة ألواح قاسية، كناية عن متانة أصوله أو قوة طبعه. |
طرقي فالرجاح | كريم وصاحب فضل في المواقف الصعبة. |
شمعنا نواح | الشموع تبكي، أي تذوب وتسيل دموع الشمع. |
حسكات | جمع حسكة، وهي الشمعدان أو قاعدة الشمعة. |
لحلاح | شديد الإضاءة والسطوع. |
الطميح | الطامح، المتطلع. |
افتمياح | في تمايل وتدلل. |
شابحا | عالية وواضحة للعيان. |
لافحا | ملتفة حول بعضها البعض. |
امحاور اللقيح | أحاديث فصيحة وبليغة. |
التَّݣراح | طائر يشبه الحجل، معروف بصوته الحزين. |
فَدَّك مِيَّاح | قائد الأسطول الماهر المتبختر. |
رياسو | قادة السفن. |
قرصانو جحجاح | قائد قراصنته سيد شجاع. |
افراتنو | أمواجه العاتية. |
بنت اأنعام | النعامة، وتستخدم ككناية عن المرأة طويلة العنق ورشيقة القوام. |
الصحصاح | الأرض الواسعة المستوية، الصحراء. |
غُرا | غرة، وهي بياض في جبهة الفرس، وهنا كناية عن الجبين المشرق. |
الشَّامَا سَرو | الشامة (الخال) مثل شجر السرو في استقامتها وجمالها. |
فالاجباح | في خلايا النحل، كناية عن حلاوة الريق. |
رَݣبَا صِيَّاحٍ | عنق الظبي الذي يصيح وينادي. |
حَرْجَاتُ اللَّأَفْحَا | الأحراش الكثيفة الملتفة. |
انوابغ | براعم أو ثمار ناضجة، والمقصود هنا النهدان. |
تاݣ | توج، أي وُضع كالتاج. |
الخَشْفَا | الظبية الصغيرة الرشيقة، وهنا كناية عن البطن الرقيق. |
عكنون | الثنيات أو الطيات في الجسم، خاصة عند الخصر. |
شابَل سَبَّاحٍ | سمك الشابل وهو يسبح، كناية عن بياض الساق ونعومته. |
أخَدَلَج | ممتلئ وناعم، وصف للقدم. |
لَشُوامَخ النَّقِيح | لأصحاب المقامات العالية والكلام الفصيح. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم