الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

سرابة الفار للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

سرابة الفار للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

سرابة الفار للشيخ توفيق أبرام مع الشرح المفصل

نص القصيدة
داري ماهي داري صرت هميم فداري والزّايد همّي الفار من غمّي وكداري ما قدّيت نداري باحو يا وعدي سرار فار مجبّد قاري مالو رام اشقاري شربني كاس المرار الفار اصاحي عايق او مطوّر. ومعلّم فالحفير وعلى الزبدة والزّيتميشوّر. والحلوة والشّعير يسلب فالزاد او كل ما نقوّر شيمة لحقير ما يكًر بخير مسخوط مــا يليه ضمير مكواه من يصادف فارو. ويبات كالغريب فدارو ويدوق من شفاية جارو فالناس شاعت اخبارو مهما يلازم وقارو ابليس ياالفار منك باري. لاش بالحيال داخل داري ما نعاشرك حق الباري. ولا تكون لي.. جار..
شرح القصيدة

تعتبر "سرابة الفار" للشيخ توفيق أبرام من القطع الفنية الذكية في شعر الملحون، حيث تستخدم رمز "الفأر" لتعبر عن معنى أعمق بكثير من مجرد حيوان مزعج. السرابة هنا هي قصة رمزية قصيرة عن المعاناة من شخص مؤذٍ أو ظرف صعب لا يمكن التخلص منه بسهولة.

الفكرة العامة: الشكوى من المؤذي المتسلط

تدور السرابة حول شكوى الشاعر من "فأر" استوطن داره وحوّل حياته إلى جحيم. لم يعد الشاعر يشعر بأن داره هي داره ("داري ماهي داري")، وأصبح يعيش في هم وغم دائم. هذا الفأر ليس فأراً عادياً، بل هو "قاري" و"عايق ومطور"، أي أنه ذكي وماكر، يعرف كيف يسرق أفضل ما في البيت ("الزبدة والزيت والحلوة") دون أن يترك أثراً، وهي صفة "الحقير" الذي لا يرد الجميل.

هذا الفأر يرمز إلى أي شخص مؤذٍ ومتطفل يتسلل إلى حياة الإنسان، فيسرق راحته ويفشي أسراره ويجعله غريباً في بيته. قد يرمز أيضاً إلى الفساد الذي ينخر في المجتمع، أو إلى جار السوء، أو حتى إلى الأفكار الوسواسية التي تسيطر على العقل.

تحليل الأبيات:

تبدأ السرابة بشكوى مباشرة من الهم الذي سببه هذا الفأر، والذي جعل الشاعر عاجزاً عن إخفاء معاناته ("باحو يا وعدي سرار"). ثم يصف مهارة الفأر في السرقة والتخريب، فهو "معلم فالحفير"، يسلب الزاد ولا يترك خيراً. هذه الصفات تجعل من يعاني منه يعيش كالغريب في داره ويتعرض لشماتة الجيران ("شفاية جارو").

في الختام، يخاطب الشاعر الفأر مباشرة، ويتبرأ منه ومن أفعاله الشيطانية ("ابليس يا الفار منك باري")، ويرفض رفضاً قاطعاً التعايش معه، مؤكداً أنه لا يمكن أن يكون له جاراً. هذه النهاية تعبر عن قرار حاسم بقطع العلاقة مع مصدر الأذى، مهما كان قريباً ومتغلغلاً في حياته.

شرح الكلمات الصعبة
  • هميم: مهموم، حزين.
  • كداري: كدري وحزني.
  • ما قديت نداري: لم أستطع أن أخفي أو أحتمل.
  • باحو سرار: انكشفت الأسرار.
  • مجبّد: خبير ومحنك.
  • رام اشقاري: أراد شقائي وتعبي.
  • عايق: فطن وذكي.
  • الحفير: الحفر (تحت الأرض).
  • ميشوّر: يختار الأفضل.
  • نقوّر: أجمع وأدخر.
  • شيمة: صفة وطبع.
  • ما يكر بخير: لا يعترف بالجميل.
  • مكواه: يا ويله ويا شقاءه.
  • شفاية: شماتة.
  • باري: بريء.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق