قصيدة ارحم عظام امي كلة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

بسم الله نبدا الحلة و الصلاة على نبينا المختار* سيد العباد بن عبد الله سيد المهاجرين و سيد الانصار* من صفاها جوف و قبلة يا رب نرغبك بحوادث الجفار* ارحم عظام امي كلة يا رب لا تخيب ظني* بجاه صاحب الشفاعة وامي مكفلة بامحاني *من ثديها رضعت رضاعة نبكي فراق بنتي و ابني* و انا خدمتها بالطاعة هيهات ما جهلت بجهلة (الطالع) رضعت ثديها و شفيت بالابصار* و خدمتها بكل مسالة بحسان دعوتها كفاني القهار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث الجفار ارحم عظام امي كلة يا رب يا كريم يا خالق *و في احسن مطلوبي امي قبل بابا سابق* بها يلذ لي مشروبي و ابي من وراها لاحق* هو سمح عند ذنوبي معروف ما خفى عبد الله (الطالع) مسكين مصادف ليالي سهار* في كل يوم يثني برحلة خيفان على الخلوفي و لده بجهار* ارحم عظام امي كلة يا رب مرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة يا رب لا تحافي عبدك* في كل ما طلبتك سهل الحلم يا مولايا منك شانك* رفيع اسمك عادل خصوص من تمنى طلبك* و لد لخلوف اسمه لكحل يوم الحساب شد الرحلة (الطالع) العباد قاطبة تحت شعاع النار* ما كان من درك برجلة يلغاوا بالعفو لله القهار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة يوم الجحيم تبقى تلقط *على اللي كفر و تعدى بلسان فصيح غير تعيط *منها القلوب تاخذ رعدة اهل اليمين فالنعيم غابط *و اهل الشمال النار السودة لما يكون بامي كلة (الطالع) قلبها حليب حنين صافي* ما فيه غيار مفروز ما تشينه نكلة و فات عمرها تسعين عبار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة قبل الصيام راني وارث* بقعات في احداب الظهرة منهم جدود ثم سبقت *و اليوم تزعزعت يا حسراه البعض من سلافي رحلت* و امي تكونت بالعشرة دعات الكريم المولى (الطالع) رفعت كفوفها للحي القهار* و دعات ما دعوا الرسلة ما خاب ظنها مرفوعة لقدار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة رفعت كفوفها و رغبت* ما خيبهاش رب العزة ربات ولد بيه ترحمت* مداح ولد نوح و حمزة محال في ظنها ما جملت* ومن اليتيم ما تستهزة سدات كيف سدي النحلة (الطالع) عصر شهدها كما الكوثر *هلا شور القبلة بشعاع ضي نورو غطى لخضار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة بشعاع نور الهادي* لبست ثوب صافي هاشم امي و زوجتي و اولادي* خدام النبي بالقاسم قابض فيه صور اعمادي* مداح حي عمري دايم من طرفته خيار الملة (الطائع) مشرف النسب امام الابرار* دمار الكافرين و الجهلة لا دين غير دين احمد بولنوار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة يا سيد ما ضناته حواء *و سيد ما خلق من ادم الصفا طاعته المروة* البرق و الرعد و العظلم موسى الكليم قال السطوة *و كذاك عيسى بن مريم النور نور بن عبد الله (الطالع) ميمين*وحا*ودال مسطر تسطار* مفروز ما بحاله مثلة يجعلنا من امته في ذيك الدار*ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة الدنيا الفانية الغرارة* لهبت لهيب سورة ثابت مكنية خاينة و مرارة *و كل من تبعها شامت شبوبي ضاع راح خسارة *و العباد من عماها جهلت يا سامعين هاذ الحلة (الطائع) ادعيوا للخلوفي لكحل قدار* يرحمه العظيم المولى بجاه الانبياء و السيد عمر* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار ارحم عظام امي كلة صلوا على النبي يا حضرة* تظفروا بالاجر و الرحمة سيد الباتول ابو الزهرة* وليد يامنة و حليمة يرجاوا فيه رجل و مرة *يوم الحساب هوالوا عظيمة ارحم عظام امي كلة (الطائع) يا مرحبا و سهلا بطيب لذكار* جيد العرب و الملة سيد المهاجرين و سيد الانصار* ارحم عظام امي كلة يا رب نرغبك بحوادث لجفار* ارحم عظام امي كلة .

تعتبر قصيدة "ارحم عظام امي كلة" للشيخ سيدي لخضر بن خلوف من أصدق وأرق ما قيل في شعر الملحون في باب "الرثاء" والدعاء للوالدين. إنها قصيدة مؤثرة تفيض بمشاعر الحب والبر والامتنان للأم، وتتخذ شكل دعاء متصل وتوسل إلى الله بأن يرحم والدته "كلة".

الفكرة العامة: الدعاء للأم والاعتراف بفضلها

تدور القصيدة حول محور واحد وهو الدعاء الخالص للأم بالرحمة. يفتتح الشاعر قصيدته بالبسملة والصلاة على النبي، ثم يتوسل إلى الله مباشرة بأن يرحم أمه. اللازمة "ارحم عظام امي كلة" تتكرر في نهاية كل قسم لتؤكد على الغرض الأساسي للقصيدة وترسخ الدعاء في نفس السامع والقارئ.

يستعرض الشاعر فضل أمه عليه، فهي التي كفلته في صغره، وأرضعته من ثديها، وهو الذي خدمها طاعة وبراً. يعترف الشاعر بأن دعواتها الصالحة كانت سبباً في كفاية الله له. كما يرفع من مكانة الأم على الأب ("امي قبل بابا سابق")، وهو ما يتوافق مع التعاليم النبوية الشريفة.

تحليل الأقسام:

تتكون القصيدة من مقاطع قصيرة، كل مقطع يتبعه "طالع" (لازمة) يكرر فيه الدعاء. في كل مقطع، يتناول الشاعر فكرة معينة:

• فضل الأم: يتحدث عن رعايتها له في صغره وكيف خدمها في كبرها.
• فضل الأب: يذكر فضل أبيه الذي كان يسهر عليه الليالي.
• يوم الحساب: يصف أهوال يوم القيامة، وكيف أن الناس يلجؤون إلى الله طلباً للعفو، ويتمنى أن تكون أمه في النعيم.
• صفات الأم: يصف قلبها بأنه كالحليب في نقائه وحنانه، ويذكر أنها عاشت عمراً طويلاً (90 سنة).
• دعواتها الصالحة: يذكر كيف كانت ترفع كفيها للدعاء، وأن الله لم يخب ظنها.
• الختام: يختم الشاعر بالصلاة على النبي، ويدعو لنفسه "الخلوفي لكحل"، ثم يدعو الحاضرين للصلاة على النبي لنيل الأجر والرحمة.

• الحلة: القصيدة.
• حوادث الجفار: قد تكون إشارة إلى وقائع تاريخية أو أماكن مقدسة للتوسل بها.
• كلة: اسم والدة الشاعر.
• امحاني: محني ومصائبي.
• لا تحافي: لا تظلم ولا تجور.
• لكحل: لقب للشاعر سيدي لخضر بن خلوف.
• غابط: في نعيم وسعادة.
• نكلة: شائبة أو عيب.
• عبار: مقدار، والمقصود هنا 90 سنة.
• احداب الظهرة: منطقة جغرافية في الجزائر.
• سلافي: أسلافي وأجدادي.
• سدات كيف سدي النحلة: أحكمت التربية كما تحكم النحلة بناء خليتها.
• بولنوار: صاحب الأنوار، وهو لقب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
• ميمين وحا ودال: حروف اسم "محمد".