الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

قصيدة للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

قصيدة للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

نص القصيدة
(الحربة) رَدّ بَالك وَاجِي تنظرْ عَجْبْ العْجَابْ * يَا الوَالعْ فَنّْ المُوهُوبْ عَادْ سَايَبْ (القسم الأول) باب رَحْبَتْ لكلام اضْحَى بغير بُوَّابْ * غير كـُوَّرْ وانشر ياك الضمير غايب كل من هب أو دب حقير أو نصاب * أو غَشمِي شايط من صابتْ المصايب جاب كلخة عوض الشـُّولي وقال عطاب * دار فيها علام فْسَرْبَتْ الغرايب غابتْ الغنة والباقي نعيق لغراب * ما ابقى لا شداد ولا امْزَانْ طايب شي ابْرَاغَزْ حسبوا ما فادهم لحساب * ما اخفاك حساب الحاسوب واش جايب (القسم الثاني) سلم لاهل القريض واصغى واتأدب * والطاعة للشياخ راها مطلوبة دوك اللي قولهم تابث وامرتب * ما قبلوا عيب ما ارضاوا المعيوبة واللي عنـُّه ارضاوا لابُدَّا يشرب * من كاس امعتقة وخمرة مسكوبة ما يدركها اجحيد نارُه ملهوبة شاعتْ الفوضى فالحنطة وعم لخراب * سورها بعدَنْ كان امتين عاد رايب شوف الحنش هايب والخيط صار ينهاب * الحمير تحرك والخيل فالزرايب يا ازمان الخلطة فيك الصواب ينعاب * فيك شاف المَعْمِي فيك الرضيع شايب هكذا رادوها من لا اقراوا لكتاب * الضبوعة صاروا يفتيوا فالنوايب (القسم الثالث) الجاهل عامية ابصاره وامعصب * بافكار امظلمة انجاله معصوبة ما باقي فيك يا الحنطة ما يعجب * الزاد اقليل فالخيام المنصوبة الليث فريد والحمية كتغلب * ولات الضارية اطريدة مرعوبة زاغت لوشاق بعد كانت مغلوبة اللذي مثلي كابر فاصدور لقباب * ما يحرك ساسه من والف العتايب ذق زربي يا من لا كر فيه تزراب * هاك مَقْلَاعِي والشحطة لكل نايب لا تفايش باقوال الغير دون ترتاب * لا تعارضني بالربعة وقول عايب خفت سيفي بعد الرفعة يقيس مجراب * ما بغيته يدنس بدماك يا الخايب (القسم الرابع) اسمع قولي ولا اتعير لا تحسب * شعري موزون بالصروف المحسوبة زايغ بالخامجة وفاسيادك كتغتب * وانفختي بالهتوف كربة مثقوبة اللي مثلي غزير عرفُه ما ينضب * ما يعبا بالذي افكاروا معطوبة جايب خردة امكرجة وبدا يخطب * اتقول حروزه بالمهامز مكتوبة واللي سمعوا يقول هاذي والتوبة يا الوالع لا تصغى للدني الكذاب * من ملات اجباحه بالقير والشوايب لا ترافك سوقي ولا اتود مغتاب * لا يغرك بشطارة حدها اجلايب يا تراث بلادي ساحوا دموع لهداب * ما ابقى لي غير الفقسة وقلب دايب يا مَّاليا واسلافي شيوخ لاداب * ما بنيتوه ضحى خربة من الخرايب ادخيل لك يا ربي بالهاشمي المجتاب * لا تحافيني يا ربي وليك تايب توفيق الأسم وعلى سنون لحراب * دَكـّْهَا للداعي فالحلق والترايب
شرح القصيدة

تُعد هذه القصيدة للشيخ المتقن توفيق أبرام صرخة قوية ورسالة نقدية حادة موجهة إلى "الوالع" (المولع والمحب) بفن الملحون، لتحذيره من حالة التدهور والتسيب التي أصابت هذا الفن العريق.

الفكرة العامة: رثاء حال الملحون وانتقاد المتطفلين

يدور موضوع القصيدة حول فكرة مركزية، وهي أن ساحة الملحون ("رحبة لكلام") أصبحت بلا حراس ("بغير بواب")، مما سمح للمتطفلين والجهلة ("كل من هب أو دب") بالدخول إليها وإفسادها. ينتقد الشاعر بشدة أولئك الذين يقدمون كلاماً رديئاً ("كلخة") ويدّعون أنه شعر أصيل، مما أدى إلى غياب الجودة ("الغنة") وهيمنة الرداءة ("نعيق لغراب").

تحليل الأقسام:
  • القسم الأول: يصف الشاعر حالة الفوضى، حيث أصبح كل شخص يدعي المعرفة، ويقدم شعراً ضعيفاً على أنه إبداع، ويشبه حالهم بـ "نعيق الغراب" في غياب الأصوات الجميلة.
  • القسم الثاني: يذكر الشاعر بالأساس الصحيح لتعلم الفن، وهو الخضوع والتأدب أمام الشيوخ الحقيقيين أصحاب القول الموزون. ثم يعود لوصف الواقع المرير بصور بليغة، حيث انقلبت الموازين، فأصبح "الحنش" (الثعبان) مهاباً، و"الحمير" تتحرك بحرية بينما "الخيل" الأصيلة حبيسة، في إشارة إلى تصدر الجهلة المشهد وتراجع أهل الفن الحقيقيين.
  • القسم الثالث: يتحدى الشاعر المتطفلين، مؤكداً على رسوخه وأصالته ("كابر فاصدور لقباب")، ويحذرهم من مواجهته لأنه يملك السلاح القوي ("مقلاعي والشحطة") للرد على كل من يتجاوز حدوده.
  • الsection_4: يختتم الشاعر قصيدته بنبرة من الأسى والحسرة على ما آل إليه تراث الأجداد الذي تحول إلى "خربة"، ويبتهل إلى الله أن يغفر له، ثم يذكر اسمه "توفيق" كختم شعري يؤكد أنه يوجه كلامه اللاذع كالحراب إلى كل مدّعٍ.
شرح الكلمات الصعبة
  • سايب: متروك بلا رقيب، فوضوي.
  • رحبة لكلام: ساحة الكلام، أي مجال الشعر.
  • كـُوَّرْ وانشر: تعبير يعني "قل ما شئت بلا ضوابط".
  • غشمي: جاهل، قليل الخبرة.
  • كلخة: كلام رديء لا معنى له.
  • الشـُّولي: الكلام الجيد والمتقن.
  • الغنة: جودة الصوت والإلقاء في الشعر.
  • امزان: الوزن الشعري.
  • ابْرَاغَزْ: حشرات صغيرة، والمقصود هنا صغار الشأن.
  • القريض: الشعر.
  • الحنطة: كناية عن ساحة الملحون أو القصيدة نفسها.
  • الزرايب: حظائر الماشية.
  • الضارية: الحيوانات المفترسة (الأسود).
  • لوشاق: جمع وشق، حيوان يشبه الهر، وهنا كناية عن الضعفاء.
  • العتايب: أسس وقواعد الفن.
  • مَقْلَاعِي: سلاح المقلاع، وهو رمز لقوة شعره.
  • الشحطة: الضربة القوية.
  • الخامجة: الكلام الفاسد.
  • الهتوف: الكلام الفارغ.
  • اجباحه: جمع جُبْح، خلية النحل، والمقصود هنا عقله أو صدره.
  • الفقسة: الغم والحزن الشديد.
  • المجتاب: المختار والمصطفى، وهو النبي محمد.
  • دَكـّْهَا: غرسها بقوة.
  • الترايب: عظام الصدر.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق