الفنان أكرم ليتيم
بإشراف: أكرم ليتيم

فنان وباحث في التراث الشعبي الجزائري

في هذا الموقع، أقدم لكم شروحات دسمة ومحتوى احترافي. أستعين بالذكاء الاصطناعي كنقطة انطلاق، لكن كل معلومة تخضع لمراجعتي الدقيقة، مع استشارة مستمرة لمشايخ وفنانين مختصين لضمان الأصالة والموثوقية.

خط المقال

اختر الخط المفضل لديك للقراءة:

قصيدة في مدح المحجوب بروايل للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

قصيدة في مدح المحجوب بروايل للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

قصيدة في مدح المحجوب بروايل للشاعر إدريس بن علي السناني مع الشرح المفصل

نص القصيدة
بَكْ يَا سِيِّدْ المَحْجُوبْ الهُمَامْ صَاحَبْ المَقَامْ العَالِي — يَعُودْ بَابْ العَطْفَة مَحْلُولْ لايَنْ انْتَ الوَسِيطَة في الاورَادْ مِنْ هَذَا البَحَرْ المَالِي — وَلَّا ابْقَى فِي الْوَصَايَة مَجْهُولْ يَا خْلِيقَة شَيخي يَا مَنْ مْحَبُّوبْ و عْزِيزْ و غَالِي — سَالْكْ و جَادَبْ مِنَ الفْحُولْ اعْمَلْ لله افْتَحْ بِمْفَاتَحْ الايغَانَة و السِّرّْ اقْفَالِيشَاوَرْ السُّلْطَانْ في الوُصُولْ (لازمة) بْرَوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ قُمْ تَرْغَبْ بَنْعِيسَى الوَالِي — يَقُولْ لِلضَّيْفْ أَنْتَ مَقْبُولْ بَرْوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ — شَامَخْ الهِمَّة و الرُّتْبَة جُودْ لِلْمَحسُوبْ المَنسوبْ — الفَقِيرْ خدِيمْ العَتْبَة جَا لِعَنْدَكْ شَايَقْ مَكْرُوبْزايكْ بَضِيمُه في القُبَّة زايكْ بَضِيمُه في القُبَّة بَاشْ يَرْجَعْ بِسَرَارُه سَالِي — إِلَّا اعْطَفْتي لَكْرُوبْ تْزُولْ خُذْ بِيَدِي يْسَعْدْ سَعْدِي عَلَى الدَّوَامْ و يْتنَوَّرْ حَالِي — لَيْسْ يَبْقَى فِي الخَاطَرْ هُولْ مَنْ وَصَلْ لِهَذَا القُبَّة السَّاعَدَة نَالْ عِزّْ وَالاقْبَالِي — لَويَكُونْ فِي حَالُه مَهْمُولْ يَا مُلُوكْ الدِّنْيَا يَا حَاكْمِينْ المُلُوكْ و المْوَالِي — الفَضْلْ فِيكُمْ مَجْمُولْ يَا كِرَامْ تَكَرَّمُوا بِالطَّيِّبْ والغْنَى لِخْدِيمْ بحَالِي — الضَّعِيفْ عَلِيكُمْ مَحْمُولْ (لازمة) بْرَوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ قُمْ تَرْغَبْ بَنْعِيسَى الوَالِي — يَقُولْ لِلضَّيْفْ أَنْتَ مَقْبُولْ الضَّعِيفْ عَلِيكُمْ مَحْمُولْ — يَا هَلْ الرَافَة وَ الرَّحْمَة الرِّضَى و العِلْمْ المَنْزُولْ — والحَقَايَقْ و الحِكْمَة فُوقْ فَهْمْ دَوَايَرْ العُقُولْ — لَيْسْ يَعْرَفْ حَدّْ آش تمة لَيْسْ يَعْرَفْ حَدّْ اهْلَ تمة غَيْرْ مَنْ كَانْ مِنَ الكُمَّالِي — في بْحُورْ العِرْفَانْ يجُولْ كِيفْ جَلْتْ يَا مَوْلَايْ بَرْوَايَلْ مِنْ فَضْلْ العَالِي — و صَرَّفَكْ ذَا العِزَّة و الحُولْ شربكْ خَمْرَة بَهَا تَاهْ عَلَى الكُونْ الشَّيخ البُودَالِي — و سَارْ مِنْ خَمْرُه مَثْمُولْ كِيفْ غَابْ مَعَهَا مَوْلَايْ بوشْتَى و الحَاجّ البَقَالِي — و غَابْ بَهَا سِيدِي بَهْلُولْ (لازمة) بْرَوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ قُمْ تَرْغَبْ بَنْعِيسَى الوَالِي — يَقُولْ لِلضَّيْفْ أَنْتَ مَقْبُولْ شَرَّبْك سِيدِي كَاسْ كْبِيرْ — بِه عَدتي غَايب حَاضَرْ عِنْد شَيخك عَزْ مَنَ الغِيرْ — والرِّضَى مِنْ حَالَكْ ظَاهَرْ كَان بَنْعِيسَى لَكْ بشِيرْبِالخْلاقَة و أَنْتَ سَايَرْ حِينَ كنتي مَرِيدْ مَتبع الصَّفَى و الصَّدْقْ فِي الافعَالِي — بِالذِّكْرْ و الخِدْمَة مَشْغُولْ كَنَدَّقْ عَلَى الشِّيخْ بَلَا شَعْوَرْ في ثُلْثْ اللِّيلْ التَالِي — و اتقُولْ عَنْ عَهْدَكْ لَيْسْ تزُولْ بِالمْحَبَّة والصَّدْقْ مَطَهَّرْ الصَدَرْ مِنْ البَطَنْ الخَالِي — امْضَى مِنَ السيف المَسْقُولْ قَال لَكْ شِيخَكْ رَاكَ انْتَ عَنْدِي اليَوْمَ عَزْ مِنْ انْجَالِي — و كَانْ يْحَلَّفْ عَنْ هَذَا القُولْ بِه سَألْتَكْ و بِحَقّْ مْحَبَّتُه نَظْرْ يَا سِيدِي مِنْ حَالِي — حَن و تَوَسَّطْ في المَأمُولْ (لازمة) بْرَوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ قُمْ تَرْغَبْ بَنْعِيسَى الوَالِي — يَقُولْ لِلضَّيْفْ أَنْتَ مَقْبُولْ حَن و تَوَسَّطْ يَا سِيدِي — و يَرَى يَا الضيف اللِّي عَنْدَكْ مِنْ احْسَانَكْ كَافِي تشدي — و خَلِّصْ الحَلَّة مَنْ وَدَّكْ هَدِيَّتْهَا مِنْ شَجيتْ جَهْدِي — بَاشْ نبلغ معشر مَجْدَكْ لايَنْ انْتَ مْحَلّْ الجُودْ و السَّخَى و العَطْفَة لَمْثَالِي — عَالَجْ القَلْبْ للِّي مَعْلُولْ بِالعْلَاجْ للِّي مَا يَبْلَى وَلَا يَكشف و يْسَعَد فَالِي — نَوَّرْ حَالِي يَبْقَى مَشْغولْ الهْنَا و الخِيرَاتْ بِغَيْتْهَا تكُونْ يَمِينِي و شْمَالِي — وَلَا تزُولْ عَلَى الدَّهَرْ نْصُولْ بالسر و السَّتَرْ و القَبُولْ و العنَايَة دِيمَا تَبْقَى لِي — بِجَاهْ سِيِّدْ الخَلْقْ المَرْسُولْ يَا كَرِيمْ أَوْفِي ظَنِّ ادْرِيسْ بِنْ عَلِي يَا نَعْمَ العَالِي — بَاشْ يَرْجَعْ قَصْدُه مَكْمُولْ
شرح القصيدة

تعتبر هذه القصيدة للشاعر إدريس بن علي السناني قصيدة "توسلية" بامتياز، وهي موجهة إلى الولي الصالح سيدي المحجوب بروايل، أحد مريدي الشيخ الشهير سيدي امحمد بنعيسى. القصيدة هي مناجاة روحية، يبث فيها الشاعر همومه وأشواقه، ويطلب من الولي أن يكون وسيطاً له عند الله لقضاء حوائجه.

الفكرة العامة: التوسل بالولي الصالح وطلب المدد

تدور القصيدة حول فكرة مركزية وهي أن زيارة مقام الولي الصالح والتوسل به هي سبب لفتح أبواب الرحمة ونيل المطالب. يرى الشاعر في "بروايل" الوسيط الذي سينقله إلى حضرة شيخه بنعيسى، ومن ثم إلى حضرة القبول الإلهي. اللازمة "بْرَوَايَلْ سِيِّدْ المَحْجُوبْ قُمْ تَرْغَبْ بَنْعِيسَى الوَالِي — يَقُولْ لِلضَّيْفْ أَنْتَ مَقْبُولْ" تلخص هذا المقصد، فهي طلب مباشر من المريد (بروايل) أن يتوسط لزائره (الشاعر) عند شيخه.

تحليل الأقسام:

يفتتح الشاعر قصيدته بالوصول إلى مقام الولي، فيشعر بالبشرى والراحة، ويحث نفسه على البوح بأسرارها وشكواها لهذا "الطبيب" الروحي. ثم يصف حاله كضيف فقير ومكروب لجأ إلى قبة الولي لتزول همومه، ويؤكد أن كل من وصل هذا المقام نال العز والقبول.

ينتقل الشاعر إلى وصف المكانة الروحية العالية للولي، فهو ومن على شاكلته من "الكُمَّال" يملكون أسراراً تفوق العقول. ويذكر كيف أن بروايل نال هذه المكانة بفضل شيخه "البودالي" (بن عيسى) الذي سقاه من "خمرة" المعرفة الإلهية، كما سقى غيره من كبار الأولياء.

يتوسل الشاعر بهذه العلاقة الخاصة بين الشيخ ومريده، ويطلب من بروايل أن ينظر في حاله ويتوسط له لتحقيق أمانيه في الهناء والخير والستر والقبول الدائم. وفي الختام، يذكر الشاعر اسمه ويدعو الله أن يكتمل مقصده.

