قصيدة للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل
قصيدة للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد هذه القصيدة للشيخ المتقن توفيق أبرام صرخة قوية ورسالة نقدية حادة موجهة إلى "الوالع" (المولع والمحب) بفن الملحون، لتحذيره من حالة التدهور والتسيب التي أصابت هذا الفن العريق.
الفكرة العامة: رثاء حال الملحون وانتقاد المتطفلينيدور موضوع القصيدة حول فكرة مركزية، وهي أن ساحة الملحون ("رحبة لكلام") أصبحت بلا حراس ("بغير بواب")، مما سمح للمتطفلين والجهلة ("كل من هب أو دب") بالدخول إليها وإفسادها. ينتقد الشاعر بشدة أولئك الذين يقدمون كلاماً رديئاً ("كلخة") ويدّعون أنه شعر أصيل، مما أدى إلى غياب الجودة ("الغنة") وهيمنة الرداءة ("نعيق لغراب").
تحليل الأقسام:- القسم الأول: يصف الشاعر حالة الفوضى، حيث أصبح كل شخص يدعي المعرفة، ويقدم شعراً ضعيفاً على أنه إبداع، ويشبه حالهم بـ "نعيق الغراب" في غياب الأصوات الجميلة.
- القسم الثاني: يذكر الشاعر بالأساس الصحيح لتعلم الفن، وهو الخضوع والتأدب أمام الشيوخ الحقيقيين أصحاب القول الموزون. ثم يعود لوصف الواقع المرير بصور بليغة، حيث انقلبت الموازين، فأصبح "الحنش" (الثعبان) مهاباً، و"الحمير" تتحرك بحرية بينما "الخيل" الأصيلة حبيسة، في إشارة إلى تصدر الجهلة المشهد وتراجع أهل الفن الحقيقيين.
- القسم الثالث: يتحدى الشاعر المتطفلين، مؤكداً على رسوخه وأصالته ("كابر فاصدور لقباب")، ويحذرهم من مواجهته لأنه يملك السلاح القوي ("مقلاعي والشحطة") للرد على كل من يتجاوز حدوده.
- الsection_4: يختتم الشاعر قصيدته بنبرة من الأسى والحسرة على ما آل إليه تراث الأجداد الذي تحول إلى "خربة"، ويبتهل إلى الله أن يغفر له، ثم يذكر اسمه "توفيق" كختم شعري يؤكد أنه يوجه كلامه اللاذع كالحراب إلى كل مدّعٍ.
شرح الكلمات الصعبة
- سايب: متروك بلا رقيب، فوضوي.
- رحبة لكلام: ساحة الكلام، أي مجال الشعر.
- كـُوَّرْ وانشر: تعبير يعني "قل ما شئت بلا ضوابط".
- غشمي: جاهل، قليل الخبرة.
- كلخة: كلام رديء لا معنى له.
- الشـُّولي: الكلام الجيد والمتقن.
- الغنة: جودة الصوت والإلقاء في الشعر.
- امزان: الوزن الشعري.
- ابْرَاغَزْ: حشرات صغيرة، والمقصود هنا صغار الشأن.
- القريض: الشعر.
- الحنطة: كناية عن ساحة الملحون أو القصيدة نفسها.
- الزرايب: حظائر الماشية.
- الضارية: الحيوانات المفترسة (الأسود).
- لوشاق: جمع وشق، حيوان يشبه الهر، وهنا كناية عن الضعفاء.
- العتايب: أسس وقواعد الفن.
- مَقْلَاعِي: سلاح المقلاع، وهو رمز لقوة شعره.
- الشحطة: الضربة القوية.
- الخامجة: الكلام الفاسد.
- الهتوف: الكلام الفارغ.
- اجباحه: جمع جُبْح، خلية النحل، والمقصود هنا عقله أو صدره.
- الفقسة: الغم والحزن الشديد.
- المجتاب: المختار والمصطفى، وهو النبي محمد.
- دَكـّْهَا: غرسها بقوة.
- الترايب: عظام الصدر.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم