الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة الصلاة والسلام عليك تا وسة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

قصيدة الصلاة والسلام عليك تا وسة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

قصيدة الصلاة والسلام عليك تا وسة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف مع الشرح المفصل

نص القصيدة
يا عين الشومة وعلاش ناعسة*علاش ما تترك شيء عليك ذا الكباس كل يوم بنومك إلا مكبسة*بانية حيطانك بنيان غير ساس من أفعالك راكي لبدا مهوسة*بغير خمر سكرتي وغواك ذا الكباس (الخماسة) الصلاة والسلام عليك تاوسة*والرضا لصحابك يا تاج كل راس يا شومة وعلاش عليك طايرة*ما همتيش لقليل أول نهار والعيون السعدية تبات ساهرة*تسبح للمولى بتجليل وذكار وانتي هموم زمانك شوكة وحايرة*تقطعي لكبادك الشوم والشرار عارفينك من بكري الناس ناحسة*تعجن في القزدير ومرمط النحاس من هموم زمانك بالزهو عايسة*تجرعي كيسان المعصور بالرساس يا الشومة منك ما صبت راحتي*والعباد على صف هوات واستوات حشمت بفعلك يا شومة وزلتي*وعلة جوارح ذاتي كلها نحنات لمن أما نشكي ونعيد قصتي*حد ما يعذرني من شوكة النياب الناس غنمت بكري وانتي مأيسة*علاش بك الفقعة وهجيم الحساس بثوب جلد مكبس وانتي محلسة*كي تديري في نهار اللحد والرماس فهمت معنتك تبغي راحة النفوس*والذهب والفضة وخزان كل كيس لو جبرتي كل ليلة داخلة عروس*باش تبتهجي بالشهوات والتريس والبساط المحفل والطرب والكيوس*والمغاني تنغم وانتيا جليس قاعدة كمثل العجوزة الناقصة*بقى وراها من غير حفيرها وفاس الله يسلط عليك هموم بايسة*باش تفتكري عار الموت والنعاس الله يسلط عليك البرد والندا*والهبيش وكثر النموس والجراد لاغنى يا شومة تضحاي جامدة*أو ينقصف جنك من يعشر البعاد غر بك الغاوي ما فيها فايدة*قاصك على حافة وطلاك بالرماد من أفعالك بعت البرنوس والكسا*وصبرت لهمومك يا شومة ولاباس نحب قلبي يشفاك تجري مطلمسة*أو لا تصيبي ڤودة معاك في التراس كيف ما شوقتي قلبي نشوقك*انفركت شملك بين جموع ذا وذاك ألزمت بيمين الله حتى نعذبك*ولا نخلي بكي ينوح من وراك أو من يجي يتحدث بهوى فعايلك*نقول لا تحبس واثني على ڤفاك نشوهك ما بين الرجال والنسا*ختى تولي ما تسوي درهم نحاس إذا هملتي خرتك تبقاي حابسة*وتنظري كان يفيدك طلب ذا الفلاس يا شومة وعلاش اتلفي النساب*راه عندك يمكن انتي الحق غاب يسلط عليك الله الحب والجرب*ويبعدوا من قربك الأصحاب والأحباب لسبدك تبڤاي وترغبي الرب*يسامحك عن ما فات عذاب و العقاب خرتك تولّي كالخشبة مسوسة*والنمل في عضاضك يقرصك قراص تقول يا ليتني علا وعسى*لو علمت بهذا شيء لازم الخماس شحال من واحد قبلك كان في الهوى*والجوارح من فعله بكاو واشتكاو كيف قال أنا وينوي لمن نوى*البروج الحصينة كلها التواو كل واحد عند المولى وما سوى*الخير بالخير والشر بشر ما فتاو والذنوب قناطر فيا مكاحسة*عييت نرفد ولا قديت ذا الغلاس نهارك غسيق مظلم داج خانسة*ولجامك في يدك راكب الفراس يا الشومة عيدي لي واش من سلاك*ما يفيد مع رب حيلة و لا بكاء أش من في الدنيا يا زاغدة هواك*الفراش العالي و انتي موركة هم وحشي و زدتيني انتيا بلاك*و جنودك بغير علام ضحات حاركة لو علمتي يوم تكوني مرسسة*في القبر تحت اللحد و علة الخرص راه قلبي منك محال ما نسى*ذاق حج و قطران اروى بغير كاس يا الشومة سهرتي في الداج و النجوم*شاهدين عليا و عليك تامة حملت شلا و لا فديت كل يوم*نعافر جيوش حصانك يا القايمة لا تحافيني يا ربي بذا الهجوم*و لا تضيّع لي حق في الدار الدايمة الخلوفي يجعل روحه مقدسة*مع أهل الله يكون جوار باللساس غرفته يبغيها خضرا مسلسة* من كنوز نعيم الجنة بلا قياس
شرح القصيدة

تعتبر هذه القصيدة للشيخ سيدي لخضر بن خلوف من روائع شعر الزهد والموعظة، وهي عبارة عن حوار داخلي عنيف يجريه الشاعر مع نفسه التي يسميها "الشومة" (المشؤومة أو المذمومة)، وهي كناية عن النفس الأمارة بالسوء التي تغفل عن الآخرة وتتعلق بالدنيا وملذاتها.

الفكرة العامة: محاسبة النفس وتذكيرها بالموت

تدور القصيدة حول فكرة مركزية، وهي جلد الذات ومحاسبة النفس على غفلتها ونومها العميق عن طاعة الله. يخاطب الشاعر "الشومة" مباشرة، ويتساءل عن سبب نومها وغرورها، ويصفها بأنها تبني حياتها على أساس واهٍ ("بنيان غير ساس"). يقارن بينها وبين "العيون السعدية" (نفوس الصالحين) التي تسهر ليلها في ذكر الله، بينما هي غارقة في هموم الدنيا.

القصيدة هي صراع بين صوت العقل والإيمان (الشاعر) وصوت الهوى والشهوة (الشومة). يهدد الشاعر نفسه بالعذاب والتشهير إن لم تتب، ويذكرها بحتمية الموت والقبر والحساب، حيث لا ينفع مال ولا جاه. اللازمة "الصلاة والسلام عليك تاوسة" تأتي كاستراحة روحية ولجوء إلى النبي شفيع الأمة.

تحليل الأقسام:

في كل قسم، يوجه الشاعر لوماً قاسياً لنفسه، متهماً إياها بالانشغال بالتوافه ("تعجن في القزدير")، وحب المظاهر والشهوات ("تبغي راحة النفوس والذهب والفضة"). ثم يهددها بأن يدعو عليها بالمصائب ("البرد والندا والنموس والجراد") لعلها تفيق من غفلتها.

يبلغ الصراع ذروته عندما يقسم الشاعر بأنه سيعذبها ويفضحها بين الناس حتى لا تساوي "درهم نحاس". ثم يذكرها بمصير الغافلين قبلها، وبأن كل عمل سيجازى عليه الإنسان. في النهاية، وبعد هذا الصراع الطويل، يلجأ الشاعر إلى الله، ويطلب منه ألا يؤاخذه بهذا الصراع ("لا تحافيني يا ربي بذا الهجوم")، ويدعو لنفسه "الخلوفي" بحسن الخاتمة والجنة.

شرح الكلمات الصعبة
  • الشومة: المشؤومة، المذمومة، وهي كناية عن النفس الأمارة بالسوء.
  • كباس: النعاس الشديد.
  • تاوسة: قد تكون تحريفاً لكلمة "الطاووس" كلقب للنبي لجماله، أو من "التوسل".
  • القزدير: القصدير، معدن زهيد الثمن، كناية عن الانشغال بالتوافه.
  • الرساس: الرصاص، معدن ثقيل وسام، كناية عن شرب الهموم.
  • الفقعة: الغيظ الشديد.
  • هجيم الحساس: هجوم الهموم والمشاغل.
  • محلسة: متزينة.
  • الرماس: القبر.
  • التريس: الحلي والزينة.
  • مطلمسة: تائهة في الظلام.
  • ڤودة: قائد.
  • ڤفاك: قفاك، مؤخرة عنقك.
  • الفلاس: الإفلاس.
  • الغلاس: الظلام الشديد، أو الهم الثقيل.
  • الفراس: الفارس، وقد يرمز للشيطان.
  • موركة: متكئة.
  • مرسسة: مربوطة ومقيدة.
  • الخرص: الصمت وعدم القدرة على الكلام.
  • اللساس: الأساس.
  • مسلسة: مبنية بناءً قوياً.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق