قصيدة رقية للشيخ عبد الهادي بناني مع الشرح المفصل
قصيدة رقية للشيخ عبد الهادي بناني مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد قصيدة "رقية" للشاعر الفاسي عبد الهادي بنّاني (المتوفى سنة 1925م) نموذجاً كلاسيكياً رائعاً لشعر الملحون في غرضه الغزلي، حيث تجمع بين شكوى العاشق، ووصف جمال المحبوبة، والفخر بالبراعة الشعرية.
الفكرة العامة: مناجاة "رقية" بين لوعة الحب وبراعة الوصفتدور القصيدة حول معاناة الشاعر من "أمير الغرام" الذي استولى عليه، ورجائه في وصال محبوبته "رقية" التي يراها العلاج الوحيد لألمه. تتنقل القصيدة ببراعة بين التعبير عن الشوق، ووصف جمال المحبوبة وصفاً حسياً دقيقاً، ثم تنتهي بتحدي الخصوم والفخر بالقدرة الشعرية.
تحليل الأقسام والمضامين:- القسم الأول: شكوى من سطوة الحب: يفتتح الشاعر قصيدته بتصوير الحب كأمير جائر يهاجمه بجيوشه وأسلحته الفتاكة، تاركاً إياه جريحاً بلا راحة. يؤكد أن دواءه الوحيد هو وصال محبوبته.
- القسم الثاني: استعطاف المحبوبة: يخاطب الشاعر "رقية" مباشرة، يصفها بالشمس الساطعة ويعلن إخلاصه الأبدي لها، متسائلاً عن سبب جفائها وعذابها له، ويناشدها أن ترفق بحاله وتروي بستان روحه الذي أصابه الجفاف.
- القسم الثالث: خيال الوصال: يرسم الشاعر صورة خيالية لليلة أنس يقضيها مع محبوبته في بستان جميل، حيث تقدم له الشراب وتأسره بجمالها. ثم يعود إلى الواقع المرير، شاكياً من هجرانها له بعد أن كانا في وفاق.
- القسم الرابع والخامس: الوصف الجسدي البديع: هنا تكمن براعة الشاعر، حيث يقدم وصفاً حسياً مفصلاً لجمال "رقية" من رأسها حتى قدميها. يستخدم قاموس الملحون التقليدي فيصف قامتها، شعرها، جبينها، حاجبيها، عينيها، خديها، أنفها، فمها، عنقها، ذراعيها، صدرها، بطنها، أردافها وساقيها، مستخدماً تشبيهات غنية ومبتكرة.
- القسم السادس والسابع: الفخر الشعري وتحدي الخصوم: كعادة كبار شعراء الملحون، ينتقل الشاعر إلى غرض الفخر. يفتخر بقصيدته التي يعتبرها نتاج قلب سليم وموهبة ربانية، ويتحدى أي شاعر آخر يحاول معارضته، متوعداً إياه بالهزيمة. يصف خصمه بأوصاف تحقيرية (كلب نباح، خشين الطبع)، ويوجه سلامه في النهاية إلى الشعراء الحقيقيين. يختم القصيدة بالكشف عن اسمه "عبد الهادي"، والدعاء، وتأريخ القصيدة بحساب الجُمَّل في كلمة "شرّفني" (1340 هـ / 1921 م).
القصيدة مثال متكامل على بناء قصيدة الملحون، حيث تتنقل بين الأغراض المختلفة بسلاسة، وتعكس تمكن الشاعر من اللغة والصور الشعرية العريقة.
شرح الكلمات الصعبة
الكلمة | الشرح |
---|---|
تهليل الرّيام | إكليل أو تاج النساء الجميلات. |
بودوّاح | في الحدائق والبساتين. |
مير الغرام | أمير الحب، تجسيد للحب كقوة حاكمة جائرة. |
صوارم | جمع صارم، وهو السيف الحاد القاطع. |
تاݣ لحّاح | تاج شديد اللمعان والإضاءة. |
المشالية | المواجهة في ساحة المعركة. |
التّلفاح | لوعة الحب والمرض الناجم عنه. |
يم ݣفّاح | أم المصائب والكفاح، كناية عن شدة المعاناة. |
براح | الراحة والفرج والبهجة. |
الهواويا | المولعة بالحب والهوى. |
دركا | الآن، في هذا الوقت. |
حرجات اعفيا | أحراش أو غابات كثيفة ووارفة الظلال. |
نعت الدميا | شبيهة التمثال أو الدمية في جمالها وتناسقها. |
الداوح | الأساور. |
صرف لمواح | إشارة سريعة لامعة. |
مزاوݣ | متوسل، مستجير. |
التّيوت | خصلات الشعر المتدلية على الجبين. |
طلعة لمضيا | صاحبة الطلعة أو المظهر المشرق المنير. |
طرز كلاح | تطريز أسود، وصف لدقة وجمال الحاجبين. |
صرديّا | نظرة حادة ونافذة كنظرة الصقر. |
صاد الاجباح | يصطاد خلايا النحل، كناية عن سحر العيون الذي يسرق القلوب (العسل). |
المعيطس | الأنف الدقيق الجميل. |
قرفيّا | حمراء قانئة كلون القرمز، وصف للشفاه. |
سلب الافصاح | يسلب القدرة على الكلام الفصيح لشدة جماله. |
الضعضين | الذراعان، من المرفق إلى الكتف. |
الرّدف | الأرداف. |
ارفاغ | الأفخاذ. |
كاسواري | كأنها أعمدة أو سواري، وصف لاستقامة وقوة الساقين. |
البيب | الحاذق، الشاعر الماهر. |
حلّة بنت القلب سليم | قصيدة نابعة من قلب سليم ونية صافية. |
تلقاح | الإلهام الشعري. |
سباعيا | قصيدة سباعية، وهي نوع من قصائد الملحون يتكون قسمها من سبعة أبيات. |
دصر | تجرأ وتطاول. |
دُهات | جمع داهية، وهم الأذكياء الماهرون (في الشعر). |
وشق نّبّاح | صوت نباح الكلاب، وصف مهين لشعر الخصم. |
الوشّاح | ناظم شعر الموشحات، وهو لقب يطلق على الشاعر المبدع الكبير. |
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم