الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة ربي توب عني للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

قصيدة ربي توب عني للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

قصيدة ربي توب عني للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

نص القصيدة
طارَ الغراب ونزلَ حمامَ اوكارها // العيب والجوارح صدُّوا بالثَّار رحلتَ الجماعَه صدَّت بكبارها // السَّمع والبصر وَلاَّوْ بالتَّقصار يا عالمَ الخفِيَّه ما تخفاكَ اخبارها // فالأرض والسماوات وفي البِحار (الخماسة) ربِّي تُب عنِّي توبَه ترضاها // بجاه الأنبيا والنَّبي المُختار ربِّي نحَّشمكَ بفضلك اللُّوح والقلَم والكُرسي العرش حق و ملايكاتك و بالحجوب يا قدُّوسِ أنت الخير تعمل مسلك توَّاب تُبَ على العاصي ربِّي دخيل حُرمة ياسين وطَـهَ دخيل بالفاتحَه والبَقَرَه ولَسوار دخيلَ بسورةَ المُلك ومن يقراها تمحي ذنوبنا يا ماحي لَوزار النَّفس خاينَه خوَّانَه هيَ تخون وانا نتبَّع تبغي الزڨا وتبغي الفتنَه و اللِّي تشوف منها تطمَع تبغي الرَّزق كهلَه وهَمَّه وتبغي على الخلايق ترتفَع حتَّى اللسان مودي ثاني ساماها وما خافْتَ الجوارح من صهدَ النَّار قلتَ لها تتوبَ لربِّي بركاها أيَّاي نرجعوا لَلمولى غفَّار النَّفس قالت عاهدني نتعاهدوا وربِّي شاهد في منازْلَ الدفا نزَّلني لَلنُّوم خلِّيني نرقَد من كُل خير قُم اَطعمني وانا على المعاصي نجهَد القلب قال يا ذا الغادرَه معتاها الشَّمس ما يدرَّقها بو سيَّار ظَبْيَ الغزال تجري طلاَّبَ اوراها القوم غازيَه وسلق طيَّار النَّفس قالت نشتَرعوا أَيَّ تسير لَلعُلاما ضيَّعتني حقوقي ضاعوا لا عيش لا هنا لا هَمَّه النَّاس فالحرير يَوتضعوا وانا على حسير لا قيمَه القلب قال لا تسمع شي لَقوالها ما قُمت فالليالي ما صُمتَ نهار اَكتبت عَقد عنها عندَ الفُقَها اَرشَمتُه بطابعي ودِّيتُه لَلدَّار العَقد راه عندي باقي مكتوب فيه من خدَم يلقى فالسَّابق سعيد وشَقي يا من درى نهارَ الفُرقَه اَغلبتها ودَرتَ تفاقي فالحق ما تفيد دلاقَه في كل باب تجري سُبَّاق باهلها قومانها دني وطبول نقار فابوا بالدوا وحجوب غطاوها وبقات هايمة من بلا الدَّوار النَّاس في شتاها تحرَث فالصِّيف اللِّي حرَث يحصَد اللِّي زرَع الطِّيب يَورَث الحور والقصورَ تشيَّد مولى المرار نادمَ حنَث مكسور خاطرُه متنكَّد مِثقال حَب خردل خَيرًا يَراها مِثقال حَب خردل شرًّا بشرار صدُّوا رفاقي ونحكمت ايَّامها وَلا نعتني بأبي وأُمِّي والجار كي كُنت شاوْ عقلي مجبَّر سراعَ اللجام قابض بيدي في ذكر خالقي نتفكَّر والنُّوم ما يجي لَتمادي على المير بالصلاةَ نكثَّر طَهَ الحبيب مُحمَّدي هيَ الحبوس بالصَّح لَلِّي يقراها وَلو كانتَ المضالم مثلَ الأقطار صورَ الحصين يمنع من جازَ اوراها درقوا محاسني للجاري وندار صلى عليك ربَّ العِزَّه مَلايكاتُه وعبادُه أهلَ العقول ما تستهزا فاللِّيل والنهار يزيدوا منَ الخير ما يقولوشَ جزى سدَّى النَّحل وعمَل شهدُه مطامرَ الخزاني فلاَّحَ ملاها بالقَمح والشعير وسلعةَ الأثمار من لا ملى خزاين عَينُه بكَّاها يومَ الغَلَّه سواتَ الحَبَّه دينار صلِّي عليه دايم لَبدا بعدَ الصلاة ثاني سلَّم عداد ما درج في الرقداه انباتها و كل انعايم لو كان في بحر بالسواده و مطار من السماد تتراحم اَهديت والهدِيَّه يطمع مولاها اَطمعت فالكريمَ بغيتَ التَّحرار من غرب سوس للقبلَه الشَّرق وراها لَحرار والحَباش بُلدان ودَوَّار ونقول صيقه الشاعر يتمناها رحمتُه واسعَه هوَ الغفَّار ونقولَ الخلوفي مدَّاحَ ادَّاها بقصور عاليَه ومنازل تحرار .
شرح القصيدة

تُعد قصيدة "ربي توب عني" للشيخ سيدي لخضر بن خلوف من روائع شعر "الزهد" والمناجاة في الملحون. إنها صرخة توبة من شيخ جليل شعر بدنو الأجل، فينظر إلى حياته الماضية بعين الناقد، ويقيم حواراً داخلياً عميقاً بين نفسه الأمارة بالسوء وقلبه الواعي.

الفكرة العامة: التوبة والصراع مع النفس

تبدأ القصيدة بوصف بليغ للشيخوخة، حيث طار غراب الشعر الأسود وحلّ حمام الشيب الأبيض، وضعفت الحواس. هذه المقدمة تمهد للجو العام للقصيدة، وهو الشعور بقرب النهاية والحاجة الماسة للتوبة. المحور الأساسي للقصيدة هو الصراع بين "النفس الخائنة" التي تميل إلى الملذات والراحة والظهور، وبين "القلب" الذي يمثل صوت العقل والإيمان، والذي يذكرها بحتمية الحساب وأن الدنيا دار عمل وليست دار جزاء.

تحليل الأقسام:

بعد المقدمة، يتوسل الشاعر إلى الله طالباً توبة مقبولة، متوسلاً بالأنبياء والقرآن الكريم. ثم يبدأ في تشخيص العلة، وهي "النفس الخوانة" التي تتبع الهوى وتطمع في كل شيء، ويجرها اللسان إلى المعاصي.

أجمل ما في القصيدة هو الحوار المسرحي بين النفس والقلب. النفس تطلب من الشاعر أن يعاهدها على توفير الراحة والملذات ("نزلني في منازل الدفا") مقابل أن تجتهد هي في المعاصي! ثم تشتكي من حالها مقارنة بالآخرين الذين يلبسون الحرير. يأتي رد القلب حاسماً، فهو يذكرها بأنها لم تقم الليالي ولم تصم الأيام، وأن العبرة بالعمل الصالح، فالدنيا مزرعة للآخرة، "من خدم يلقى".

يختتم الشاعر القصيدة بالصلاة على النبي محمد، ثم بالدعاء لنفسه "الخلوفي المداح" بأن يرزقه الله قصوراً عالية ومنازل الأحرار في الجنة، وهي غاية كل تائب.

شرح الكلمات الصعبة
  • طار الغراب ونزل حمام: كناية عن ذهاب الشعر الأسود (الشباب) ومجيء الشعر الأبيض (الشيب).
  • التقصار: النقص والقصور.
  • لَوزار: الذنوب والآثام.
  • الزڨا: الترف والرفاهية.
  • كهلَه وهَمَّه: كثرة ووفرة ومكانة عالية.
  • بركاها: كفاها، يكفي.
  • بو سيَّار: حجاب أو ستار.
  • سلق طيار: كلاب صيد سريعة.
  • حسير: فراش بالٍ وقديم.
  • دلاقَه: الخداع والمكر.
  • شاوْ: قوي ومكتمل.
  • لتمادي: لعيوني.
  • المضالم: المظالم، والمقصود الذنوب.
  • سدَّى النَّحل: بنى النحل خلاياه.
  • مطامر: مخازن الحبوب تحت الأرض.
  • الرقداه: الأرض.
  • التَّحرار: العتق والتحرر (من النار).
  • صيقه: صياغة وشكل.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق