قصيدة المرسم للشاعر محمد الكزولي مع الشرح المفصل
قصيدة المرسم للشاعر محمد الكزولي مع الشرح المفصل
نص القصيدة
شرح القصيدة
تُعد "قصيدة المرسم" للشاعر محمد الكزولي من القصائد العميقة في شعر الملحون، وهي ليست مجرد وقوف على الأطلال بالمعنى التقليدي، بل هي حوار فلسفي واجتماعي ونقدي مع "المرسم" (بقايا الديار) الذي يرمز إلى الماضي بكل قيمه. القصيدة هي "معارضة شعرية" يستحضر فيها الشاعر أسماء كبيرة في الملحون مثل ابن علي، والڭندوز، والعربي، الذين وقفوا أيضاً على المراسم، لكنه يميز سؤاله عن أسئلتهم.
المقدمة (الأقسام 1-3): التمهيد للحواريبدأ الشاعر بزيارة المرسم، ويستحضر كيف زاره كبار الشعراء قبله. كل شاعر كان له سؤال مختلف: "ابن علي" سأل عن مصير السكان، و"الڭندوز" سأل عن سبب بناء الأسوار التي حجبت عنه أحبابه، و"العربي" سأل عن الأنوار المنبعثة من المرسم شوقاً لزيارة قبر النبي. هذا التمهيد يوضح أن الشاعر على دراية بتراثه، لكنه يمهد لطرح سؤال مختلف وجوهري.
صلب القصيدة (القسم 4): طرح الأسئلة الوجوديةهنا يبدأ الحوار الحقيقي. يطلب الشاعر الأمان من المرسم ليبوح له بسره، ويؤكد له أن سؤاله ليس عن الأغراض التقليدية كالغزل ووصف الجميلات، أو التفاخر بالدنيا، أو حتى الشوق النبوي الذي تناوله السابقون. سؤاله أعمق بكثير، فهو يسأل عن ضياع منظومة القيم بأكملها:
- أين التقوى والعلم؟
- أين الفرح والإحسان والصفاء؟
- أين الصدق والوفاء والقناعة؟
- أين النخوة والمروءة والعفة والحياء؟
يأتي جواب المرسم صادماً، حيث يقارن بين "زمان الخير" والزمن الحالي الذي انتشر فيه الفساد وأصبح الفحش مفخرة. ثم يتولى الشاعر بنفسه تفصيل هذا الجواب في القسم الثامن، الذي يُعد أطول أقسام القصيدة وأكثرها حدة في النقد. يرسم الشاعر صورة قاتمة للواقع:
- ضياع الدين والتقوى وانتشار الجهل.
- فساد الأسواق والاحتكار وغياب الرقابة.
- جور القضاة، انتشار الرشوة، وضياع الأمانة.
- قطع صلة الرحم، وانهيار منظومة الحياء والأخلاق.
- انتشار الشذوذ، الشرك، السحر والشعوذة.
- فساد الحكام والمسؤولين ونهبهم لخيرات البلاد.
شرح الكلمات الصعبة
- المرسم: أطلال وبقايا الديار.
- شاكي: يشتكي.
- الكثمان: إخفاء الأسرار.
- قفري: أرض خالية مقفرة.
- خلارو: أصحابه وأحبابه.
- معنينو: قصده ومغزاه.
- السجية: الفطرة والطبيعة.
- اصغاني: استمع إلي.
- بتارو: قاطع للحديث، ما ينهيه.
- مكب المضمور: الشيء المخفي والمكتوم.
- دهو الزهو: متعة وبهجة الحياة.
- الراح والفراح: الراحة والفرح.
- الشّور: المشورة والرأي السديد.
- الورى: الخلق، الناس.
- نفرز دينارو: أميّز عملته، أي أفرق بين الجيد والرديء.
- ساد الفجر: انتشر الفسق.
- الڭور: القاع، العمق.
- السيبة: الفوضى وغياب القانون.
- تشانقو: تصارعا، تعانقا.
- ما طقت: لم أستطع.
- ليس نواري: لا أخفي.
- منضور: واضح وبيّن.
- التسياب: الانحلال والتفلت من القيم.
- بار: كسد وفسد (الفقه بار: أي كسد علم الفقه).
- مثين: غني.
- نجرم: أصبح جريمة.
- عنثار: عنترة بن شداد، رمز القوة والفعل دون رادع.
- الدجور: الظلام الحالك.
- قْطيب: قطعة من الخشب، والمقصود حالنا ووضعنا.
- تغوارو: ما تآكل منه بسبب النخر.
- تفْتار: تهدأ وتخف.
- قريض: شعر.
هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.
نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم