قصيدة الصلاة والسلام عليك تا وسة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل
قصيدة الصلاة والسلام عليك تا وسة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تعتبر هذه القصيدة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف من روائع شعر الزهد والموعظة، وهي عبارة عن حوار داخلي عنيف يجريه الشاعر مع نفسه التي يسميها "الشومة" (المشؤومة أو المذمومة)، وهي كناية عن النفس الأمارة بالسوء التي تغفل عن الآخرة وتتعلق بالدنيا وملذاتها.
الفكرة العامة: محاسبة النفس وتذكيرها بالموتتدور القصيدة حول فكرة مركزية، وهي جلد الذات ومحاسبة النفس على غفلتها ونومها العميق عن طاعة الله. يخاطب الشاعر "الشومة" مباشرة، ويتساءل عن سبب نومها وغرورها، ويصفها بأنها تبني حياتها على أساس واهٍ ("بنيان غير ساس"). يقارن بينها وبين "العيون السعدية" (نفوس الصالحين) التي تسهر ليلها في ذكر الله، بينما هي غارقة في هموم الدنيا.
القصيدة هي صراع بين صوت العقل والإيمان (الشاعر) وصوت الهوى والشهوة (الشومة). يهدد الشاعر نفسه بالعذاب والتشهير إن لم تتب، ويذكرها بحتمية الموت والقبر والحساب، حيث لا ينفع مال ولا جاه. اللازمة "الصلاة والسلام عليك تاوسة" تأتي كاستراحة روحية ولجوء إلى النبي شفيع الأمة.
تحليل الأقسام:في كل قسم، يوجه الشاعر لوماً قاسياً لنفسه، متهماً إياها بالانشغال بالتوافه ("تعجن في القزدير")، وحب المظاهر والشهوات ("تبغي راحة النفوس والذهب والفضة"). ثم يهددها بأن يدعو عليها بالمصائب ("البرد والندا والنموس والجراد") لعلها تفيق من غفلتها.
يبلغ الصراع ذروته عندما يقسم الشاعر بأنه سيعذبها ويفضحها بين الناس حتى لا تساوي "درهم نحاس". ثم يذكرها بمصير الغافلين قبلها، وبأن كل عمل سيجازى عليه الإنسان. في النهاية، وبعد هذا الصراع الطويل، يلجأ الشاعر إلى الله، ويطلب منه ألا يؤاخذه بهذا الصراع ("لا تحافيني يا ربي بذا الهجوم")، ويدعو لنفسه "الخلوفي" بحسن الخاتمة والجنة.
شرح الكلمات الصعبة
- الشومة: المشؤومة، المذمومة، وهي كناية عن النفس الأمارة بالسوء.
- كباس: النعاس الشديد.
- تاوسة: قد تكون تحريفاً لكلمة "الطاووس" كلقب للنبي لجماله، أو من "التوسل".
- القزدير: القصدير، معدن زهيد الثمن، كناية عن الانشغال بالتوافه.
- الرساس: الرصاص، معدن ثقيل وسام، كناية عن شرب الهموم.
- الفقعة: الغيظ الشديد.
- هجيم الحساس: هجوم الهموم والمشاغل.
- محلسة: متزينة.
- الرماس: القبر.
- التريس: الحلي والزينة.
- مطلمسة: تائهة في الظلام.
- ڤودة: قائد.
- ڤفاك: قفاك، مؤخرة عنقك.
- الفلاس: الإفلاس.
- الغلاس: الظلام الشديد، أو الهم الثقيل.
- الفراس: الفارس، وقد يرمز للشيطان.
- موركة: متكئة.
- مرسسة: مربوطة ومقيدة.
- الخرص: الصمت وعدم القدرة على الكلام.
- اللساس: الأساس.
- مسلسة: مبنية بناءً قوياً.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم