قصيدة في مدح بالعباس السبتي للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

وهُو يَا سِيدِي يَا سَعْد مَنْ ابقى فِي حَبْلْ الله المَتِينْ حَابَسْ — و فِي بَابْ رَبّْ الوُجُودْ حَابَسْ نَفْسُه و صَارْ ذَكَرْ المَوْلَى انْسُه — و نَزَّه الهِمَّة عَنْ جِنْسُه و ابكى و اشْكَى والنَّاسْ نَايَمَة فِي ظَلَامْ العسْعَاسْ — و تشَفَّعْ بِرْجَالْ الكِمَالْ مِنَ الاقْطَابْ والاَجْرَاسْ لابَدَّ بَثياب القَبُولْ يَكَسَى اكْثير سِرَّهُمْ يسري سري الرُّوحْ في انْحَاسُه و يعَالْجُه مَنْ بَاسُه لَاسِيَّمَا إِذَا قَالَ بِصَوْتْ حَايَر اكْبيسْ (لازمة) لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ وهُو يَا سِيدِي جُدْ يَا بِالعَبَّاسْ أَفَارَسْ الفَوَارَسْ — أَنَا اهْرَبْتْ لِحْمَاكْ اشْفِي بَاسِي يَزُولْ تخْمَامِي و اكْبَاسِي — و عَامَلْ بِالمَحَاسَنْ و وَاسِي يَا بَحْرْ السِّرّْ الفايظ المُحِيطْ أَلَا لُه اقْيَاسْ — يَا رَحْمَة يَا نَعْمَة فِي بَلَدْ المتون ابقات احباس لضرير الارْضِ مَنَ الرِّجَالْ وَانْسَاءْ — لَازَالَ نِيلْ فَضْلَكْ لعذيب يَزِيدْ في قْيَاسُه مَنْ جَاه تَلْقَحْ اغْرَاسُه — سِيدِي ابْغِيت غُرْفة تَسْقِي بِهَا الرَّوْضِ اليبس (لازمة) لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ وهُو يَا سِيدِي يَا تَاجْ هَلْ الحَضْرَة يَا بَدْرْ اضْوَى عَلَى العسَاعَسْ — يَا شَمْسْ شَارْقَة بِالنُّورْ الكَاسِي عَلَى الوَطَى وَربى وَوَْرَاسِي — يَا الطَّوْدْ المَنِيعْ الرَّاسِي أَنَا فِي ظِلِّك يَا الغَوْثْ تَحْمِينِي بَيْنَ النَّاسْ — يَا مَنْ جَعَلَكْ رَبّْ الاكْوَانْ رَايسْ جَمْعْ الرِّيَاسْ واخْلَعْ مَنَ العنايَة عَلِيكَ لَبْسَة — و احباك بِالفَضْلْ و اسقاك السَّاقِي امْدَامْ كَاسُه فَنجَالْ بَينْ جَلَّاسُه — خَمْرْ الوُصُولْ و اصبحت بَنْشْوَتُه تَمِيلْ و تَمِيسْ (لازمة) لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ وهُو يَا سِيدِي مَوْلَاكَ قَرَّبَكْ و جَعَلَكْ توب العز لابس — بَيْنَ الفنا والبقى حَالَكْ شَمْسي الغشيم يظنك حسي— وبَاطْنَكْ في شُهُودُه قُدْسِي وعَطَاكْ التصريف الكْبِيرْ مُولْ المُلْكْ في الجْنَاسْ — وليت وعزلت ولا ارفد حَدٌّ امْعَاكْ الرَّاسْ وارْفَعْتْ واحْفَظْتَ فِي سُهَلْ وَاقْسى — و اشْحَال مَنْ إِيسِيرْ فَدِيته و جَا لِعَنْد نَاسُه وفقير عمر امراسه — بسباب وَعَدَّتَكْ و اسْتَغْنَى مَنْ بَعْدْ كَانْ مَفْلِيسْ (لازمة) لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ وهُو يَا سِيدِي شنعد وَاشْ نَحْكِي لَوَبتْ مَعَ المَدِيحْ وَاجَسْ — مَنَ الكَرَائِمْ الا لَهَا قِيسْ لَو ابقيت انعبر و انْقِيسْ — آش نبلغ مَنْ بَحْرْ اسْوِيسْ وَاشْ انْعَدّْ مَنْ اكْوَاكَبْ الدُّجَى لَو تَمْضِي الانْفَاسْ — يَا أَيَّة مَنْ أَيَاتْ رَبَّنَا كُبْرَى مَا تقاسْ هَذَا مَنْ مَدْحَكْ شِي عَلَى وَعَسَى — نتعَرَضُوا لِنَفْحَة تَجْلِي عَنْ خَاطْرِي اكْبَاسُه وَكَذَاكَ شَرّْ وَسْوَاسُه — و انْحُوزْ بِكْ خِيرْ الدَّارَيْنْ وَلَا اتشُوفْ تَعْكِيسْ (لازمة) لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ وهُو يَا سِيدِي سَلَاتَنِي البَشْرَة مِنْكَ و أَنَا اليَوْم عَانسْ — رَبَّيْتْ المَقَامْ و الرَّوْضَة فِي انْعَاسِي وَرِيتْ نُورْ اسْنَاكَ الكَاسِي — وطَابَتْ احْسَاسِي وانْفَاسِي و اسْمَعْتَ فِي ذَاكَ النوم قَوْلْ تَذْهَلْ فِيه الكَيَاسْ — رَقّْ مَنْ لَطِيفْ انْسَايَمْ الصَّبَى و احْلَى مِثْلْ العَاسْ و تَمَكَّنَ فِي اذْهَانِي وَلَا أَتنسَى — واصْبَحْتَ رَايَقْ و شَايَقْ و اغْصَانْ الرِّيَاضْ مَاسُوا بلطَافَتُه و تَأَنَاسُه ونَظَمْتَ فِي سْلُوكْ اسْرَارَكْ بِالشَّوْقْ جَوْهَرْ انْفِيسْ هَانَا عَلَى العتاب امَرَّسَمْ حَبَّاسْ — حَاضَعْ امَأَدَّبْ بَاقِي عِنْدَ بَابَكْ اجْلِيسْ ابْغِيتْ مِنْ انْوَارَكْ نشْعَلْ نَبْرَاسْ — نهْتَدِي بِضَيَاهُ في لَيْلْ الهُمُومْ الغَلِيسْ أسِيدِي كِيفْ انْشُوفْ البَاسْ — أَوْ يَغْشَانِي مَا طَالَ الزَّمَانْ تَعْكِيسْ و انَا في احْمَاكَ امْقَيَّدْ عَسَّاسْ — نرْتَجَى ينْجَزْ وَعْدَكَ يَا الامِيرْ العَرِيسْ حَاشَا مَنَ الاغارَة نقْطَعْ اليَاسْ — لَيْسْ يَا خُدْنِي فِي بَلُوغْ المْنَى تَوْسْوِيسْ مَارِيتْ سَائَلْ اهْرَبْ لِجْوَادْ النَّاسْ — أَوْ مدّْ الكَفّْ لَسُلْطَانْ عَامرْ الكَيسْ وَارْجَعْ حَاشَمْ ونَادَمْ أَوْمَسَاسْ — مَا بَصرْ قَاصَدْ في اوجُوهُ الكِرَامْ تَعْبِيسْ تَبْغِي اتْجُودْ لِي جود ابغِيرْ اقْيَاسْ — جَدّْ يَطْلُعْ لِي بِه مَعَ النُّجُومْ بَرْجِيسْ مَوْلَايْ هاكهَا حرَّة مَنَ العنَاسْ — تَاجْهَا يَشْبُه بَدْرَ الدُّجَى سَاطَعْ اشْمِيسْ و نَاظَمْ المعاني مَنْ بَهْجَة فَاسْ — عَبْدْ آلْ البَيْتْ الحَاجّْ المُغَرَّبْ ادْرِيسْ و اسْلَامْنَا امْعَطَّرَة مَا مَاس اليَاسْ — للاشْرَافْ انرَسلُه في انْظَامْ رَايَقْ اسْلِيسْ

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني من أروع قصائد التوسل في شعر الملحون، وهي موجهة إلى أحد رجال مراكش السبعة، الولي الصالح سيدي أبي العباس السبتي، دفين "باب الخميس" بمراكش.

الفكرة العامة: التوسل بالولي الصالح وطلب المدد الروحي

تدور القصيدة حول فكرة مركزية، وهي اللجوء إلى حماية ومقام الولي الصالح أبي العباس السبتي، وطلب كرمه وجوده وشفاعته. يرى الشاعر في الولي "بحر السر الفايض" و"تاج أهل الحضرة"، ويلجأ إليه ليشفي "بأسه" ويزيل همومه. اللازمة "لِلَّه جود يَا سِيدِي بِالعَبَّاسْ — أالسِّبْتِي بِنْ جَعْفَرْ عَزِ بَابْ الخْمِيسْ" تتكرر لتؤكد على هذا المقصد، وهي نداء مباشر للولي بطلب الكرم.

تحليل الأقسام:

يفتتح الشاعر قصيدته بوصف حال السالك الحقيقي الذي يحبس نفسه على طاعة الله، ويتشفع بكبار الأولياء، مؤكداً أن من يفعل ذلك لا بد أن يلبس ثوب القبول. ثم يوجه نداءه مباشرة إلى أبي العباس السبتي.

ينتقل الشاعر إلى وصف كرامات الولي وكرمه الذي لا حدود له، فهو كالنيل الذي يروي الأرض، ومن لجأ إليه أثمرت حياته. يصفه بأنه "شمس شارقة" و"طود منيع"، وأن الله أعطاه "التصريف" في الكون، فصار يرفع ويحفظ، ويغني الفقير ويفدي الأسير.

يعترف الشاعر بعجزه عن إحصاء مناقب الولي التي لا تعد ولا تحصى، ويذكر أنه رأى في المنام رؤيا وبشرى من الولي، ألهمته لنظم هذه القصيدة. في الختام، يقف الشاعر وقفة "الحباس" (الخادم) عند باب الولي، يطلب منه الأمان والمدد ونيل خير الدارين، ويختم بذكر اسمه ونسبه، ويهدي سلامه للأشراف.