شرح الكلمات الصعبة
الكلمة الشرح
المَحْجُوبْالمستور عن أعين العامة، وهو لقب يطلق على بعض الأولياء.
الهُمَامْالسيد الشجاع والمقدام عالي الهمة.
المَقَامْالمنزلة الرفيعة أو الضريح والمكان المقدس.
العَطْفَةالعطف والرحمة والمحبة.
الوَسِيطَةالوسيط والشفيع.
الاورَادْجمع وِرد، وهو الذكر الذي يلتزم به المريد.
الْوَصَايَةالوصية التي يتركها الشيخ لمريده.
مَجْهُولْغير معروف، والمقصود هنا أنه كان معروفا في وصية شيخه.
خْلِيقَةخليفة، أي وارث سر الشيخ وطريقته.
سَالْكْالذي يسير في طريق التصوف.
جَادَبْجاذب للقلوب والهمم.
الفْحُولْكبار الرجال والأولياء.
الايغَانَةاليقين والمعرفة التامة.
اقْفَالِيالأقفال التي تغلق قلبي، أي الحجب.
شَاوَرْاستأذن وشاور.
الوُصُولْالوصول إلى مراتب المعرفة والقرب من الله.
بْرَوَايَلْاسم الولي الصالح سيدي المحجوب بروايل.
تَرْغَبْتتوسل وتطلب.
الوَالِيالولي الصالح.
مَقْبُولْمقبول الدعاء والزيارة.
شَامَخْعالي ومرتفع.
الرُّتْبَةالمنزلة والمكانة.
لِلْمَحسُوبْالمنسوب إليك والمحسوب عليك.
المَنسوبْالذي ينتسب إليك.
خدِيمْ العَتْبَةخادم المقام والضريح.
شَايَقْمشتاق.
مَكْرُوبْمهموم وحزين.
زايكْلاجئ ومستجير.
بَضِيمُهبظلمه وهمه.
القُبَّةقبة الضريح.
بِسَرَارُهبأسراره، والمقصود مرتاح البال.
سَالِيمرتاح البال وخالٍ من الهموم.
اعْطَفْتيإذا عطفت ورحمت.
لَكْرُوبْالهموم والمصائب.
هُولْخوف وفزع.
مَهْمُولْمهمل ومنسي.
المْوَالِيالأسياد وأصحاب المال.
مَجْمُولْكامل ومجموع.
مَحْمُولْيعتمد عليكم ومسؤوليتكم.
الرَافَةالرأفة والشفقة.
الرَّحْمَةالرحمة.
المَنْزُولْالعلم الذي أنزله الله.
الحَقَايَقْحقائق الكون والمعرفة الإلهية.
الحِكْمَةالحكمة.
دَوَايَرْدوائر، مدارك.
تمةهناك (في عوالمهم الروحية).
الكُمَّالِيجمع كامل، وهم العارفون بالله.
العِرْفَانْالمعرفة الإلهية.
يجُولْيسافر ويتنقل.
جَلْتْجُلتَ، سافرت روحياً.
الحُولْالقوة والقدرة.
خَمْرَةرمز للمعرفة والمحبة الإلهية التي تسكر العقل.
تَاهْضاع عن وعيه وعن الكون.
البُودَالِيلقب للشيخ بنعيسى، يعني صاحب الدلو (ساقي المريدين).
مَثْمُولْثمل وسكران (من المحبة).
غَابْغاب عن وعيه في الحضرة الإلهية.
غَايب حَاضَرْحالة صوفية يكون فيها الولي غائباً عن الخلق حاضراً مع الحق.
بشِيرْمبشر.
بِالخْلاقَةبالخلافة، أي وراثة سر الشيخ.
سَايَرْسائر في الطريق.
مَرِيدْمريد، طالب في طريق التصوف.
كَنَدَّقْكنت تطرق الباب.
شَعْوَرْاستئذان أو إعلام.
امْضَىأكثر حدة وقطعاً.
المَسْقُولْالمصقول اللامع.
انْجَالِيأبنائي.
يْحَلَّفْيقسم ويحلف.
المَأمُولْالأمل المرجو.
تشديتكفيني.
الحَلَّةالقصيدة.
وَدَّكْمحبتك.
شَجيتْنظمت وصغت.
معشرجماعة.
مْحَلّْمكان وموضع.
الجُودْالكرم.
السَّخَىالكرم والسخاء.
مَعْلُولْمريض وعليل.
يَبْلَىيصبح بالياً قديماً.
فَالِيحظي.
نْصُولْلا أصل ولا أتحرك.
السَّتَرْالستر والحفظ.
القَبُولْالقبول عند الله والخلق.
العنَايَةالعناية الإلهية.
المَرْسُولْالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
أَوْفِيحقق وأكمل.
ظَنِّظني وأملي.
مَكْمُولْكامل وتام.
الربانِيالمنسوب إلى الرب، العالم بالله.
اخْسَانَكْإحسانك وكرمك.
المَتِينْالقوي.
النُّورَانِيالممتلئ بالنور.
يَمَاتَلْيماثل ويشابه.
كَهْفْالملجأ والملاذ.
البُرْهَانِيالدليل الواضح.
ادهَانِيأتعبني وأشقاني.
اليَقِينْأعلى مراتب الإيمان.
الرَّاسْخِينْالثابتون في العلم والمعرفة.
الاكْوَانِيجمع كون، العوالم.
الصَّحْوحالة وعي وإدراك في التصوف.
الفَانِيالذي يفنى ويزول، أي الدنيا.
معلومات حقوق النشر

هذا العمل الأدبي يقع في الملك العام. موقع "البقراج" يقوم بجمع وحفظ ونشر هذا التراث الشعبي مع إضافة قيمة تحليلية ومعرفية له.

نشر وتحقيق: الفنان الشعبي أكرم ليتيم

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق