قصيدة في مدح علي الشريف للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

اتَّدَلَّل في ابواب المُحبَّة تَظْفَرُ بالجاه اتُصِيب الجوارح والنَّفس ادواها اخْدَم بالنية الصافية ءال رسُول الله تَنْضر لالة ببصْرَك و اتراها اتَوَدَّك بشرابها اللي عُمْرَك ما تنساه تروى الروح منه و يزُولُ اضْماها تَصْبَحْ في حالة امأيدَة والخالَقُ تَخْشَاهُ مَحافَضْ الأوقاتُ إِيَّامَكَ مَا اصْفاها اخْدِيمُ أولاد النبي العَربي سدّ اعْلاهُ عَنْدِي في كلّ ساعَة فَرحة و انزاهة عبد الدار العالية الكبيرة يُكْبَرُ اعْلاهُ درية النبي كل خير امعاها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله في عار لالة فاطمة واباها أمولاتي فاطمة الحبيبة فضْلَكُ نَسْعاه بَسْطِي لي يدَّكُ للحاجَة نَلْقاها أمولاتي فاطمة الحبيبة عبدك في اضماه اسْقِي اجوارحي تتعافى من داها أمولاتي فاطمة الحبيبة قلبي و مناه نَظْرة منكُمْ نَدْرَكُها و انراها انْتُما عَزي غيرُكُمْ ما نَقْرَبْ لَحْداهُ ولا دار سواكم نَسْعاها قُولِي العالي اشريف وَلْدِي عَبْدَكَ تَرْعاهُ و حوايجي المَطْلُوبَة لا تنساها هذا السناني اخُديمنا عالجه بدواه واعبى به تَطْلَع الشمس في سماها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله في عار لالة فاطمة واباها أمـولاي علي الشريف يا كنز انوار الله يا بَحْرُ الوفى والجود و الوجاهة أنتَ شجرة خضرة كريمة الأصل في علم الله و فروعها اتمَدَّتْ والحَقِّ ارْضاها نسقات من امياه الرسلة من كون الله و علات للسما من فوق المنتاهى غابوا فيها اللي فناوا في حبّ احبيب الله جَدْبُوا فضل ديك الشَّجرة و هواها غتاتْ عليها اطيار العقول بحمد الله و اتناشد على المُحَبَّة واصفاها أنت يا ولد النَّبِي ادْرَكْتِي و اعطاك الله مرتبةً عظيمة رَبِّي ليك عطاها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله في عار لالة فاطمة واباها و سلافَكَ ينْبُوعُ النَّخْل جرّ الدَّيْل واتاه مجال الاشراف والأرض النباهة فاح انسيمُ المَسْكُ والعُطَرُ والعَنْبَرُ في تناه منه النُّورُ عمَّرُ الصّحرا و اكساها يُومٌ قدَمُ سيدي بو ابراهيم وجاب امعاه ياقوتة انْفِيسَة تَلْمَعْ بضياها مولاي الحَسَنُ الشريف القادم برضاه إلا أرض تافيلالت و احضاها أتاتُه وحيات به و اصلح بها مولاه و جرى في أرضها صافي و كثر ماها و عراجَن الاثمار في النخل سخَّرَتْ من دعاه وصلّحها عظيم اللطف ونجاها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله في عار لالة فاطمة واباها محمد ولد خليفته سار في سير أباه و الحَسَنُ بعد الاسرار أداها و عبد الرحمان صاحب البركات اتراه المجد والعفاف والاحسان انزاهة مازالَتْ دُريته اكْرامَة في ضلّ ألْواهُ سكْنُه في اولاد اعميرة و اوطاها والبعض في البلاغُمة امحقَّق كيف ارويناه و أخرين في بَنِي زَرْوالُ في حماها وسلالة سيدي أبو حميد الغَوْتُ الأواه ندي اديارها لاشَكٌ مَغْناها ياربّي بجاههم اكسـيـنـا تـوب انزاه وحفظنا من هموم الدنيا و بلاها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُود علينا لله في عار لالة فاطمة واباها يا نَجْلُ الحَسَنْ يا البَحْرُ اللي فاض بماه حتى عم على الصّحرا و ارواها أَنْتَ اللّي إسم بلا خفِيَّة في أمه سمّاه علي الشريف مَجْدُه ضَاهَرٌ يتباهى غزواتك في الكافرين مخلص بجند الله الرَّابَعُ والعَشْرِينَ البَعْضُ احْصاها ازْهَدِّتِي فِي المُلْكُ والرياسة يا سيف الله في الأندلس البَسْتِي حُلاها كما حَجِّيتِي اسْبَعْطاش الحجـة لله ونشَرْتِي اكْتُوبُ لمن جا يقراها وَقَفْتِي الاحباس بالوقوف في سبيل الله في بلاد فارس و في سفر شاهدناها (لازمة) أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله في عار لالة فاطمة واباها حركتك كلّها و سكَنْتَك بالله امجاهدين عبيد من الفقاها بك اتْوَسَّلْنا للباسَطُ النَّعْمَةِ سُبحانَه يعطينا امقاصَدْ كيف اطْلَبْناها بوَلْدَك سيدي امْحَمَّدُ و مَقْداره و اسناه و بدُرَيْتُه بَوْفاها و اصفاها بجاه الإمام ارضى سيدي يوسف خاه و ساير المحاسن هو مولاها خَرْجَتْ من صُلْبه ارْجالُ أولياء لهم جاه في الملُوك والعلماء تراها راه سيد الحَسَن حافظ البخاري صفاه كما أروى المُدَوَّنة و وعاها و سيد الطاهر زيد علي و عبد الله و فروع بعد هذا ربي زكاها أنا في حما الحمد و المحمود و دار أباه و الباتول هذا المملوك ادعاها ادريس بن علي السناني و الأصل تلقاه و من بني مالك النسبة مبداها اللهم صلي و سلّم على رسُول الله من جا ارْسُول بالخاتم والمنتهى

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني من قصائد المديح والتوسل الرفيعة، وهي موجهة إلى شخصية محورية في تاريخ المغرب، وهو السلطان مولاي علي الشريف، مؤسس الدولة العلوية الشريفة. القصيدة تمزج بين التعبير عن المحبة الصادقة لآل البيت، ومدح مناقب وفضائل مولاي علي وذريته، والتوسل بجاههم إلى الله لقضاء الحوائج.

الفكرة العامة: التوسل بآل البيت ومدح الشريف العلوي

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن خدمة ومحبة آل بيت النبي هي السبيل لنيل الجاه وشفاء النفس والروح. يفتتح الشاعر قصيدته بدعوة عامة لخدمة ذرية النبي بالنية الصافية، ثم يخصص المديح والتوسل بمولاي علي الشريف، متخذاً من جاه السيدة فاطمة الزهراء وأبيها النبي الكريم وسيلة للقبول. اللازمة "أمولاي اعلي الشريف جُودُ علينا لله / في عار لالة فاطمة واباها" تتكرر لتؤكد على هذا المعنى.

تحليل الأقسام:

تتدرج القصيدة في عرض أفكارها بشكل منطقي:

• المقدمة: دعوة لخدمة آل البيت كوسيلة للوصول الروحي.
• التوسل بالسيدة فاطمة: يخاطب الشاعر السيدة فاطمة الزهراء مباشرة، ويطلب منها أن تتوسط له عند ابنها (حفيدها) مولاي علي الشريف.
• وصف النسب الشريف: يصف الشاعر هذا النسب النبوي بأنه "شجرة خضرة كريمة الأصل"، ارتوت من مياه الرسالة وعلت فروعها في السماء.
• ذكر الأجداد: ينتقل الشاعر لذكر تاريخ وصول هذا النسب الشريف إلى المغرب، وتحديداً إلى منطقة تافيلالت، ويذكر أسماء أجداد كرام مثل سيدي بو ابراهيم ومولاي الحسن.
• مدح مناقب مولاي علي الشريف: يعدد الشاعر فضائل مولاي علي، من غزواته ضد الكفار، وزهده في الملك، وحجه المتكرر (17 حجة)، ونشره للعلم، وتأسيسه للأحباس (الأوقاف).
• الختام والدعاء: يختتم الشاعر بالتوسل بأبناء مولاي علي الشريف، ثم يعرف بنفسه وبنسبه (ادريس بن علي السناني)، ويختم بالصلاة على النبي.

• اتَّدَلَّل: تقرّب وتودّد.
• اتَوَدَّك: تسقيك وتمنحك.
• اضْماها: ظمأها وعطشها.
• امأيدَة: مؤيدة ومحصنة.
• درية: ذرية.
• في عار: بجاه وحق.
• نَسْعاه: نطلبه ونسعى إليه.
• لَحْداهُ: بجانبه.
• واعبى به: واعتنِ به.
• سلافَكَ: أسلافك وأجدادك.
• تناه: منتهاه.
• عراجَن: عراجين، جمع عرجون وهو عنقود التمر.
• الغَوْتُ الأواه: لقب للصالحين كثيري الدعاء والتأوه إلى الله.
• نَجْلُ: ابن.
• ازْهَدِّتِي: زهدت وتركت عن رغبة.
• الاحباس: الأوقاف.
• اسناه: مكانته الرفيعة.
• المدونة: كتاب فقهي شهير في المذهب المالكي.
• البتول: لقب السيدة فاطمة الزهراء.